حسن هاني زاده
اثارت موجة الاعتقالات السياسية التي طالت شرائح من الشعب المصري بسبب موالاتهم لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية سخط واستياء الشعب المصري الذي يدرك مدى نوايا الانظمة العربية والنظام المصري بالتحديد تجاه الشعب اللبناني. فالاعتقالات السياسية الاخيرة في مصر تعتبر خطة مدروسة ومنسقة بين الانظمة العربية الهشة والفاشلة سياسيا مثل النظامين المصري والسعودي اللذين اصبحا دمية في يد اميركا والكيان الصهيوني لضرب اي حركة مناهضة للمد الصهيوني.
فالنصر الذي حققه حزب الله في حرب تموز عام 2006 والنصر الحاسم الذي حققته حركة حماس ضد الكيان الصهيوني في غزة , وضع الانظمة العربية القابعة تحت الهيمنة الصهيواميركية في مأزق بسبب مواقفها المعادية للشعبين اللبناني والفلسطيني طيلة تلك الحربين. فالنظام المصري قام خلال العدوان الصهيوني بتشديد الحصار ضد سكان غزة وساعد الكيان الصهيوني على اغتيال بعض قادة حماس مثل الدكتور نزار الريان وسعيد صيام وقدم المعلومات اللازمة للاجهزة الامنية الصهيونية لضرب مقر الشرطة الفلسطينية في غزة في بداية العدوان والذي راح ضحيته العشرات من خيرة شباب فلسطين.
هذا النظام الذي اصبح حارسا لحماية امن الكيان الصهيوني في حدود رفح منع وصول المساعدات الانسانية الى سكان غزة وشارك في مؤامرات اقليمية شتى طالت كبار قادة حماس وحزب الله ومنها المشاركة مع اجهزة الامن الاسرائيلية والسعودية في اغتيال الشهيد البطل عماد مغنية. فالنظام المصري بات يعمل وفق اجندة صهيواميركية معينة لاهداف متعدده احدها تمهيد الطريق لنجل الرئيس المصري الحالي حسني مبارك لتولي السلطة ونقلها بشكل سلس الى جمال مبارك الذي بات يتمرن لتولي هذه المسؤولية رغم انه يعتبر غير مؤهل لقيادة الشعب المصري الابي في ظل وجود الشخصيات السياسية الفذة في مصر.
واستنادا الى بعض المعلومات فان اميركا واسرائيل وبعض الدول الغربية اشترطت على النظام المصري بان تستخدم كل امكانياتها للسيطرة على الحركات الاسلامية في العالم العربي مثل الاخوان المسلمين وحزب الله وحماس ازاء قبولها بنقل السلطة من الرئيس المصري الحالي حسني مبارك الى نجله جمال مبارك.الهدف الثاني تشويه سمعة حزب الله وحماس معا لعزلهما عن محيطهما العربي والاسلامي ووضعهما في موقف دفاعي بحت من خلال توجيه تهمة زعزعة الامن في مصر.
وكما هو معروف فان لبنان وفلسطين على اعتاب خوض انتخابات نيابية حساسة وكل هذه الضجة الاعلامية المفتعلة ضد حزب الله وحماس تهدف الى منع هاتين الحركتين من الفوز في الانتخابات القادمة.فلذا اثارت الحكومه المصرية هذه الضجة بسبب الرصيد الشعبي الهائل الذي يتمتع به حزب الله وحماس خاصة بعد النصر الكاسح في لبنان وغزة والذي حطم اسطورة الكيان الصهيوني. الهدف الاخير هو اعطاء المبرر اللازم للكيان الصهيوني للقيام بعمليات اغتيال لقادة حزب الله وحماس وضرب كل حركة تناضل من اجل الحرية وتحرير الارض.
ولكن رغم كل ذلك فالمسرحية الجديدة لاجهزة الامن المصرية ضد حزب الله ستؤول بالفشل لان الشعوب باتت تدرك خفايا اللعبة السياسية الاقليمية بين بعض الانظمة العربية المتخاذلة والمنبطحة واجهزة الامن الاسرائيلية التي فشلت في تقدير امكانيات الحركات الجهادية في لبنان وفلسطين.
هذه الضجة المفتعلة لا تقلل من شعبية ومكانة حزب الله النضالية والداعمة للقضية الفلسطينية بل ترفع من رصيدها الشعبي وتضمن لها الفوز الحاسم في العملية السياسية والانتخابات النيابية القادمة.حسن هاني زاده / صحفي ايراني
https://telegram.me/buratha