المقالات

البعث والقطار الانغلو عربي


جميل الحسن

يبدوا ان الحكومة غير مدركة لعواقب تنازلاتها التي تنوي تقديمها الى البعثيين عبر ذريعة استبعاد البعثيين الملطخة اياديهم بدماء الشعب العراقي والتفاوض مع القوى المسالمة في حزب البعث وهي قوى تراها الحكومة غير ضارة وبالامكان استيعابها في اجهزة الدولة من جديد .هذا الاسلوب الساذج الذي تدير به الحكومة ملف حزب البعث وتتعامل وفق قاعدة حسن النوايا الذي لا تعترف به قواعد السياسة بشكل عام وتفكر في تنظيم مؤتمر يعقد في بغداد قريبا للتصالح معهم مما يعني ان الحكومة ماضية في مشروعها للمصالحة مع البعثيين .قد تكون المبررات التي تطرحها الحكومة في هذا المجال مقبولة نوعا ما لكنها لا تلغي حقيقة الماضي الاجرامي لحزب البعث واساليبه المتلونة التي كان يتبعها في الاستحواذ على السلطة وطابع الغدر الذي يغطي مسيرة البعثيين وعدم التزامهم بالمعايير الادبية والاخلاقية في تعاملهم ولهم ماضيهم الخطير في هذا المجال

 فهم فتكوا بعبد الكريم قاسم بعد تقرب اليهم في اواخر ايام حكمه واعادهم الى وظائفهم في دوائر الامن والجيش وكانوا اول من قام باطلاق الرصاص عليه بعد محاكمة صورية في مبنى الاذاعة والتلفزيون بعد ان تعهدوا له بالعفو عنه وعدم ايذائه .كما غدروا ايضا بشريكهم النايف الذي قاد انقلاب تموز مع شريكه الاخر عبد الرحمن الداوود ولولا الحماية الامريكية لهم لقتلوهم في الحال .

 والرموز البعثية سواء التي كانت في السلطة ام خرجت منها استمرت في ممارسة هذه اللعبة بالغدر ببعضهم البعض فضلا عن الخصوم ولا يغرنك حديث بعض من رموز تلك المرحلة وادانتهم لحكم الطاغية صدام فالغدر كان وما يزال صفة من صفاتهم وجزءا من سلوكهم الدموي الاجرامي وهم لجأوا الى المعارضة بعد .من يضمن للحكومة ان لا يتحول هؤلاء البعثيون الاتقياء المساكين الطيبين الى وحوش تفتك بالسلطة وبرموزها وقياداتها في اقرب فرصة تسنح لهم وعندما يتوفر لهم غطاءاقليمي ودولي يعمل على حمايتهم ويضمن عدم تدخل الامريكيين عند الضرورة .لماذا تجازف الحكومة وهي تستمع الى الضغوط والهمس الخارجي بالتصالح مع هؤلاء البعثيين في الخارج وتقدم التنازلات المجانية لهم من دون ان تستغل هذه المحادثات لاقناع دول الجوار بالتخلي عن دعم البعث وطروحاته وعدم السماح لرموزه بالعمل من على ارضيها وان ورقة البعث قد احترقت الى الابد .الطرف الامريكي هو في الواقع جزء من الموضوع من اجل ارضاء دول المنطقة العربية عبر ممارسة الضغوط على المالكي من اجل التصالح مع هؤلاء البعثيين غير الملطخة اياديهم وجيوبهم .

ان البعثيين لا تهمهم مصالح البلاد واستقرارها وهم كانوا يمنون النفس بافشال العملية السياسية في البلد واعادتها الى مربعها الاول واقناع الامريكيين عن طريق الدول والحكومات الاقليمية الراعية لهم بمنحهم السلطة من جديد والارتماء في احضان الامريكان وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة كما فعل الطاغية صدام من قبل وهو ما صرح به المجرم الهارب عزة الدوري في رسالة الاوهام والاحلام التي نشرها قبل ايام والتي اعلن فيها بوضوح عن استراتيجية بعثية تقوم على اساس التخادم مع الامريكيين من جديد مقابل الوصول الى السلطة وهو هدف لن يتاخر البعثيون في الوصول اليه متى شاءت الظروف لذلك مادامت القوى المشبوهة التي سحت لهم بالوصول الى السلطة بالامس ما تزال موجودة وهي نفسها قادرة على اعادة سيناريو 8شباط من جديد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك