المقالات

. نيسـان في ذاكرة العراق

1033 13:47:00 2009-04-13

شوقي العيسى

فيه تخلد وتتكامل وتمجـــّد وقد تتجدد الذكريات بآلامها وأحزانها وافراحها ولكنها تبقى صورة واحدة لليوم عندما نستدركه ونتداول أطراف الحديث حوله هو "نيسان" ذلك الشهر الشهر الرابع من السنة الميلادية ، الذي يطلق عليه بالانكليزية "أبريل" التي جاءت من أصل لاتيني.

ونيسان لنا معه وقفات وذكريات منها الأليمة ومنها الحزينة ومنها من يندرج مع هوامش الأحداث والتي تدخل في موبقات التغيير خصوصاً مع العراقيين ، فنيسان اسم لم ينساه العراقي مطلقاً لما له من الذكرى وصداها ووقفاتها موضع داخله، فذكراه يندب بالألم والحسرة عندما تتوقد ذكراه ليعد بنا الى نشأت "حزب البعث" في السابع منه حيث العبودية والاستبداد الذي تمركز في العراق ،والمرارة التي لحقت بالابرياء الذين تسلط عليهم زمرة من القتلة والجزارين وقطاعي الطرق ، فكلما تولد السابع من نيسان أرتسمت على وجوه العراقيين خطوط الحزن والكآبة والقهر الذي خلفه ذلك اليوم من نيسان.

ولنا من نيسان أيضاً ذكرى الفاجعة والألم والحسرة ذكرى مقتل "صدر العراق الأول" محمد باقر الصدر ذلك العالم والمجتهد والمفكر الاسلامي الذي نبغ منذ نعومة أظفارة والذي ما أن برز حتى واجه فكر "البعث" وفنّـدها بنظرياته وأفكاره فلم يكن من النظام البعثي والقمعي ومن رئيس العصابة "هدام" حاكم العراق الا أن أقدم في التاسع من نيسان عام 1980 بأعدام السيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدى ، أعدمه في نفس الشهر الذي تولد ونشأ فيه "البعث" لكي يطمس ذكرى السيد الشهيد لما لنيسان من احتفالات كبرى ، فأصبح يوم التاسع من نيسان نذير شؤم على أتباع ومحبي الشهيد السعيد الذين راحوا يتناقلون بنظريات الشهيد الصدر في ارواحهم في مقارعة النظام البعثي، كيفما لا والسيد محمد باقر الصدر صاحب أعظم مقولة باتجاه البعثق عندما قال" لو كان أصبعي بعثي لقتلته" هكذا كانت مقولته وما آمن به الصدر وسار عليه من سار معادياً البعث، فآلامت الذكرى قلوب العراقيين في نيسان من عام 1980 .

هكذا فكان لنيسان ذاكرتين محملتين بالألم والحسرة والقهر حتى جاء نيسان من عام 2003 وله مع العراقيين وقفة وجداً كبيرة حيث تم انهيار الدكتاتورية الفاشية "دكتاتورية البعث" في التاسع منه باحتلال أمريكي للعراق فكانت حقاً مرحلة يصمت لها الضمير العراقي ويتألم وهو يرى الدبابات الامريكية تتجول بحريتها في محافظات العراق ،ووقفة أخرى قد يبتهج فيها العراقي لما لنيسان عام 2003 من فضل في القضاء على ذاكرة الزمن البغيض الذي أرهق العراقيين وخلد في ذكراهم الألم من نيسان ، فأستبشرت وجوه وأغبرت وجوه أخرى عندما أتى التاسع من نيسان ليمسح تلك الذكريات المحزنة.

فكان نيسان والذكرى متحفة بكل معانيها من آلام وأحزان وشذرات مفرحة في تأريخ العراق وسوف يبقى نيسان شهراً مفعماً بالذكريات على قارعة الطريق، فماذا تعلمنا من نيسان؟ سؤال نطرحه ونجيب عليه بانه لا يبقى ظالم مطلقاً وأن الزمن يسير ولا ينتظر أحد وعلينا أن نعمل ونؤسس لنا مستقبلاً لا أن نعكف على أعقاب الماضي فانه للذكرى فقط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-04-13
تكتمل فرحة 2003 في يوم القصاص من البعثيين باخذ الثأر منهم كما فعل المختار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك