امير جابر-هولندا
اعتاد النظام المصري العيش على ازمات ومشاكل وحروب الاخرين لكنه اليوم يعيش في ازمة خانقة سياسية واقصادية واجتماعية واعلامية واخلاقية فظن جهابذة النظام المصري وترزية المخابرات ان فبركة خلية حزب الله ستكون المنقذ من الهلاك فارادوا بها ان يبعدوا الانظار عن مشاكلهم وتعليقها على الاخرين وان يكتموا الاصوات والمظاهرات التي باتت تتعالى في كل يوم وفي كل مكان من مصر المحروسة وايضا دغدغة جيوب المهوسين بكراهية الشيعة وهم كثر ولديهم المليارات التي يصرفونها دائما للشر وليس للخير وارضاء اسرائيل ومن ثم ارضاء اللوبي الصهيوني في امريكا والضغط على حكومة اوباما من اجل استمرار الدعم الامريكي لحكومة مبارك وغض النظر عن توريث الحكم لانه بات يعرف من ان السلطات الامريكية الحالية باتت تشعر ان الانظمة الحليفة لها صادرت تمثل عبئا ماليا واخلاقيا على امريكا التي تعاني من المشاكل الاقتصادية وانهيار السمعة الدوليةو اصبح حتى الاوربيون يتضاحكون على مايكرره المسؤلين الامريكان من اهتمامهم بنشر الديمقراطية قولا ودعهمهم لاسؤء الدكتاتوريات الحليفة لهم فعلا ( اسمع كلامك اصدقك اشوف فعلك استعجب)
وعندما قامت الثورة الاسلامية في ايران وتحول ايران من اقوى واخلص حلفاء امريكا واسرائيل الى اعدى اعدائهما حل النظام المصري محل شاه ايران ووضع ارض مصر ومياهها واجوائها تحت خدمة القوات الامريكية ومن مصر انطلقت الطائرات الامريكية الى صحراء طبس في ايران والتي رماها الله تلك الرمية المشهودة وبعد ان دشن صدام حربه على ايران اخذ حكام مصر يلعبون دور السمسار الذي يجلب الاموال من حكام الخليج ويتقاسموها مع صدام حارس البوابة الشرقية وكانت دول الخليج هي التي تدفع اجور الخمسة ملايين مصري والذين كانوا يعملون في العراق وخلال الثمان سنوات تم تحويل خمسين مليار دولار حسب مجلة الاكنومست الاقتصادية وعندما وضعت تلك الحرب اوزارها عمل حسني مبارك مع صدام وملك الاردن ورئيس اليمن الحلف الرباعي كي يحيط بالبقرة الحلوب وجائته غزوة صدام للكويت هدية من السماء وهنا رفع العلم الامريكي بعد ان كان يقول في حرب الخليج الاولى انه يناصر صدام في ظلمه انطلاقا من من موقف عروبي ولم يجمع السمسار العرب والحلفاء في القاهرة لاخراج صدام من الكويت الا بعد ان اشترط على البقرة الخليجية والدول الاوربية رفع ديون مصر وكانت بحدود خمس واربعين مليار دولار وتم استبدال العمالة الفلسطينية واليمنية والاردينة في دول الخليج والتي تحالف حكامهم مع صدام بالعمالة المصرية وبعد سقوط صدام اخذ السمسار يدق على التخويف من الشيعة وقالها علنا ان الشيعة العرب ولاؤهم لايران وليس لاوطانهم وكي يرضي اهل التكفير ويستدر اموالهم وفتح مصر على مصراعيها امام موجات التبشير بالوهابية وفي نفس الوقت عمل على مطاردة الشيعة وكل من ينتقد الوهابية طمعا في جذب استثمارات الوهابية،
وبعد ان استنفذ النظام المصري الاستفادة من تلك الازمات التي صنعها صدام والمؤزومين الذين كانوا يتوافدون على القاهرة قام الان بصناعة بعبع حزب الله وتم صياغة بيان نيابة امن الدولة على مقاسات متعددة ففيه شق التبشير الشيعي وهو موجه للوهابية وانصارها واموالها وفيه شق صهوني حيث اظهر للصهاينه انه حارس امين لحدودهم وبالتالي كما قلنا الضغط على حكومة باراك اوباما والاستمرا على السير على المنهج البوشي القديم الذي وضع ايران وحزب الله وحماس في محور الشر ومن ثم استمرار الدعم الامريكي والغربي وشق داخلي موجه للاخوان المسلمين وكل من يطالب بالحريات وبعدالة توزيع الثروة وايقاف الاضرابات اليومية حيث سيقول النظام ان هؤلاء انما يحركهم حزب الله والشيعة وهذه ايضا كافية كي تسكت منظمات حقوق الانسان التابعة لارادات الدول الغربية عن مطالبتها حسني مبارك بعدم التوريث والحرية والاهم من كل ذلك الرد المباشر على حزب الله وزعيمه الذي عرى تماما النظام المصري في حرب غزة الاخيرة، اي بصريح العبارة يعتقد النظام المصري ان هذه القضية ستجلب الدعم المالي الخليجي والدعم السياسي الامريكي والغربي بعد ان اثبت عمليا مدى حرصه على محاربة اعداء اسرائيل واساكات الداخل المتفجر بتهمة العمالة للخارج وهذا مايجعل النظام المصري لن يتراجع وسيضخم من هذه القضية لانه وضع كل اماله الخائبة عليها
لكن من سوء طالع النظام المصري ان حساباته في السمسرة باتت هذه المرةمكشوفة وفضحها المصريون اكثر من غيرهم واستجدت عوامل عالمية ومحلية معاكسة لسفن النظام فدول الخليج هي الاخرى تشهد انكسارات اقتصادية واخذت تركز على جذب الاستثمارات لبلدانها والعمالة المصرية ستعود قريبا الى مصر ومسالة الشيعة والسنة اخذت تتضح للعيان من يلعب بها والتكفيريون الذين زرعهم في مصر باتوا يهددون النسيج الاجتماعي المصري بالتمزق وامريكا التي تعاني من الكوارث الاقتصادية وسقوط السمعة العالمية اصبحت غير مستعدة لدعم انظمة ايلةللسقوط وانتهى عمرها الافتراضي والشعب المصري والعقل الجمعي والذي كانت تشكله الماكنة الاعلامية المصرية بات يستقي كل معلوماته الاخبارية والسياسية من المحطات الفضائية الاجنبية وبالتالي فان هذا التصعيد المصري سيكون حتما واكيدا وبالا على النظام المصري ومهما جرى من فذلكة وتضخيم وسيصب في مصلحة حزب الله وليس في مصلحة النظام المصري خاصة ان حزب الله ظهر جليا انه مسدد بروح القدس ذلك ماشاهدته البشرية جمعاء في صده لعدوان اسرائيل في صيف 2006 قال تعالى (فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون
https://telegram.me/buratha