ميثم المبرقع
غياب التخطيط الاستراتيجي وتشخيص الاولويات من الاخطاء الفادحة والسائدة في مجمل مفاصل الدولة العراقية الجديدة وهذه واحدة من اسباب التراجعات والاخفاقات الحاصلة في اداءات بعض مؤسسات الحكومة والوزارات.ومن مخاطر التصدع الحاصل في جدار مجالس المحافظات والتلكؤات في تأسيس الحكومات المحلية هو الانشغال بالهامشيات على حساب الاساسيات وبروز التنافس الحزبي والفئوي واغفال البرامج المطروحة في شعارات ولافتات القوائم المتنافسة اثناء الحملة الانتخابية في الانتخابات الماضية.التنافس الايجابي ضمن ضوابط اخلاقية وقانونية لا يمكن ان يتحول الى منحنيات حادة لاسقاط المتنافسين وتهميشهم فهذا ليست منافسة وهي من موروثات الانظمة المستبدة السابقة.التفكير بالمصالح الحزبية والشخصية على حساب الناخبين من ابناء شعبنا تنصل صارخ عن كل المبادىء والقيم والاخلاق والالتزامات وان الناخب انما انتخب ممثليه لا لكي يختزلوا المحافظات في شخوصهم او يوظفوا امكاناتها لخدمتهم ويتركوا الناس يعيشون الاحباط والالم والاهمال.
المناصب وسيلة لخدمة المواطنين لا لخدمة المسؤولين وتوسيع امتيازاتهم ولو فكر المسؤول في امتيازاته قبل خدمات الناس فهو مسؤول فاشل لا يستحق صوتاً واحداً ولابد ان يحاسب وبالطريقة المناسبة والحضارية فلو غابت النزاهة لاسباب ما فان رقابة ومحاسبة الشعب لم ولن تغيب فهي التي تقرر مصير هؤلاء الانانيين.لابد ان يكون تفكير المسؤول في بدايه انتخابه كيف وماهي السبل لتحقيق الخدمات للمواطنين وبالسرعة الممكنة واذا انصب تفكيره واهتمامه على امتيازاته وخصائص المسؤولية وراتبه وتقاعده وعدد السيارات والحمايات على حساب هموم المواطنين فان هؤلاء سيتحولون بمرور الزمن الى لصوص لا تهمهم سوى الحصول على امتيازات ومصالح وفوائد وعقارات وممتلكات ونسب من العقود والمشاريع.وان ظهور مافيات وعصابات محترفة بالفساد والاختلاس والسرقة هو اخطر ما يواجه الحكومات المحلية القادمة.
والخطر الاخر الذي لا يختلف عن الفساد الاداري والمالي هو الفساد السياسي وهو باختصار شديد ربط مجالس المحافظات على التوالي وليس على التوازي فيزيائياً ان جاز التعبير وذلك عندما يزعل ممثل في محافظة في اقصى الجنوب على مجلس محافظته سيزعل معه الاخرون في بقية المحافظات تضامناً وتناصراً لان الشعار المطروح انصر عضو كتلتك ظالماً كان او مظلوماً.
https://telegram.me/buratha