المقالات

العشائر اللاعب الجديد في الساحة العراقية

1031 16:37:00 2009-04-20

جميل الحسن

اهتمام رئيس الحكومة بالعشائر هذه الايام وحضوره شخصيا لمؤتمراتها انما يهدف من ورائها الى جذبها لصفه ويؤكد ايضا انه ما زال مستمرا في السير على النهج ذاته الذي سار عليه في انتخابات مجلس المحافظات السابقة وانه ما زال يمضي في تشكيل مجالس الاسناد العشائري التي يتهم فيها بانه ينفق عليها من المال العام وبانها تكريس لنموذج الحاكم الفردي والذي يتنافى ومع احكام الدستور العراقي الذي يؤكد بان الحكم في العراق جماعي توافقي .

تواصل الاهتمام من قبل السيد رئيس الحكومة يعني عدة امور اهمها ان العشائر قد اصبحت دعامة اساسية في البلاد وليست مجرد قوة تقليدية غير مؤثرة وان اصوات العشائر وتاييدها تعد مفتاح الفوز في الانتخابات نظرا لثقلها الكبير واهميتها ,لكنه بالمقابل يعكس مؤشرا على ان البلاد بدات تفقد عوامل الدفع الديناميكية للتطور في ظل تراجع النخب المثقفة والاكاديمية عن ممارسة دورها السياسي العام والمؤثر في البلاد وانسحابها امام القوى العشائرية التقليدية التي بدات تسيطر على مسرح الاحداث في العراق ولم يعد تجاهلها او تجاوزها امرا ممكنا مما يعني بان العراق سيظل محكوما بتحالف بين النخب السياسية وبين القوى العشائرية النافذة في البلاد التي تعد نفسها اللاعب الرئيسي في قلب المشهد السياسي في العراق .

ان صعود نجم العشائر ودعم السياسيين الواضح لها يؤشر نقطة جوهرية مهمة وهي تراجع دور القوى الديناميكية الفاعلة التي يعقد عليها فرس الرهان لاحداث تطور شامل في البنية الاساسية الاجتماعية في العراق والتي ظلت مغيبة وممنوعة من الظهور والمشاركة في مختلف المناسبات والظروف والفرص التي شهدها العراق والتي كان اخرها مرحلة ما بعد سقوط صدام التي تعد فرصة مثالية امام صعود النخب والكوادر المثقفة التي يقع على عاتقها مهمة بناء وتحديث المجتمع العراقي وهي المهمة التي ظلت غائبة ومعطلة طيلة الفترة السابقة والتي لم تتح من خلالها الفرصة امامها في المشاركة ولعب دور فاعل ومؤثر في هذا التطور الذي يصطدم في الواقع بقوى العشائر التقليدية التي بدأت تزحف وبقوة لتصدر قلب الحدث السياسي المهم في العراق وعبر بوابة الانتخابات التي منحت العشائر دورا كبيرا وبارزا ومهما في المشهد السياسي العراقي مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جدية الحكومة ورغبتها في تطوير الديمقراطية في البلاد في ظل اعتمادها الكلي على القوى التقليدية التي لا تملك الية التطور المناسبة او القادرة على التفاعل مع التجربة الديمقراطية وتدعيمها وتطوير وتعميق جذورها في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-04-21
على المجلس الاهتمام بالعشائر خاصة الدعم المالي وفي التعيينات.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك