بداية النصر للشيعة

بقلم : السيد عامر الحسني

في أحيان كثيرة نكون قريبين من بعض المفاهيم ، إلاّ أننا لا ندركها لأسباب عديدة من ضمنها التعصب لفكرة أو رأي بحيث يصبح التعصب حاجزاً للوصول الى ذلك المفهوم ، كالعلم الذي يكون حاجب للعلم , فيصبح المفهوم معكوساً فيتحول العلم إلى جهل .

ان لكل أمة أو طائفة أو دين ثوابت ومبادئ معينة أقامت حضارتها على أساس هذه الثوابت، وبسبب قوة هذه الثوابت تبقى الأمة أو الطائفة قوية بثبات وقوة مبادئها .

وبغض النظر عن ماهية هذه المبادئ سواء كانت سلبية أو إيجابية، وسواء كانت تتلائم مع مبادئنا أو تتعارض فإن حامليها وإصرارهم على المحافظة عليها يدل على مدى إدراك القوى الفاعلة والمؤثرة في تلك المجموعة بجدوى العمل بها , كما إنها تساهم في ديمومتهم وبقائهم.

والشيء نفسه ينطبق على القوانين والدساتير التي شرعتها بعض الأمم والتي بقيت العديد من بنودها وموادها سارية لحد الآن بالرغم من مرور مئات السنين على تشريعها. ومثال على ذلك الدستور الفرنسي والدستور الأمريكي .

كما أن العقيدة الصهيونية والعقيدة النازية والعقيدة الماسونية لازالت فاعلة رغم اتجاهاتها السلبية والتي تتقاطع مع عقائدنا جملة وتفصيلاً قائمة لحد هذه اللحظة وتتغذى من خلال رفدها ودعمها من الذين يعتنقونها أو اللذين يتعاطفون معها.

إنّ جميع الأمم والشعوب والطوائف تفتخر بالمبادئ التي تحملها ويحدوها أملاً بأن تسود عقيدتها في جميع أنحاء العالم ويتبناها جميع بني البشر وهو حق مشروع، ولكن يبقى تشخيص هذه العقيدة من قبل السواد الأعظم من البشر وتقيميها؛ فإذا كانت مهلكة كالعقيدة النازية أو العقيدة الصهيونية فيقف العالم حائلاً دون انتشارها.

أما إذا كانت عقيدة إيمان وصلاح، فما المانع من اعتناقها ونشرها في نفس الوقت ، وما هو المانع من الشعور بالفخر لدى معتنقيها بأنهم هم الأفضل والأحسن. ومن الذي قال بأن الطموح بأن يكون الشخص أفضل أو أحسن هو طموح غير مشروع.في هذا المقال نريد أن نلقي ضوءاً على الهجوم الدائر والحالي على التشيع والشيعة الذي أدى إلى استهداف أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في العالم في الوقت الذي لم تصل عقيدتهم إلى مستوى الدعوة للإرهاب كما هي العقائد المطروحة في الوقت الحاضر مثل العقيدة الوهابية والعقيدة الصهيونية والعقيدة النازية ولو أنه من غير الجائز المقارنة بين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مع هذه العقائد الفاسدة , كما أنه من غير اللائق تسميتها بالعقيدة في الوقت الذي هي دين، ولكن لأجل تقريب المعنى .

لقد دعاني للكتابة هو مقال كتب في « صحيفة الدار الكويتية» لفرد من الكويت اسمه (حسن محمد الأنصاري) بعنوان (مهلا يا سيد مجتبى الشيرازي) تهجم فيه على إحدى الشخصيات الشيعية وهو (سيد مجتبى الشيرازي) والذي ورد له تسجيل في مكان خاص يقول فيه كلاماً اعتبر في نظر الكاتب (بذيئاً) ولا يمكن أن يصدر من شخصية دينية , كما يمس كلام السيد ملك السعودية . والمؤسف ان العديد من المواقع الشيعية قد نشرت هذا المقال لحشو الموقع بما هب ودب , أو نكاية بشخص ما , أو لجهل قد استفحل مع الأسف الشديد .فنقول أولاً أن الكلام البذيء الذي قاله السيد يتداوله الجميع في مجالسهم الخاصة سواء كانت المجالس سياسية أو دينية أو اجتماعية, وبالخصوص المجتمعات العربية وليس بالشيء الغريب ، وربما تختلف المصطلحات ولكن المعنى واحد . فمثلاً مصطلح (ولد غير شرعي) لها عدة توصيفات وحسب اللغات ففي العراق لها اسم يختلف عن الاسم الموجود في شبه الجزيرة العربية، وفي سوريا الوصف يختلف عن المغرب وهكذا وفي أمريكا له مصطلح آخر. وهكذا بقية المصطلحات.

ولقد ورد في كلام الرسول الكريم صلى الله عليه وآله العديد من هذه المصطلحات . فعنه صلوات الله عليه مخاطباً أمير المؤمنين عليه السلام : (لن يبغضك من العرب إلا دعي، ولا من العجم إلا شقي، ولا من النساء إلا سلقلقية (المرأة السليطة الفاحشة )!! ((خصال الصدوق: 578 ))

وهذه سيدتنا زينب سلام الله عليها خاطبت عبيد الله بن زياد في الكوفة قائلة له ومعيرة له بأمه مرجانة (وستعلم لمن الفلج ثكلتك أمك يا بن مرجانة ) . لقد ذكرت مولاتنا مرجانة لان ابن زياد منع الناس من منادته بابن مرجانة حيث ذكر التأريخ بان مرجانة هي بنت نوف وهي امة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت كان يصلها سفاحا العديد من الرجال من بينهم زياد ابن أبيه فباعها عبد الرحمن وهي حامل من الزنا ، فولدت عبدين هما عباد وعبيد الله ابنا مرجانة لا يعرف لهما أب ، فاستدعاهما زياد واستلحقهما به .

وقال الصحابي الجليل ( زهير بن القين ) من أصحاب الحسين عليه السلام الذي استشهد في الطف رضوان الله عليه للشمر بن ذي الجوشن : يا ابن البوّال على عقبيه! ما إيّاك أخاطب، إنّما أنت بهيمة .

وقال الحسين عليه السلام في رده على رسول مروان بن الحكم قائلا " يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ" . الزرقاء : هي بنت وهب , وهي من البغايا وذوات الأعلام أيام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا اجرة , ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة أبي العاص بن أمية , ام الحكم بن ابي العاص(طرده الرسول من المدينة) , جدة مروان بن الحكم .

وفي خطبته عليه السلام ذاكراً فيها عبيد الله بن زياد (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة) ( الدعي هو المتهم في نسبه أو الذي يدعي غير أبيه.كما أن القرآن يحفل بالعديد من هذه المصطلحات . مثل (عتل بعد ذلك زنيم) , (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث...) , (كمثل الحمار يحمل أسفارا...) .

فلماذا هذه الهجمة على شخص أورد في كلامه عبارات من هذا النوع وفي مجلس خاص .ألم تلاحظوا بأن القوم الذي أثارهم الكلام ليس المنطق في إيراد هكذا مصطلحات وإنما الجهات التي استهدفها صاحب الكلام .فالرجل أطلق هذه الأوصاف على عناصر متشددة من الوهابيين قاموا بالاعتداء على زوار قبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بحيث وصلت شدة الاعتداءات على أتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام إلى الطعن بالسكاكين والضرب بآلات جارحة ، وبعد ذلك أكملت الجهات الرسمية للدولة باعتقال العشرات من الأطفال على خلفية اخذ تراب من قبور أهل البيت عليهم السلام للتبرك .

لقد وصف صاحب الكلام رئيس الكيان السعودي والمسؤول عن هذه الأحداث بوصف من قبيل الأوصاف التي ذكرناها سابقاً .فما هو العجيب في ذلك...؟ وهل أن مقام رئيس الكيان السعودي وصل إلى حد من السمو بحيث لا يمكن وصفه بتلك الأوصاف. وهل أصبح من المحرمات ومن غير الجائز أن نقول على شارب الخمر أنه فاسق ، أو من يضبط مع امرأة في خلوة وفي موقف مخل بالشرف بأنه (زاني)... فلماذا لم تكن هناك هجمة مماثلة على الوكالات العالمية التي أظهرت (الملك) عبد الله وهو يعاقر الخمر مع بوش وبقية الأصدقاء ؟وهل أنه من المخجل ان نصف الذي يحرض على الإرهاب ويقتل الشيعة رجالاً ونساءاً وأطفالاً بهذه الأوصاف ؟لقد عاش شيعة العراق مأساة استمرت ست سنوات ما بعد سقوط نظام طاغية العصر صدام وبصمات الإرهاب تشير جميعها إلى تنظيم القاعدة اللعين والذي هو صنيعة العقيدة الوهابية والذي يعتبر (عبد الله ) عرابها.لقد أورد أصحاب المذهب الإسلامي الآخر والمخالف للتشيع روايات وأحاديث على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يندى لها الجبين وتتجاوز على مقام النبوة وفي كتب معتبرة يعتمد عليها أخواننا من السنة ولم ينبري أحد حتى لنقد هذه الروايات المكذوبة فضلاً عن إدانتها , وأورد مثلين على ذلك.ورد في صحيح البخاري (كتاب الجهاد والسير , باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ) رواية فيها تجني على مقام الرسول صلى الله عليه وآله حيث تذكر الرواية بان الرسول صلى الله عليه وآله كان يدخل على امرأة أجنبية لا تمت اليه بصلة وهي محرم وكانت زوجة (عبادة بن الصامت ) وتقول الرواية بان الرسول صلى الله عليه وآله كان ينام في بيتها وبدون وجود زوجها وتفلي المرأة رأسه (تبحث عن القمل في رأس رسول الله صلى الله عليه وآله) حتى ينام :في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ح 2580 , الحديث برقم 6486 : ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏يقول ‏ ‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يدخل على ‏‏ أم حرام بنت ملحان ‏ ‏وكانت تحت ‏ ‏عبادة بن الصامت ‏ ‏فدخل عليها يوما فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ‏ ‏ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ‏ ‏ثبج ‏ ‏هذا البحر ملوكا على الأسرة ‏ ‏أو مثل الملوك على الأسرة شك ‏ ‏إسحاق ‏ ‏قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت ))

ورواية أخرى تجرؤوا بها على دين الإسلام , ففي موطأ مالك , كتاب الرضاع , باب مَا جَاءَ فِي الرَّضَاعَةِ بَعْدَ الْكِبَرِ : (( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ، فَقَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَكَانَ تَبَنَّى سَالِمًا الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَنْكَحَ أَبُو حُذَيْفَةَ سَالِمًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ ابْنُهُ أَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ وَهِيَ مِنْ أَفْضَلِ أَيَامَى قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَا أَنْزَلَ فَقَالَ ‏{‏ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ‏}رُدَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ إِلَى أَبِيهِ فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ أَبُوهُ رُدَّ إِلَى مَوْلاَهُ فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَهِيَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَىَّ وَأَنَا فُضُلٌ وَلَيْسَ لَنَا إِلاَّ بَيْتٌ وَاحِدٌ فَمَاذَا تَرَى فِي شَأْنِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ فَيَحْرُمُ بِلَبَنِهَا ‏"‏ ‏.‏ وَكَانَتْ تَرَاهُ ابْنًا مِنَ الرَّضَاعَةِ فَأَخَذَتْ بِذَلِكَ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَنْ كَانَتْ تُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا مِنَ الرِّجَالِ فَكَانَتْ تَأْمُرُ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَبَنَاتِ أَخِيهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا مِنَ الرِّجَالِ وَأَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَقُلْنَ لاَ وَاللَّهِ مَا نَرَى الَّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ إِلاَّ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَضَاعَةِ سَالِمٍ وَحْدَهُ لاَ وَاللَّهِ لاَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ فَعَلَى هَذَا كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ ‏.‏ )

ففي الوقت الذي خرج فيه جميع مسلموا العالم غاضبين حانقين على رسوم كاريكاتيرية تنال من مقام رسولهم الكريم (صلى الله عليه وآله) لم ينبري احد ممن يبحثون في صفحات التأريخ عن الحقيقة بنقد هذه الروايات التي تنال من مقام الرسول الأكرم والدين الإسلامي وكأن الغيرة تتقد في مجال الرسم فقط .

من هم الأحق بالفخر :

إنّ الفخر جائز ومشروع، والعديد من الأمم والحضارات تفخر بتاريخها وبرموزها كما أن الفخر محفز للإبداع لدى الجيل الجديد . فما هو الضير اذا افتخر الشيعة بعقيدتهم وأئمتهم ورموزهم الدينية، واعتبروا أنفسهم هم الأفضل ، وإذا لم يكونوا كذلك فعليهم ترك عقيدتهم، واعتناق عقيدة أخرى ليكونوا من ضمن الأفضل. وهل هناك اعتراض على ذلك , ففي دعاء كميل لمولانا الإمام علي عليه السلام الذي علمه إلى الصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي رضوان الله عليه الذي يقول فيه (واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك وأقربهم منزلةً منك وأخصهم زلفةً لديك.) فما المانع أن أكون الأفضل والأحسن.وكذلك ما جاء في القرآن الكريم عندما يكون الخطاب للمؤمنين ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .فالمرء يطمح أن يكون هو الأفضل ويفتخر بأنه ينتمي إلى عقيدة هي الأفضل ويفتخر بأنه شيعي على منهج أهل البيت عليهم السلام .

ولم لا يفتخر الشيعة وهم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله مخاطباً أمير المؤمنين عليه السلام : يا علي من أحبنا فهو العربي و من أبغضنا فهو العلج فشيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ومن كان مولده صحيحا , وما على ملة إبراهيم عليه السلام إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء , إن الله وملائكته يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القدوم البنيان .

فلم الخوف والرهبة عندما نعلن للملأ عقيدتنا ونفخر باعتناقها , ولم الخوف والتردد عندما نردد قول الرسول صلى الله عليه وآله : ((مكتوب على ساق العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)) أو ان العترة الطاهرة صلوات الله عليهم قد خلقوا أنوارا قبل أن يخلق الله الأرض ومن عيلها. اليست هذه عقديتنا ؟ فلم الخوف إذن ؟ أليست الشيعة هم صفوة البشر.. ؟ فإذا اغاض هذا الكلام الغير فهذا هو كلام نبيهم .. ، فهل هناك اعتراض على قوله... ؟

وسائل الاعلام :إنّ من أفضل الوسائل لنشر عقيدة الشيعة هي وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة . وسأذكر بعض الأمثلة لبعض وسائل الإعلام التي اجتازت مرحلة التردد والخوف وحلقت في سماء التألق :لقد تصدى موقع وكالة أنباء براثا وهو موقع عراقي لنشر العديد من عقائد أهل البيت عليهم السلام، ووقف موقف الند من الأفكار السلبية والهجمات العقائدية التي أرادت النيل من مذهب أهل البيت عليهم السلام، وهي شهادة للتاريخ من الواجب أن تذكر.هناك مواقع اخرى هي موقع الدفاع عن الشيخ النمر وموقع شهداء القطيف وموقع شجون الاحساء وغيرها من المواقع التابعة لشيعة شبه الجزيرة العربية يديرهما شباب مؤمن آل على نفسه نشر عقائد أهل البيت عليهم السلام.وهناك قنوات فضائية تصدت لجميع الهجمات التي كانت تريد النيل من أهل البيت (ع) مثل قناة البيت وقناة الزهراء (المهدي).

أول الطريق :لقد كان دعاء أهل البيت (عليهم السلام) لشيعتهم كثير ودعوا لهم بالنصر والغلبة والحفظ وبينوا بأن النصر هو التمسك بعقيدة التشيع التي هي العقيدة الحق التي طرحها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في رواياته وأحاديثه ومن يريد النصر فعليه أن يتحلى بالشجاعة وطرح ما يريد أن يطرحه وعدم الانجرار وراء الدعوات المتخاذلة التي تبين بأن الشيعة موادعين ومتخاذلين ويقبلون بالوحدة على حساب عقيدتهم، ويتقبلوا شتائم وسباب الآخرين بصمت وأحيان أخرى برضا، وهم ينظرون إلى عقيدتهم تذبح على صخرة ما يسمى بوحدة الصف والكلمة التي جعلت من ظالمي أهل البيت (عليهم السلام) رموزاً يحتذى بها ، وأذلت عظمائهم.

فطريق النصر محفوف بالمخاطر، وأوله جهاد ودوامه الفخر والشجاعة فمن أراد النصر من الشيعة فعليه ان يفخر بعقيدته ولا يتردد باعلانها , كما قال قول أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.