محسن أمين
بين الديمقراطية ومفهومها ويتلاعب سياسيو العراق الجديد بأوراقها وتعريفاتها ساعدهم في ذلك نشؤها وحبوها في العراق رغم إن البلاد الأخرى في العالم تجلببت بها منذ أمد بعيد فيما كان العراق يكاد يلفظ انفاسه الاخيرة بفعل النظام الشمولي والدكتاتوري.واذا كانت الديمقراطية تعني حكم الاغلبية ، فهذا لم نجده في كل الخطوات التي اطلق عليها ديمقراطية منذ سقوط الصنم الى اليوم ، فالمحاصصة والتوافق السياسي هو السمة الابرز في المرحلة السابقة التي اطلق عليها مرحلة بناء (الدولة العراقية ومؤسساتها) ، فلا حكم اغلبية ولا اساليب صحيحة في البناء سواء الفوقي او الافقي للدولة ، اللهم الا ما خلق لنا الفساد الإداري والمالي الذي عشعش وباض وفرخ في مؤسسات الدولة الفتية ، فكان ان خلق لنا (دولة بين الأغنياء منكم) كما عبر القران الكريم في إشارة إلى احتكار المال والسلطة في ايد معينة ، فيما بقية الشعب تتحسر على رغيف خبز يصلها كل شهر بعد التي والتيا.
ان ما أفرزته الانتخابات المحلية الأخيرة عكست لنا صورة سيئة لمايسمى بالديمقراطية ، ولا نحمل الديمقراطية مسؤولة ذلك ، بل من يتغنون في ذلك من إنهم( ديمقراطيون ) ويخضعون تحت سلطان الديمقراطية ورأي الشعب، فقد ساء هؤلاء وعن قصد فهم وتفسير الديمقراطية وواصلوا استخفافهم بها وبالناس وتعكزوا على أخطائهم السابقة من محاصصة رغم إقرارهم بكارثيتها على الواقع العراقي ، وإلا ماذا يعني إقصاء الشخصيات التي حصلت على قبول مطلق لدى الناخبين ( واعني بالقبول المطلق حصولهم على اكبر عدد من أصوات الناخبين) وهو ان دل فيدل على قبول مطلق لدى الناس ويقتضي تفهم مطلبهم والاستجابة له إن كان هناك إيمان بالديمقراطية ، وحصول مرشح على أكثر من عشرين ألف صوت لوحده كما حصل للمرشح يوسف الحبوبي في كربلاء والمرشح عبدالحسين عبطان في النجف الاشرف ، وهي بحد ذاتها رسالة الى جميع المسؤولين والمتصدين ، فاذا كانت ( الديمقراطية ) هي حكم الأغلبية فهذه الأغلبية رشحت ما تريد ،
اما اذا كانت الديمقراطية لديها وجه اخر محاصصة وابخاس حق فهذا مالم يعرفة المواطن والناخب بعد ولايمكن ان يطمئن له، كون ان (الديمقراطية) قد تفسر في يوم من الايام وفق هذه المقاسات ان النظام الشمولي السابق كان نوعا من انواع الديمقراطية الا ان الشعب العراقي أساء الفهم وجنى على المقبور في عيد الاضحى.
https://telegram.me/buratha