المقالات

العشائر اللاعب الجديد في الساحة العراقية


جميل الحسن

اهتمام رئيس الحكومة بالعشائر هذه الايام وحضوره شخصيا لمؤتمراتها انما يهدف من ورائها الى جذبها لصفه ويؤكد ايضا انه ما زال مستمرا في السير على النهج ذاته الذي سار عليه في انتخابات مجلس المحافظات السابقة وانه ما زال يمضي في تشكيل مجالس الاسناد العشائري التي يتهم فيها بانه ينفق عليها من المال العام وبانها تكريس لنموذج الحاكم الفردي والذي يتنافى ومع احكام الدستور العراقي الذي يؤكد بان الحكم في العراق جماعي توافقي .

تواصل الاهتمام من قبل السيد رئيس الحكومة يعني عدة امور اهمها ان العشائر قد اصبحت دعامة اساسية في البلاد وليست مجرد قوة تقليدية غير مؤثرة وان اصوات العشائر وتاييدها تعد مفتاح الفوز في الانتخابات نظرا لثقلها الكبير واهميتها ,لكنه بالمقابل يعكس مؤشرا على ان البلاد بدات تفقد عوامل الدفع الديناميكية للتطور في ظل تراجع النخب المثقفة والاكاديمية عن ممارسة دورها السياسي العام والمؤثر في البلاد وانسحابها امام القوى العشائرية التقليدية التي بدات تسيطر على مسرح الاحداث في العراق ولم يعد تجاهلها او تجاوزها امرا ممكنا مما يعني بان العراق سيظل محكوما بتحالف بين النخب السياسية وبين القوى العشائرية النافذة في البلاد التي تعد نفسها اللاعب الرئيسي في قلب المشهد السياسي في العراق .

ان صعود نجم العشائر ودعم السياسيين الواضح لها يؤشر نقطة جوهرية مهمة وهي تراجع دور القوى الديناميكية الفاعلة التي يعقد عليها فرس الرهان لاحداث تطور شامل في البنية الاساسية الاجتماعية في العراق والتي ظلت مغيبة وممنوعة من الظهور والمشاركة في مختلف المناسبات والظروف والفرص التي شهدها العراق والتي كان اخرها مرحلة ما بعد سقوط صدام التي تعد فرصة مثالية امام صعود النخب والكوادر المثقفة التي يقع على عاتقها مهمة بناء وتحديث المجتمع العراقي وهي المهمة التي ظلت غائبة ومعطلة طيلة الفترة السابقة والتي لم تتح من خلالها الفرصة امامها في المشاركة ولعب دور فاعل ومؤثر في هذا التطور الذي يصطدم في الواقع بقوى العشائر التقليدية التي بدأت تزحف وبقوة لتصدر قلب الحدث السياسي المهم في العراق وعبر بوابة الانتخابات التي منحت العشائر دورا كبيرا وبارزا ومهما في المشهد السياسي العراقي مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جدية الحكومة ورغبتها في تطوير الديمقراطية في البلاد في ظل اعتمادها الكلي على القوى التقليدية التي لا تملك الية التطور المناسبة او القادرة على التفاعل مع التجربة الديمقراطية وتدعيمها وتطوير وتعميق جذورها في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-04-21
على المجلس الاهتمام بالعشائر خاصة الدعم المالي وفي التعيينات.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك