المقالات

بغداد والقاهرة وميشيل عفلق

1316 13:26:00 2009-04-13

صباح حسين

ما زالت تحكم العلاقات العراقية المصرية عقد كثيرة وتحول دون تقدمها من ابرزها عقدة الزعامة القومية في المنطقة والتي ترغب في ممارستها على العراقيين رغم ان مصر لم تعد صالحة للعب هذا الدور اصلا لغياب وانحسار المؤهلات والظروف التي كانت متوفرة لها في السابق ,بل وحلول قوى واطراف اقليمية محلها في الزعامة في المنطقة وهو ما يجعل المصريين متشددين في تعاملهم مع قضايا المنطقة والتي من بينها القضية العراقية ورغبتها في ان يكون الحل والانفتاح على العراق عن طريقها .العراق وبالرغم من التشدد المصري في التعامل معه واحجام القاهرة عن ارسال سفيرها الى بغداد ما زالت تصر على تبني قضايا ومواقف تمثل تدخلا واضحا في الشان العراقي وتعكس سوء فهمها لحقيقة الاوضاع في العراق والتي من بينها دعم القاهرة الواضح والمعلن للاطراف البعثية والقومية المعارضة للعملية السياسية في البلاد والضغط على الحكومةالعراقية من اجل ادخالهم فيها وتخلي الحكومة العراقية عن قراراتها السابقة التي تحظر التعامل معهم وهو ما حمله عمرو موسى في جعبته خلال زيارته الاخيرة الى بغداد والتي حملت اشتراطات مصرية على الحمكومةالعراقية مقابل قيام القاهرة بالانفتاح على العراق واعادة علاقاته الدبلوماسية الكاملة معه ,

حيث اشترط عمرو موسى اولا تنمية العلاقات الاقتصادية اولا ومن ثم العلاقات الدبلوماسية وهو ما شكل خيبة امل كبيرة بالنسبة الى العراقيين الذين كانوا يتوقعون ان تبدي مصر تغييرا واضحا في موقفها المتشدد من النظام السياسي الجديد في العراق رغم ان القاهرة لم تعد تملك ذلك البريق الذي كان لها في السابق في المحافظة على هذا الموقع وسط مزاحمة ومنافسة قوية من قبل السعوديين والقطريين والذين بدأو بسحب البساط من تحت اقدام المصريين والدخول في خط ازمات عديدة في المنطقة والتي من بينها القضية الفلسطينية والتي كانت في السابق حكرا على المصرين وحدهم .التشنج والعداء المصري للتجربة العراقية انما ياتي في الواقع من شعور المصريين بالانزعاج من هذه التجربة ورغبتهم في فشلها لكي لا يتحول العراق الى لاعب اقليمي كبير في المنطقة يكون منافسا للمصريين في العلاقة والتعامل مع الامريكيين ,

اذ يرغيب المصريون في احتكار هذه العلاقة لصالحهم وحدهم وان يكونوا هم البوابة الوحيدة للامريكيين في المنطقة , حيث جاءت مواقفهم الاخيرة لتعكس حقيقة هذا الموقف وتؤكده من خلال ضغوطهم على الحكومة في بغداد على تقديم التنازلات للبعثيين والقبول بهم في الساحة السياسية ورد الاعتبار اليهم واعادة العسكريين من كبار ضباط الجيش العراقي السابق من عناصر الحرس الجمهوري والخاص واعادتهم الى الخدمة والتغاضي عن موقفهم الجنائي السابق .

مصر لم تعد اللاعب الاكبر في المنطقة هي تعيش ازمة سياسية ااقتصادية حادة تحاول عدم لفت الانظار اليها بالتدخل في شؤون الاخرين من اجل تحقيق اختراقات ومكاسب سياسية تسهم في ترقيع موقفها الداخلي ولكن يبقى السؤال المهم الى متى يبقى العراقيون يستجدون التعاطف من قبل الاخرين ويدفعون اثمانه صفقات تجارية ونفطية كما كان يفعل نظام صدام في السابق ولماذا لا يعمل العراقيون على تخطي هذه العقدة واستبدالها بانقتاح على القوى الاقليمية المنافسة لمصر من اجل اقناعها بالتخلي عن تشددها ودعم الحكومة العراقية واعادة فتح سفارتها في بغداد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sun
2009-04-13
لا افهم لماذا هذه اللهفة لاعادة العلاقات مع مصر وباقي الدول العربية رغم معرفة المسؤلين في العراق ان كل مايجري من مصائب بسبب التدخلات لهذه الدول لمذا يتم التعامل معهم من باب الضعف بالرغم من كل مانملك من قوة وتاثير اقتصادي كبير كل دول العالم تريد الانفتاح على العراق ماعدى الدول العربية كل الدول اطفئت الديون والدول العربية يسرقوننا ويصدرزن الارهاب واسلاح الينا وبفلوسنا اعضاء من البرلمان المصري يريدون رفع دعوى قضائية على سيد حسن نصر الله لان مسكو جاسوس على الحدود واحنا مئات الاهابين العرب ولايمنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك