المقالات

الميزانية العراقية نصف سنوية

1040 16:56:00 2009-04-12

عباس المرياني

يبقى العراق حالة استثنائية في كل شيء ويبقى المواطن العراقي المسكين رهين الإعلام الكاذب والخطب الرنانة والوعود الفارغة التي لاتستند على حقائق سرعان ما تتهاوى بين ذاكرة العراقي المتعبة ولعبة السياسة الماكرة.ويمكن تعميم هذه المقدمة على قضايا كثيرة لها تماس مباشر بحياة المواطن أليوميه تدخل في تفاصيل مفردات حياته ومستقبله وهو يسير بأحلام ورديه تنطلق من قناعاته بصدق وأمانة القائمين على شأنه سينكشف عنها صبحه ألما وحسرة عندما يناقش الوعود بتجرد وتعقل ويعلم بعدها إن كل مايقال لايخضع للتطبيق من قبل الآخرين لان بين مايدعون وبين الواقع بحورا من الوهم والسراب ولان واقع الحال خلاف كل الأطروحات فالغد الجميل والأعمار وناطحات السحاب والقضاء على البطالة وحل أزمة السكن ومترو الأنفاق والمدينة العصرية التي ستحل محل مدينة الصدر حتى بعد مائة عام والقضاء على العنوسة ليس من سبيل إليها.

كيف يمكن ان نحل جميع مشاكلنا والفساد المالي والإداري يضرب بإطنابه كل مؤسسة ودائرة والجميع شرفاء وخارج نطاق الشك والتخوين. وكيف نسابق الزمن لردم الهوة الواسعة التي خلفتها الحروب والعنتريات والمحاصة وسوء الإدارة لبناء مدننا المتهالكة والشبيه بمدن ماقبل التاريخ والإمساك بذيل التمدن والرقي الذي يتباهى به الجيران والعربان وبرلماننا باعتباره الجهة المشرعة لم يحسم أي قضية الأبعد تمرير الصفقات والامتيازات ومن سوء حظ الشعب اذا لم تحسم هذه الصفقات بين الفرقاء على أساس التوزيع العادل للغنيمة وكأنها ارث لغير الشعب.

وكيف نبني مدنا لديها صلاحيات وزمن بالي يدور بين الروتين والمصالح الضيقة وحسابات الانتقام وليس لديها الأموال التي تمكنها من التحرك على الأرض وتنفيذ المشاريع البدائية لان فترة أربعة أشهر من كل سنة للمصادقة على الموازنة المالية فترة كافية لحسم المراجعة والتدقيق يتبعها شهر لغرض توزيع الأموال على المحافظات على اقل تقدير وعلى رواية اشد المتفائلين تختم في نهاية السنة قبل شهر من نهايتها لغرض التدقيق والمقارنة وغلق السجلات التي لن يستطيع البعض فتحها تبقى المحصلة النهائية لعمل الحكومة المركزية والحكومات المحلية ستة أشهر لأتسمح حتى بتربية حيونا داجنا صغيرا فكيف يمكن لحكومة ان تبني بلدا مدمرا بستة أشهر والنكتة المؤلمة ان تاريخ العمل بالموازنة المالية يعتبر نافذا في الوقت الذي لم تقر به بل لم تقدم الى البرلمان الموقر بامتيازاته وهو بداية السنة والأولى ان يكون العمل بالموازنة المالية من تاريخ إقرارها خاصة وان تأخير الموازنة امر منطقي ومألوف ومن البديهيات في سياسة العراق المالية والاقتصادية الحديثة.

ان إقرار الموازنة المالية بهذه الطريقة والعمل بها يجعلنا الدولة الوحيدة والأولى في العالم التي تعمل وفق النظرية الاقتصادية العراقية الحديثة القائمة على خطة فصلية بدلا من الخطة السنوية الحقيقية و الخطط الخمسية...لكنها بكل تاكيد لن تكون مثال يحتذي به.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك