المقالات

الطائفية بين المالكي وصدام

1375 16:45:00 2009-04-14

بقلم : سامي جواد كاظم

الطائفية لايمكن لمواطن ان يمارسها الا بامر حاكمه حيث ان الذي يكن بالولاء لطائفة دون اخرى في قلبه امر طبيعي جدا ولكن عندما يظهر هذه المشاعر بتصرفات تنتهك حقوق الطائفة الاخرى يكون قد ارتكب جرم الطائفية وهذه الممارسات لا يمكن ان يقدم عليها المواطن البسيط الا بامر اجندة خبيثة تعمل على تفرقة الامة الاسلامية .ومتابعة دقيقة للاوضاع في العراق قبل وبعد سقوط صدام لنعرف مدى تاثير الطائفية في الشعب العراقي ومن هي الاجندة العاملة عليها .

ابتداءً الشعب العراقي ليس بطائفي لا قبل السقوط ولا بعد السقوط ، اذن ماذا نفسر بعض الحالات التي توحي الى الطائفية في العراق ؟ حكومة الطاغية صدام كانت تعمل على اساس طائفي ولكن الشعب العراقي ليس بطائفي كيف نثبت ذلك ؟ صدام حاله حال الحكام في المنطقة تعمل على تهميش الشيعة واضطهادهم ولكن هل المواطن السني هو من اضطهد الشيعة في العراق ؟ هنا يجب ان نقف قليلا .

عانى الشعب العراقي من اضطهاد صدام والبعث طول فترة حكمه واستطاع ان يستخدام اجندة معينة تظهر بان هذه الاجندة هي طائفية ولكنها تتفق مع صدام في الاجرام وهتك حقوق الشعب العراقي دون مراعاة للطائفية ، وعمل على ان تكون السلطة التشريعية والمناصب الحساسة من نصيب اراذل السنة فقط واما السلطة التنفيذية التي تنفذ قرارات الاجرام فقد جعل واجهتها في كثير من الحالات من اراذل الشيعة واذا كان صدام واجندته يفكرون بالطائفية ماذا نفسر وجود اراذل الشيعة منهم حمزة الزبيدي وسعدون لولاح ومزبان وراهي وغيرهم الكثيرين من هؤلاء المجرمين في حكومة الطاغية والذين خدموا الطاغية اكثر من اقبح بعثي محسوب على الطائفة السنية وان كانت السنة براء منه .

مشهد شاهدته بعيني ارويه لاستدل به في راي هذا ، في منتصف الثمانينات وانا عسكري في المنطقة الغربية كان مروري يكون بالرمادي وفي احدى المرات وفي الجهة المقابلة لجامع هميم قرات لوحة تتضمن معلومات عن المقاولة الخاصة ببناء جامع وكان اسم الجامع ابي سفيان ، وبعد مرور اسبوع تقريبا وانا امر في نفس الطريق وجدت هذه اللوحة ملطخة بالاصباغ على اسم ابي سفيان وعند عودتي قرات اسم الجامع حيث استبدل بالابن معاوية بن ابي سفيان ، وعدت مرة اخرى فوجدتها كذلك لطخ اسم معاوية بالاصباغ وبعد مرور اسبوع وجدت الاسم قد تغير واصبح جامع اليرموك ، من هذا نسال من الذي رفض اسم الجامع اولا وثانيا ؟ هل هم الشيعة ام اهل الرمادي الذي ينظرون الى التاريخ بانصاف ؟

وفي مدرسة الابتدائية جاءنا مدير مدرسة جديد اسمه ابو سفيان نسبه البعث بتعمد في الكاظمية واثناء تدريسه لنا بدأ يسالنا هل انت سني ام شيعي ؟ فلم يستطع زميلي الاجابة لانه لا يعلم انه سني حيث انه عاد الى البيت وسال امه هل انا سني ام شيعي فنهرته امه على هذا السؤال ولم تجبه . هذه طبيعة الشعب العراقي حيث ان الاجندة كانت فاعلة بحكومة صدام دون الشعب العراقي .

واليوم هذه الاجندة نفسها تعمل في العراق ولها استطاعت ان تؤثر ببعض شرائح المجتمع ففي الوقت الذي اصبحت حكومة العراق تتالف من 34 وزارة نصفها للترضية وعبء على الميزانية ولا فائدة منها وحتى ان المالكي له 68 مستشار تقريبا من كل اصناف واطياف الشعب العراقي حتى يرضي الجميع ولكن هؤلاء المستشارين وبعض الوزراء ألم يمارسوا الطائفية في مؤسساتهم ؟ مارسوها وبامتياز ففي الوقت الذي نرى وزير سني يرفض الانسحاب خدمة للشعب العراقي نرى مؤسسات تابعة للوزارة مسؤوليها يمارسون الطائفية ، وفي نفس الوقت لا ننزه بعض مستشاري المالكي من ممارسة الطائفية في حلقة الموظفين التابعة لهم ، ووزير شيعي في وزارة سيادية جعل اكثر قادته من السنة حتى يبتعد عن شبح الطائفية نجد ان من بين القادة من مارس الطائفية في الوحدات التابعة له .

بل هنالك اجندة اعلنت صراحة انها طائفية بل والبعض صرح علانية بالقول نحن السنة حكمنا اربعة عشر قرن كيف يحكم الشيعة اليوم ؟ هذه وجهة نظره لا وجهة نظر السنة وحتى تعلمون انهم اجندة عاملة لاجندة اخرى تابعوا تصريحات سعود الفيصل السعودي واخيه اعتقد تركي الفيصل بالقول اننا لانقف مكتوفي الايدي ونرى السنة يُضطهدون في العراق ، وحسني مبارك الذي اتهم الشيعة بان ولائهم ليس لوطنهم ، وملك الاردن الذي حذر من الهلال الشيعي ، هذه الروائح الكريهة كانت موجودة اصلا في افواههم ولكن سلواهم كانت بصدام .ففي الوقت الذي شن المالكي صولة على المسلحين في البصرة لم ينعته احد بالطائفي ولكن عندما القى القبض على من اجرم ولبس لباس الصحوة اصبح طائفي .

في الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 وعندما حررت اربعة عشر محافظة لم يلتفت المنتفضون الى السنة بل الى البعثيين المجرمين فقط . ويكفينا فخر مواقف المرجعية العليا في النجف عندما قال السيد السيستاني للاخوة السنة انتم انفسنا وليس اخواننا .

عند اشتداد الارهاب والتهجير في الدورة وزعت القوات الامريكية استمارات على ابناء الدورة تطلب من المواطن ذكر مذهبه هل انت سني ام شيعي ونفس الامر في العامرية والغزالية وهذه الممارسات هي المطلوب تنفيذها على الساحة العراقية حتى تتمكن من تحقيق الانشقاق والفوضى اكثر .

رايت مواطن سني خرج من الجامع وهو يدردم سالته ما بك قال هذا الشيخ يقول لا تاكلوا الهريسة من الشيعة لانها حرام ، قلت له وانت ماذا تقول ، اجابني : اخي هو منو الي ياكل غير الفقير وبعدين ليش حرام هم مو اخوانا الشيعة اعرفهم قبل ما اعرف هذا الشيخ مين اجى النا ما ادري ـ الرواية بعد السقوط .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسافر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره عام 1350هـ/1931م إلى فلسطين ليشارك في المؤتمر الإسلامي الذي عقد فيها في ليلة المبعث، تلبية لدعوة تلقاها من المجلس الأعلى في فلسطين، وحضره أكابر علماء المذاهب الإسلامية من مختلف أقطار العالم الإسلامي، وبعد أن أقيمت صلاة الجماعة في المسجد الأقصى، ارتأى القيّمون على المؤتمر أن يرتقي المنبر أحد أعضاء الوفد ويخطب في ذلك الجمع، فوقع الاختيار عليه،

 فقام بإلقاء محاضرة تاريخية على مسامع أكثر من مئة وخمسين ممثلاً من الأقطار الإسلامية، وحضور أكثر من عشرين ألف مشارك، تناول فيها قضايا تهم الإسلام والمسلمين، وعلى رأسها وحدة المسلمين واستقلالهم، ووجوب التصدي للمستعمرين والصهاينة المحتلين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-04-15
هل تعلم ان طائفة في العراق نفوسها نحو الثلثين ولكن مقاعدها الثلث في رئاسة الجمهورية والوزراء والبرلمان
الياسرية
2009-04-14
نحن نقف حيارى ازاء المالكي ولا نعرف الى اي طائفة ينتمي فهوليس طائفي فلوكان طائفي لمال الى طائفتهي الشيعية ومراجعها العظام وانصف مظلوميها ولكنه بعد الانتخابات الاخيرة كشف النقاب وهويحاول بشتى الطرق شق الصف الشيعي والمشكلة انه حاقد على كل المظلوميين فهو لم ينصف الكرد وراح يلوح بقوته باستناده على الاحتلال ضد شعبه ولكن الشئ الذي متاكدة منه انه لديه حس بعثي ودكتاتورية تشبه دكتاتورية العرب وصدام ولهذا تراه يميل للاثنين ولكن الطغاة سرعان مايسقطون في الوقت الحاظر لان الغفلة لن تستمر طويلا ابوسراء
علي حسين علي
2009-04-14
عاشت ايدك اخي العزيز على هذا المقال الرائع.. واحب اقول لك انه انا من المذهب السني لكن ما ارتاح اذا ما ازور ابو الجوادين سلام الله عليه كل اسبوع، واحب اقول لك انني تعرضت لمحاولات قتلي من قبل القاعدة المجرمة لاشتباههم بأنني من الشيعة ومع الاسف قتلوا اخي محمد حسين علي لانهم اعتقدوا ان اسم (محمد حسين) خاص بالشيعة... والله ثم والله اننا في العراق وحدة واحدة ولا يفرقنا الا معتدي اثيم او طاغية زنيم، وان شاء الله تجي ايام الامان للعراق ونرجع نطبخ للفقراء بعاشوراء سيد الشهداء حتى تحصل لنا بركة الحسين (ع)
ابو احسان
2009-04-14
الاخ سامي يجب ان لاتنسى المجرم عبد السلام عارف هو كذلك طائفي حتى العظم اخي الكبير كان يدرس في جامعة المستنصرية قسم اللغة العربية وفي زمن المقبور عدوا االاسلام عارف جلب اساتذة مصريين طائفيين وهذا المدرس رغم علمة اكثر الطلاب من الشيعة جلب معة كتاب مؤلفة هو عنوان الكتاب الشيعة ظلو واظلوا ان الطائفية موجودة بالعراق لكن مغطى عليها لان الحكم بيد السنة وهذا يدل ان الشيعي ليس لة اجندة طائفية ولما صار نصف الحكم بيد الشيعة ظهرة اجندة الاكثرية من السنة وهم يصرخون ويجندون على انهم مظلومين ومهمشين
متابع
2009-04-14
الانصاف بعينه ذكره صاحب المقال الرائع
Zaid Mughir
2009-04-14
أخي سامي : في الثمانينيات ظهر المقبور صدام على شاشة التلفزيون وكعادته اليومية يخربط ..وقال (إن الشيعة في ختام صلاتهم يقولون ..خان الأمين وفسرها على اعتبار إن الشيعة تنسب الخيانه لجبريل الأمين بأنه بدل الرسالة) ..كيف يكون الجهل والطائفية من رئيس أرعن ونذل هو الذي اعتدى على السنة والشيعة , هو أصلا ليس مسلم لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ..لعنة الله عليه الى يوم الدين ..وكان جالسا حينها في مجلسه عزوز أبو الثلج والزبانية التي لا تستطيع أن تقول إلا نعم حتى وإن قال لهم هل أنتم حمير...؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك