اسعد راشد
من تابع يوم الثلاثاء بتاريخ 14نيسان لقاء مثنى حارث الضاري مع قناة الجزيرة وما اعترف به من دور عربي كبير في دعم ما يسميه خطاب "المقاومة" واستمرار دعم النظام الرسمي العربي لمساعي من يدعمون عمليات القتل والتفجير والارهاب يصل الى نتيجة واحدة وضع مثنى الضاري من خلالها النقاط على الحروف وهي "لا اعتراف عربي رسمي بالنظام الجديد القائم في العراق" !وما يؤكد على ذلك هو ان الامير القطري قد استقبل احد وجوه الشريرة المنبوذة عراقيا والمتهمة بنشر فرق الموت البعثية المرتبطة بخلايا القاعدة الارهابية وصحواتها المخترقة التي نالت قبل اعترافات هذا الابن باعجاب الاب الذي لم ينفي علاقات العدد الاكبر من الصحوات بتنظيمات "المقاومة" ! ان يجتمع امير دولة بشخص لا قيمة له لا يمثل الا نفسه ومتهم كأبوه بنشر الارهاب والفتنة الطائفية في العراق امر يجب على الحكومة العراقية ان لا تسكت عليه .. والاخطر من ذلك ان مثنى الضاري قد اعترف انه ومن خلال لقاءاته مع اكثر من رئيس ومسؤول عربي ان "خطاب المقاومة" يلقى دعما عربيا رسميا واسعا وانهم يتلقون التشجيع للاستمرار في هذا النهج عبر عمليات التفجير والقتل واستهداف المدنيين والقوت الامنية والامريكية ..وقد استشهد الضاري الابن في اقواله باالتصعيد في الوضع الامني الذي شهده العراق اخيرا من خلال التفجيرات الارهابية التي طالت العديد من المناطق السكنية وقتل الابرياء .
ان اعترافات مثنى الضاري تضع النقاط على الحروف وهي تشير الى ان العراق سوف لن يشهد اي استقرار وهدوء وان النظام العربي الرسمي يعتبر ان الحكومة القائمة هي حكومة "طائفية" منبوذة عربيا لا تمت باالمحيط الطائفي بصلة وعلى هذا الاساس ايضا تعامل وتتخذ المواقف وتضع الاجندات !
ان اهم شيء جاء في اعترافات مثنى الارهابي هو "عدم تقبل العرب بالعراق الجديد ورفضهم للتغييرات القائمة في العراق وان التواصل الرسمي الشكلي مع العراق او ارسال وفود رسمية اليه هو نتيجة ضغوط امريكية "!!
اعترافات المفلسين من امثال الضاري رغم ضئالة تأثيرهم على الوضع الامني ورغم الزوبعة الاعلامية التي يثيرها العرب في وسائلهم الخبرية تدق ناقوس الخطر وتشكل في الوقت ذاته حافزا للشرفاء من ابناء الوطن العراقي في لم الصفوف والابتعاد عن الخلافات والانشقاقات وعمليات الاقصاء لبعضهم البعض ‘ كما انها تنبههم بمستوى الخطر المحدق بهم وبالمؤامرات التي تحاك ضدهم انطلاقا من دول الجوار التي لم تحترم قيم ولا شرف الجيرة الحسنة!
الانظمة العربية باجمعها تعمل على دفع العراق نحو الدمار وعدم الاستقرار الابدي وهم بذلك ينفذون نوايا واحقاد وضغائن قائمة على خلفيات خبيثة واجندة لا علاقة لها بالسجالات المذهبية القائمة اليوم بقدر ما انها جهل وغباء وغياب الدراية بخصوصية العيش المشترك واحترام حقوق الانسان وحق الاخرين في المساواة والعدل والحياة .
ان بناء عراق قوي وبسواعد ابناءه الشرفاء وبمشاركة كل الاطياف والاتجاهات بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والدينية والمرجعية وحتى القومية هو الصمام الضامن لعدم سقوط العراق مجددا في براثن البعث المجرم ولا في احضان التطرف والمتطرفين من القاعدة واتباعهم وحاضنيهم ‘ واعترافات الضاري الاخيرة لقناة الجزيرة تكشف ان لا امل في الاعراب ولا جدوى في التقرب اليهم والتملق لهم حتى استخداب خطاب المجاملة معهم لان هؤلاء لا يفهمون ذلك الا بانه ضعف واستسلام وان اللغة الوحيدة التي يفهمونها هي لغة "الانسان القوي" ..
البديل لمواجهة هذا التعنت العربي الرسمي وهذا الحقد المقنن والمأدلج هو الانفتاح على الدول غير العربية والتوجه نحو اسيا وشرق اسيا واوروبا وامريكا وفتح قنوات وتشكيل لجان نشطة تهدف تعزيز علاقات العراق بعالم غير عالم الاعراب والتسريع في ضرب كل اوكار الارهاب والتطرف المدعوم عربيا ولجم كل نشاط عربي رسمي يستهدف التدخل في الشان العراقي وهو امر يساعد كثيرا على الانفتاح غير العربي على العراق خاصة وان ارض الرافدين تضم في باطنها اكبر مخزون للذهب الاسود وانها بلد الخيرات وان باستطاعتها منافسة كل تلك الدويلات التي تتامر علينا في الرياض وابوظبي والدوحة والقاهرة وعمان ..
https://telegram.me/buratha