المقالات

البعث والقطار الانغلو عربي

1038 13:50:00 2009-04-15

جميل الحسن

يبدوا ان الحكومة غير مدركة لعواقب تنازلاتها التي تنوي تقديمها الى البعثيين عبر ذريعة استبعاد البعثيين الملطخة اياديهم بدماء الشعب العراقي والتفاوض مع القوى المسالمة في حزب البعث وهي قوى تراها الحكومة غير ضارة وبالامكان استيعابها في اجهزة الدولة من جديد .هذا الاسلوب الساذج الذي تدير به الحكومة ملف حزب البعث وتتعامل وفق قاعدة حسن النوايا الذي لا تعترف به قواعد السياسة بشكل عام وتفكر في تنظيم مؤتمر يعقد في بغداد قريبا للتصالح معهم مما يعني ان الحكومة ماضية في مشروعها للمصالحة مع البعثيين .قد تكون المبررات التي تطرحها الحكومة في هذا المجال مقبولة نوعا ما لكنها لا تلغي حقيقة الماضي الاجرامي لحزب البعث واساليبه المتلونة التي كان يتبعها في الاستحواذ على السلطة وطابع الغدر الذي يغطي مسيرة البعثيين وعدم التزامهم بالمعايير الادبية والاخلاقية في تعاملهم ولهم ماضيهم الخطير في هذا المجال

 فهم فتكوا بعبد الكريم قاسم بعد تقرب اليهم في اواخر ايام حكمه واعادهم الى وظائفهم في دوائر الامن والجيش وكانوا اول من قام باطلاق الرصاص عليه بعد محاكمة صورية في مبنى الاذاعة والتلفزيون بعد ان تعهدوا له بالعفو عنه وعدم ايذائه .كما غدروا ايضا بشريكهم النايف الذي قاد انقلاب تموز مع شريكه الاخر عبد الرحمن الداوود ولولا الحماية الامريكية لهم لقتلوهم في الحال .

 والرموز البعثية سواء التي كانت في السلطة ام خرجت منها استمرت في ممارسة هذه اللعبة بالغدر ببعضهم البعض فضلا عن الخصوم ولا يغرنك حديث بعض من رموز تلك المرحلة وادانتهم لحكم الطاغية صدام فالغدر كان وما يزال صفة من صفاتهم وجزءا من سلوكهم الدموي الاجرامي وهم لجأوا الى المعارضة بعد .من يضمن للحكومة ان لا يتحول هؤلاء البعثيون الاتقياء المساكين الطيبين الى وحوش تفتك بالسلطة وبرموزها وقياداتها في اقرب فرصة تسنح لهم وعندما يتوفر لهم غطاءاقليمي ودولي يعمل على حمايتهم ويضمن عدم تدخل الامريكيين عند الضرورة .لماذا تجازف الحكومة وهي تستمع الى الضغوط والهمس الخارجي بالتصالح مع هؤلاء البعثيين في الخارج وتقدم التنازلات المجانية لهم من دون ان تستغل هذه المحادثات لاقناع دول الجوار بالتخلي عن دعم البعث وطروحاته وعدم السماح لرموزه بالعمل من على ارضيها وان ورقة البعث قد احترقت الى الابد .الطرف الامريكي هو في الواقع جزء من الموضوع من اجل ارضاء دول المنطقة العربية عبر ممارسة الضغوط على المالكي من اجل التصالح مع هؤلاء البعثيين غير الملطخة اياديهم وجيوبهم .

ان البعثيين لا تهمهم مصالح البلاد واستقرارها وهم كانوا يمنون النفس بافشال العملية السياسية في البلد واعادتها الى مربعها الاول واقناع الامريكيين عن طريق الدول والحكومات الاقليمية الراعية لهم بمنحهم السلطة من جديد والارتماء في احضان الامريكان وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة كما فعل الطاغية صدام من قبل وهو ما صرح به المجرم الهارب عزة الدوري في رسالة الاوهام والاحلام التي نشرها قبل ايام والتي اعلن فيها بوضوح عن استراتيجية بعثية تقوم على اساس التخادم مع الامريكيين من جديد مقابل الوصول الى السلطة وهو هدف لن يتاخر البعثيون في الوصول اليه متى شاءت الظروف لذلك مادامت القوى المشبوهة التي سحت لهم بالوصول الى السلطة بالامس ما تزال موجودة وهي نفسها قادرة على اعادة سيناريو 8شباط من جديد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك