المقالات

بغداد والقاهرة وميشيل عفلق


صباح حسين

ما زالت تحكم العلاقات العراقية المصرية عقد كثيرة وتحول دون تقدمها من ابرزها عقدة الزعامة القومية في المنطقة والتي ترغب في ممارستها على العراقيين رغم ان مصر لم تعد صالحة للعب هذا الدور اصلا لغياب وانحسار المؤهلات والظروف التي كانت متوفرة لها في السابق ,بل وحلول قوى واطراف اقليمية محلها في الزعامة في المنطقة وهو ما يجعل المصريين متشددين في تعاملهم مع قضايا المنطقة والتي من بينها القضية العراقية ورغبتها في ان يكون الحل والانفتاح على العراق عن طريقها .العراق وبالرغم من التشدد المصري في التعامل معه واحجام القاهرة عن ارسال سفيرها الى بغداد ما زالت تصر على تبني قضايا ومواقف تمثل تدخلا واضحا في الشان العراقي وتعكس سوء فهمها لحقيقة الاوضاع في العراق والتي من بينها دعم القاهرة الواضح والمعلن للاطراف البعثية والقومية المعارضة للعملية السياسية في البلاد والضغط على الحكومةالعراقية من اجل ادخالهم فيها وتخلي الحكومة العراقية عن قراراتها السابقة التي تحظر التعامل معهم وهو ما حمله عمرو موسى في جعبته خلال زيارته الاخيرة الى بغداد والتي حملت اشتراطات مصرية على الحمكومةالعراقية مقابل قيام القاهرة بالانفتاح على العراق واعادة علاقاته الدبلوماسية الكاملة معه ,

حيث اشترط عمرو موسى اولا تنمية العلاقات الاقتصادية اولا ومن ثم العلاقات الدبلوماسية وهو ما شكل خيبة امل كبيرة بالنسبة الى العراقيين الذين كانوا يتوقعون ان تبدي مصر تغييرا واضحا في موقفها المتشدد من النظام السياسي الجديد في العراق رغم ان القاهرة لم تعد تملك ذلك البريق الذي كان لها في السابق في المحافظة على هذا الموقع وسط مزاحمة ومنافسة قوية من قبل السعوديين والقطريين والذين بدأو بسحب البساط من تحت اقدام المصريين والدخول في خط ازمات عديدة في المنطقة والتي من بينها القضية الفلسطينية والتي كانت في السابق حكرا على المصرين وحدهم .التشنج والعداء المصري للتجربة العراقية انما ياتي في الواقع من شعور المصريين بالانزعاج من هذه التجربة ورغبتهم في فشلها لكي لا يتحول العراق الى لاعب اقليمي كبير في المنطقة يكون منافسا للمصريين في العلاقة والتعامل مع الامريكيين ,

اذ يرغيب المصريون في احتكار هذه العلاقة لصالحهم وحدهم وان يكونوا هم البوابة الوحيدة للامريكيين في المنطقة , حيث جاءت مواقفهم الاخيرة لتعكس حقيقة هذا الموقف وتؤكده من خلال ضغوطهم على الحكومة في بغداد على تقديم التنازلات للبعثيين والقبول بهم في الساحة السياسية ورد الاعتبار اليهم واعادة العسكريين من كبار ضباط الجيش العراقي السابق من عناصر الحرس الجمهوري والخاص واعادتهم الى الخدمة والتغاضي عن موقفهم الجنائي السابق .

مصر لم تعد اللاعب الاكبر في المنطقة هي تعيش ازمة سياسية ااقتصادية حادة تحاول عدم لفت الانظار اليها بالتدخل في شؤون الاخرين من اجل تحقيق اختراقات ومكاسب سياسية تسهم في ترقيع موقفها الداخلي ولكن يبقى السؤال المهم الى متى يبقى العراقيون يستجدون التعاطف من قبل الاخرين ويدفعون اثمانه صفقات تجارية ونفطية كما كان يفعل نظام صدام في السابق ولماذا لا يعمل العراقيون على تخطي هذه العقدة واستبدالها بانقتاح على القوى الاقليمية المنافسة لمصر من اجل اقناعها بالتخلي عن تشددها ودعم الحكومة العراقية واعادة فتح سفارتها في بغداد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sun
2009-04-13
لا افهم لماذا هذه اللهفة لاعادة العلاقات مع مصر وباقي الدول العربية رغم معرفة المسؤلين في العراق ان كل مايجري من مصائب بسبب التدخلات لهذه الدول لمذا يتم التعامل معهم من باب الضعف بالرغم من كل مانملك من قوة وتاثير اقتصادي كبير كل دول العالم تريد الانفتاح على العراق ماعدى الدول العربية كل الدول اطفئت الديون والدول العربية يسرقوننا ويصدرزن الارهاب واسلاح الينا وبفلوسنا اعضاء من البرلمان المصري يريدون رفع دعوى قضائية على سيد حسن نصر الله لان مسكو جاسوس على الحدود واحنا مئات الاهابين العرب ولايمنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك