بقلم:فائز التميمي.
إن أي سياسي يريد خوض المعترك السياسي في الدول العربية عامة والعراق خاصة عليه بقراءة التأريخ والإعتبار منه. وبدون ذلك فإنه سيقع في مطبات كثيرة !! وقد بعض ما يحدث أمامنا يعطينا دروس جازمة لا نحتاج فيها الى قراءة التأريخ!! فموقف الدول العربية كان ولازال واضحاً في عدائه ومشكلتنا أننا لا نريد أن نصدق ذلك. ولأعود بك الى بعض الأرشيف ففي محاكمة المهداوي لأحد رجال العهد الملكي وكانت العلاقة في بداية ثورة العراق 1958م مع مصر جيدة في الظاهر فسألهُ المهداوي : لماذا تعادون ثورة مصر وحكومتها الوطنية؟ فقال له الرجل ما معناهُ ستأتي الأيام وسترون كيف يقفون ضدكم وستعرفون من هو ناصر!! ولم يصدق المهداوي ذلك لسببين أولاً: لم يكن أمر حكومة ناصر قد أفتضح بعد.
والثاني: أن العرب عاطفيون في سرعة تصديقهم وبدون روية فيما يبديه الآخرون من كلام فقط دون فعال ويـذهبون الى أبعد الحدود ثم يندموا على ذلك.إن المشكلة أن الحكومات العربية ليس موقفها من حكومة العراق فحسب بل من شعب العراق وهو أمر فريد من نوعه.فمثلاً لم نسمع عقيرة العرب ليصلحوا بين أهل اليمن جنوبه وشماله وبين مختلف طوائفه!! ولا من يرفع عقيرته للصلح بين المغرب والبوليساريو ولا بين المغرب والجزائر. وغير مسموح لهم بالتدخل في أي شأن للدول العربية إلا العراق فإنه سوق حرّة لطيشهم!!
على السياسيين في العراق أن يبتعدوا عن العاطفة والنفط المجاني حتى يستوثقوا من الثعابين العربية التي هي كالمنشار (صاعد مأكل نازل مأكل).وعندنا مثل ينطبق تماماً على الوضع العربي المبدئي تجاه تجربة العراق"ذيل الكلب وضعوه أربعين يوماً في القالب فما عدل".
https://telegram.me/buratha