( بقلم : ولاء الصفار )
يبدو ان الديمقراطية الدخيلة على المجتمع العراقي قد كشرت عن انيابها كون بعض مسؤولينا الكرام لا تروق لهم استخدامها في تعاملاتهم مع الاخرين ويبدو ان لغة الديكتاتورية والعنف والتسلط على رقاب الناس اصبحت ارثا نحتفي به ونخلده على مر العصور والازمنة ويبدو ان بعض المسؤولين العراقيين لازالوا مقتنعين بانهم اربابا يخضع لهم الآخرون ويبدو ان الدستور العراقي الذي كتب بدماء العراقيين أصبح حبرا على ورق يتم العمل به بما تشتهي الأنفس ويتم تجاوزه حينما يتعارض مع المزاجات الشخصية لبعض ساستنا .
وهذا الأمر بحد ذاته يخلق شعور ملؤه الخوف والرعب لمستقبل تعود فيه الديكتاتورية من جديد وتعود السلطة لتنحصر بيد فئة قليلة تتحكم بمقدرات شعب وتتطفل على مزاجاتهم، حيث ان ما شهدته مدينة كربلاء المقدسة من اعتقال لأحد فنانيها يعتبر احد المؤشرات المهمة لعودة الديكتاتورية وتقييد الحرية وقتل روح الإبداع فما هو تبرير ملاحقة فنان حاكى واقع بلده بريشة وألوان وقطعة قماش فهل يستدعى هذا الأمر إرسال عناصر من الشرطة للتعرف على دار الفنان وملاحقته ومداهمة منزله بعد تطويقه بهدف اعتقاله فلماذا لم يتم اعتقاله في جنح النهار وهو وسط الناس، فهل عادت خفافيش الليل لتمارس نشاطها في ملاحقة الذين تنزهوا عن لغة التملق والخنوع وتقبيل أيادي المسؤولين. نعم إن هذا الأمر بحاجة إلى وقفة تأمل لرسم خارطة المستقبل العراقي في ظل عودة لغة التسلط وكتم الأفواه وقتل روح الإبداع ومصادرة الحريات حتى لا نقع في دائرة الندم بسبب سكوتنا.
ومن هنا أوجه دعوة إلى السيد نوري المالكي الذي كان وما يزال يوعدنا بالشفافية والديمقراطية انه في حال حدوث أي اختلاف في وجهات النظر مع شريحة الفنانيين والإعلاميين والأدباء والشعراء والمثقفين عامة نرجوا ان يتم استدعائهم وسط إجراءات شفافة بعيدا عن لغة القوة والمطاردة والملاحقة من قبل عناصر الأجهزة الأمنية حتى نطمئن بان العراق ألان وفي المستقبل هو البلد الجديد الذي وعدنا به، كي نتمكن من طرد وساوس الشيطان التي لا تزال تراودنا بان الديكتاتورية ستعود وان لغة العنف ستسود وان عجلة العراق ستعود للوراء الى زمن النظام الصدامي البائد.
https://telegram.me/buratha