بقلم : سامي جواد كاظم
الطائفية لايمكن لمواطن ان يمارسها الا بامر حاكمه حيث ان الذي يكن بالولاء لطائفة دون اخرى في قلبه امر طبيعي جدا ولكن عندما يظهر هذه المشاعر بتصرفات تنتهك حقوق الطائفة الاخرى يكون قد ارتكب جرم الطائفية وهذه الممارسات لا يمكن ان يقدم عليها المواطن البسيط الا بامر اجندة خبيثة تعمل على تفرقة الامة الاسلامية .ومتابعة دقيقة للاوضاع في العراق قبل وبعد سقوط صدام لنعرف مدى تاثير الطائفية في الشعب العراقي ومن هي الاجندة العاملة عليها .
ابتداءً الشعب العراقي ليس بطائفي لا قبل السقوط ولا بعد السقوط ، اذن ماذا نفسر بعض الحالات التي توحي الى الطائفية في العراق ؟ حكومة الطاغية صدام كانت تعمل على اساس طائفي ولكن الشعب العراقي ليس بطائفي كيف نثبت ذلك ؟ صدام حاله حال الحكام في المنطقة تعمل على تهميش الشيعة واضطهادهم ولكن هل المواطن السني هو من اضطهد الشيعة في العراق ؟ هنا يجب ان نقف قليلا .
عانى الشعب العراقي من اضطهاد صدام والبعث طول فترة حكمه واستطاع ان يستخدام اجندة معينة تظهر بان هذه الاجندة هي طائفية ولكنها تتفق مع صدام في الاجرام وهتك حقوق الشعب العراقي دون مراعاة للطائفية ، وعمل على ان تكون السلطة التشريعية والمناصب الحساسة من نصيب اراذل السنة فقط واما السلطة التنفيذية التي تنفذ قرارات الاجرام فقد جعل واجهتها في كثير من الحالات من اراذل الشيعة واذا كان صدام واجندته يفكرون بالطائفية ماذا نفسر وجود اراذل الشيعة منهم حمزة الزبيدي وسعدون لولاح ومزبان وراهي وغيرهم الكثيرين من هؤلاء المجرمين في حكومة الطاغية والذين خدموا الطاغية اكثر من اقبح بعثي محسوب على الطائفة السنية وان كانت السنة براء منه .
مشهد شاهدته بعيني ارويه لاستدل به في راي هذا ، في منتصف الثمانينات وانا عسكري في المنطقة الغربية كان مروري يكون بالرمادي وفي احدى المرات وفي الجهة المقابلة لجامع هميم قرات لوحة تتضمن معلومات عن المقاولة الخاصة ببناء جامع وكان اسم الجامع ابي سفيان ، وبعد مرور اسبوع تقريبا وانا امر في نفس الطريق وجدت هذه اللوحة ملطخة بالاصباغ على اسم ابي سفيان وعند عودتي قرات اسم الجامع حيث استبدل بالابن معاوية بن ابي سفيان ، وعدت مرة اخرى فوجدتها كذلك لطخ اسم معاوية بالاصباغ وبعد مرور اسبوع وجدت الاسم قد تغير واصبح جامع اليرموك ، من هذا نسال من الذي رفض اسم الجامع اولا وثانيا ؟ هل هم الشيعة ام اهل الرمادي الذي ينظرون الى التاريخ بانصاف ؟
وفي مدرسة الابتدائية جاءنا مدير مدرسة جديد اسمه ابو سفيان نسبه البعث بتعمد في الكاظمية واثناء تدريسه لنا بدأ يسالنا هل انت سني ام شيعي ؟ فلم يستطع زميلي الاجابة لانه لا يعلم انه سني حيث انه عاد الى البيت وسال امه هل انا سني ام شيعي فنهرته امه على هذا السؤال ولم تجبه . هذه طبيعة الشعب العراقي حيث ان الاجندة كانت فاعلة بحكومة صدام دون الشعب العراقي .
