المقالات

لا غدر للصحوة

1106 13:49:00 2009-04-14

أحمد عبد الأمير

إن أحدا لا ينكر دور الصحوات في جلب الاستقرار بالمناطق التي كانت توصف بالساخنة في العراق، حيث قدمت هذه المجموعات التي انقلبت على تنظيم القاعدة الكثير من التضحيات وساهمت بشكل فاعل في تحجيم دور هذا التنظيم ونشاطاته الإرهابية في العراق، التي تستهدف في المقام الأول الأبرياء من المدنيين.

والصحوات، حالها حال أي قوة غير نظامية، تشكلت في ظروف استثنائية، لا تخلو من اختراقات هذه المجموعة الإرهابية أو تلك أو حتى فلول البعث، إذا ما استثنينا طبعا تنظيم القاعدة الذي يعد العدو رقم واحد لهذه الصحوات كونه المتضرر الأول من تشكيلها. وعلى هذا الأساس يحاول من العديد من العناصر المحسوبة على الطرف المضاد للصحوات اختراقها بغية تشويه سمعتها أمام الرأي العام العراقي الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض شعبيتها واضمحلالها في مناطقها، وهو الشيء الذي لم يستطع لا السلاح ولا الرجال المنتمين لهذا الطرف فعله في الصحوات.

إلا أن ما نراه ونسمعه اليوم من بعض وسائل الإعلام التي تبنت الخطاب التحريضي وربما الطائفي، ضد ما يجري اليوم في العراق من عملية لفرض القانون وبسط هيبة الدولة، يعد أمرا غير مقبول.

وتجدر الإشارة هنا إلى مقال للسيد طارق الحميد، وهو رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، نشر على الصحيفة المذكورة بعنوان "... والآن نرى الغدر بالصحوة"، بتاريخ 13-4-2009، إلى أن الصحوات في العراق باتت " هدفا سهلا لتنظيم «القاعدة» وميليشيات «أخرى»، وكذلك هدفا للحكومة العراقية"، واصفا ما يحدث اليوم مما سماه بالاستهداف المنظم للصحوات وقياداتها، من اغتيالات واعتقالات، بـ "الغدر".

وهنا لا نريد أن نكون في موقف دفاع عن هذا الطرف أو ذاك، أو حتى بشأن العملية السياسية التي شابها ما شاب الصحوات من اختراقات، ناهيك عن تغليب المصالح الضيقة والطائفية على المصلحة الوطنية العليا، غير أننا نسأل الأستاذ الحميد.. لماذا كل هذا الحرص على العزف على الوتر الطائفي الذي رفضه ويرفضه معظم العراقيين بكل مكوناتهم؟

فقد ورد في مقال الأستاذ الحميد انه "بات استهداف هؤلاء الشباب العرب السنة، والذين هم من مكونات العراق، على قدم وساق". ألا يعلم الحميد أن في تعبيره هذا تحريض ومحاولة لإيقاظ الحس الطائفي لدى بعض المتحمسين والمتشددين، ليس في العراق فحسب، بل على صعيد العالم الإسلامي، والذي خسر العراق ما خسر من أرواح بريئة كل ما فعلته انها تنتمي لهذه الطائفة أو تلك، إلى جانب الخسائر المادية والمعنوية والنفسية التي أصابت النفس البشرية العراقية جراء ممارسات هؤلاء المجرمين بحق الشعب، والذين قدموا للعراق بحجة مقاومة المحتل التي انقلبت إلى محاولة تدمير العراق وتشتيت النسيج الاجتماعي فيه القائم على أساس التآخي والتآلف بين جميع مكوناته عبر مئات السنين.

إن الأمر الذي غاب عن بال السيد الحميد هو أن السيد أحمد أبو ريشة، صرح أن الصحوات مخترقة خصوصا تلك الموجودة في بغداد، وهذا التصريح نشرته صحيفة الشرق الأوسط نفسها وعلى الرابط التالي

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11086&article=513871&search=أحمد%20أبو%20ريشة&state=true

حيث ورد أن " أحمد أبو ريشة، شقيق مؤسس الصحوة الذي اغتيل. وقال إن الحكومة ذاتها كانت على صواب تماما في قمع المقاتلين في بغداد والقبض على زعيمهم. ويقول أبو ريشة: «لا أحد فوق القانون»".

كما أن أمر الاختراق موجود حتى على صعيد وزارة الداخلية العراقية باعتراف وزيرها السيد جواد البولاني الذي اشار إلى طرد الالاف من عناصر وزارته بتهمة الفساد والصلات بالمجموعات المسلحة.

ان فرض سلطة القانون في أي دولة لا يعد أمرا معيبا، بل هو من أولى أولويات أي حكومة تريد لشعبها الاستقرار والرخاء وإشاعة روح العدل بين مواطنيه، فما بال العراق الذي لازال يخطو خطوات جريئة نحو بسط هيبة الدولة وسلطة القانون، و لا أحد فوق القانون.

أحمد عبد الأمير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك