عمار احمد-ذي قار
الحلقات الثمان التي بثتها قناة البغدادية الفضائية مؤخرا، والتي هي عبارة عن حوارات مطولة ومفصلة مع القيادي البعثي السابق تايه عبد الكريم احدثت ضجة داخل اوساط حزب البعث نظرا للخفايا والاسرار التي كشف عنها المدعو عبد الكريم. ومن بين ابرز ما تحدث به تايه عبد الكريم هو تامر صدام حسين على احمد حسن البكر.وكذلك وصفه كل من عزة الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز بأنهم كانوا قادة النفاق في حزب البعث.. اضافة الى ذلك وجه انتقادات حادة لقيادات الرعيل الاول للحزب من امثال علي صالح السعدي وطالب الشبيب وفؤاد الركابي.
بعبارة اخرى ان تايه عبد الكريم نشر ما هو مخفي وما هو معلن من الغسيل القذر لحزب البعث طيلة خمسين عاما.. وما يميز شهادته ويعطيها قوة ومصداقية هي انها لم تأت على لسان احد معارضي واعداء الحزب من الاسلاميين او الشيوعيين او القوميين او الاكراد، ولايمكن لاحد ان يطعن او يشكك بها.. انها تندرج تحت مبدأ (وشهد شاهد من اهلها). حزب البعث الذي يقال ان عزة الدوري يتزعمه حاليا، اشار الى ان الدوري بعث برسالة الى تايه عبد الكريم وقد نشرتها وبثتها بعض وسائل الاعلام يخاطبه قائلا "لقد ذهلنا انا واعضاء القيادة والكادر المتقدم حين رأيناك تتساقط مع المتساقطين في قناة الخسة والمذلة والعمالة-ويقصد بها قناة البغدادية-
والظاهر ان قناة البغدادية المعروفة بتوجهها البعثي والتي يديرها البعثي والسفير السابق ارشد توفيق ارادت ان تحقق خبطة اعلامية قوية تلفت اليها الانتباه، وراحت تبحث عن شخص مناسب، ووجدت ان هناك ثغرة يمكن من خلالها استدراج تايه عبد الكريم، وهي وضعه المادي السيء ونقمته على حزب البعث الذي اوصله الى ما هو عليه، الى جانب ذلك فأنها عرفت انه يعكف على تأليف كتاب يتناول فيه مسيرته في حزب البعث وعموم مسيرة الحزب، لذلك وجهت له الدعوة لزيارة القاهرة على ان تتولى هي دفع اجور الطائرة والاقامة والاستضافة، ونجحت في ذلك.. وبعد تسجيل الحلقات الثمان وبثها اكتشف انه تورط، ليس لعدم قناعته بما قاله، ولكن لخشيته من التصفية الجسدية، لذلك راح يتوسل بأدارة القناة لايقاف بث الحلقات، ولكن دون جدوى، بل ان القناة قررت اعادة بث الحلقات بناء على رغبة عدد كبير من المشاهدين مثلما اعلنت، خصوصا وانها دفعت له استحقاقاته المالية المتفق عليها مسبقا.
ويقال ان قناة البغدادية عقدت صفقة مربحة جدا اضافة الى ما كسبته من شهرة، مع جهة معينة لتحويل الحلقات الثمان الى كتاب. ولان المنهج البعثي القائم على التخاذل والدونية ومسخ الشخصية متشرب في دمه، فأن تايه عبد الكريم رد برسالة على رسالة الدوري يعرب فيها عن ندمه لما فعل ويطلب الصفح والعفو من قبل قيادة الحزب!. من دون ان يدرك انه فات الاوان ولم يعد ينفع الاعتذار ولا ينفع قبوله.. لان ما قاله اصبح حقيقة تاريخية لايمكن التنصل او التراجع عنها.. لانها تحصيل حاصل وتأكيد لتأريخ اسود ليس الا.
https://telegram.me/buratha