واليوم هذه الاجندة نفسها تعمل في العراق ولها استطاعت ان تؤثر ببعض شرائح المجتمع ففي الوقت الذي اصبحت حكومة العراق تتالف من 34 وزارة نصفها للترضية وعبء على الميزانية ولا فائدة منها وحتى ان المالكي له 68 مستشار تقريبا من كل اصناف واطياف الشعب العراقي حتى يرضي الجميع ولكن هؤلاء المستشارين وبعض الوزراء ألم يمارسوا الطائفية في مؤسساتهم ؟ مارسوها وبامتياز ففي الوقت الذي نرى وزير سني يرفض الانسحاب خدمة للشعب العراقي نرى مؤسسات تابعة للوزارة مسؤوليها يمارسون الطائفية ، وفي نفس الوقت لا ننزه بعض مستشاري المالكي من ممارسة الطائفية في حلقة الموظفين التابعة لهم ، ووزير شيعي في وزارة سيادية جعل اكثر قادته من السنة حتى يبتعد عن شبح الطائفية نجد ان من بين القادة من مارس الطائفية في الوحدات التابعة له .
بل هنالك اجندة اعلنت صراحة انها طائفية بل والبعض صرح علانية بالقول نحن السنة حكمنا اربعة عشر قرن كيف يحكم الشيعة اليوم ؟ هذه وجهة نظره لا وجهة نظر السنة وحتى تعلمون انهم اجندة عاملة لاجندة اخرى تابعوا تصريحات سعود الفيصل السعودي واخيه اعتقد تركي الفيصل بالقول اننا لانقف مكتوفي الايدي ونرى السنة يُضطهدون في العراق ، وحسني مبارك الذي اتهم الشيعة بان ولائهم ليس لوطنهم ، وملك الاردن الذي حذر من الهلال الشيعي ، هذه الروائح الكريهة كانت موجودة اصلا في افواههم ولكن سلواهم كانت بصدام .ففي الوقت الذي شن المالكي صولة على المسلحين في البصرة لم ينعته احد بالطائفي ولكن عندما القى القبض على من اجرم ولبس لباس الصحوة اصبح طائفي .
في الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 وعندما حررت اربعة عشر محافظة لم يلتفت المنتفضون الى السنة بل الى البعثيين المجرمين فقط . ويكفينا فخر مواقف المرجعية العليا في النجف عندما قال السيد السيستاني للاخوة السنة انتم انفسنا وليس اخواننا .
عند اشتداد الارهاب والتهجير في الدورة وزعت القوات الامريكية استمارات على ابناء الدورة تطلب من المواطن ذكر مذهبه هل انت سني ام شيعي ونفس الامر في العامرية والغزالية وهذه الممارسات هي المطلوب تنفيذها على الساحة العراقية حتى تتمكن من تحقيق الانشقاق والفوضى اكثر .
رايت مواطن سني خرج من الجامع وهو يدردم سالته ما بك قال هذا الشيخ يقول لا تاكلوا الهريسة من الشيعة لانها حرام ، قلت له وانت ماذا تقول ، اجابني : اخي هو منو الي ياكل غير الفقير وبعدين ليش حرام هم مو اخوانا الشيعة اعرفهم قبل ما اعرف هذا الشيخ مين اجى النا ما ادري ـ الرواية بعد السقوط .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسافر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره عام 1350هـ/1931م إلى فلسطين ليشارك في المؤتمر الإسلامي الذي عقد فيها في ليلة المبعث، تلبية لدعوة تلقاها من المجلس الأعلى في فلسطين، وحضره أكابر علماء المذاهب الإسلامية من مختلف أقطار العالم الإسلامي، وبعد أن أقيمت صلاة الجماعة في المسجد الأقصى، ارتأى القيّمون على المؤتمر أن يرتقي المنبر أحد أعضاء الوفد ويخطب في ذلك الجمع، فوقع الاختيار عليه،
فقام بإلقاء محاضرة تاريخية على مسامع أكثر من مئة وخمسين ممثلاً من الأقطار الإسلامية، وحضور أكثر من عشرين ألف مشارك، تناول فيها قضايا تهم الإسلام والمسلمين، وعلى رأسها وحدة المسلمين واستقلالهم، ووجوب التصدي للمستعمرين والصهاينة المحتلين.
https://telegram.me/buratha