جميل الحسن
العداء المصري للنظام السياسي الحالي في العراق واضح ومكشوف لم يحرص المصريون على اخفائه بدليل التجاهل الواضح لاي زيارة يقوم بها اي مسؤول عراقي الى مصر وعدم قيام الصحف المصرية بنشر اية اخبار عن هذه الزيارات حتى لوكانت مقتضبة في حين نجد انها تفرد مساحات واسعة لتغطية اخبار الزعماء الاسرائيلين خلال زياراتهم الودية الى احبائهم واصدقائهم من المسؤولين المصريين .كما ان القاهرة ما زالت تتستضيف وتتعامل مع شخصيات عراقية متهمة من قبل القضاء العراقي بتورطها في الارهاب ومناهضتها للعملية السياسية في البلاد وهذه الشخصيات ما تزال تقيم المؤتمرات والندوات السياسية التي تهاجم الحكم في العراق وتتهمه بالعمالة للاحتلال وللرموز السياسية وخاصة الشيعية منها بانها جاءت الى السلطة على متن الدبابات الامريكية بينما لا تخجل من حقيقة انها تقييم انشطتها برعاية استخبارية مصرية .
كما ان الرئيس المصري لم يتورع عن وصف الطاغية المقبور صدام بالشهيد بعد اعدامه من قبل الحكومة العراقية ووصفه للشيعة في العراق والمنطقة بانهم عملاء لايران وهو نفسه الذي وصفه صدام ذات يوم بحسني الخفيف.هذا التحامل المصري الذي بلغ ذروته على الحكومة العراقية الحالية ووصفها بالطائفية ياتي في الواقع من خشية مصرية من تقلص دورها ونفوذها في المنطقة وزعامتها فيها ولخوفها من مزاحمة عراقية لها في هذا المجال بعد ان شهدت السنوات الاخيرة تراجع الدور المصري نتيجة لظهور منافسين اقوياء جدد على السلاحة كالقطريين والسعوديين الذين لم يعودوا حريصين على احترام مشاعر المصريين وهم يتوغلون في عمق النفوذ المصري في المنطقة بعد ان تاكل الدور المصري فيها ولم يعد قادرا على التجدد والتطور .النظرة القاصرة للحكومة المصرية للعراقيين ما زالت موجودة بدليل ان مصر لم تكن جادة في تعاملها مع الحكومة العراقية وحرصها على اسقاط الديون المصرية على لعراق وتاخرها كثيرا في اعادة فتح سفارتها في بغداد والتي ما زالت معطلة ومؤجلة منذ فترة طويلة .
بالاضافة الى الرئيس المصري حسني مبارك لم يفكر او يعلن يوما برغبته في زيارة بغداد هذه الايام ومساندة الحكم الجديد في العراق كما فعل العديد من رؤساء الدول في المنطقة .هذا الحرص المصري على عدم اخفاء مشاعره العدائية المناهضة للعراقيين يعكس مخاوف المصريين من مزاحمة عراقية قادمة اورغبة مصرية في ابقاء العراق ضعيفا لكي لا يتسنى له النهوض من جديد ويفتح الباب امام هيمنة مصرية جديدة كما كان موجودا ايام حكم الرئيس عارف عندما كان السفير المصري في بغداد حاكما مطلقا له سلطته وهيبته ونفوذه الواضح ومصر هي من ضغطت على عبد السلام عارف في وقتها على تطبيق قوانين التاميم الجائرة التي دمرت الاقتصاد العراقي وزادته ضعفا ولم تفلح في تطويره , بالاضافة الى دور مصر المشبوه وتدخلها في الشان العراقي اثناء حكم الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ومساندتها لانقلاب الشواف وانقلاب الثامن من شباط ,
فضلا عن حرمان العراقييين من فرصة تاريخية لوصول اول حاكم مدني في تاريخ العراق الحديث وذلك عندما عارضت وصول عبد الرحمن البزاز الى منصب رئاسة الجمهورية بعد مصرع عبد السلام عارف ومجيء عبد الحكيم عامر الى بغداد لافشال هذا القرار وتنصيب ضابط عسكري هو عبد الرحمن عارف رغم عدم اهليته ليصبح رئيسا للعراق والذي يعد الاضعف في تاريخه والسهولة والبساطة التي سقط بها خير شاهد على ذلك .
https://telegram.me/buratha