المقالات

لماذا هزم الجيش العراقي ؟


جميل الحسن

مرت ستة اعوام على سقوط النظام الصدامي البشع وقد حاولت بعض وسائل الاعلام استذكار هذه المناسبة عبر اجراء لقاءات وحوارات مع العديد من قادة الجيش العراقي السابق الذين بدا واضحا من خلال حديثهم لهجتهم المتعاطفة مع النظام البعثي الصدامي وتبرير القرارات التي اتخذها الطاغية المقبور عبر ايجاد الذرائع له والادعاء في النهاية بان الجيش العراقي لم يهزم ,بل ان التكنلوجيا الامريكية قد تفوقت في نهاية الامر .الواقع ان هؤلاء الضباط والقادة كانوا جزءا من المؤسة العسكرية القمعية التابعة للنظام واغلبهم مشبعون بافكار البعث الاجرامية وكانوا جزءا من الة الدمار والقمع التي كان يستخدمها في قمع وابادة الشعب العراقي .

فعن اية ادوار وطنية مشرفة يتحدث هؤلاء الذين كانوا يحرصون على امتيازاتهم ومنافعهم الشخصية اكثر من حرصهم على الدفاع عن ابناء الشعب العراقي ومنع الطاغية المقبور من تنفيذ جرائمه بحق العراقيين الابرياء ,اذ ان اغلبية هؤلاء كانوا قادة كبار في الجيش وشاركوا في قصف حلبجة وعمليات الانفال ومهاجمة ضريح الامام علي في النجف الاشرف واولاده في كربلاء وهو ما يفسر الامر في النهاية هذا التعاطف والحماس الكبير في الدفاع عن الطاغية صدام,اذ ان اي شخص يصل الى المناصب القيادية الرفيعة في الجيش يجب ان يكون ولائه محسوما للنظام وبعثيا حتى النخاع ,اذ كيف يعقل ان يقوم النظام المعروف بحذره واحتراسه الامني الشديد بمنح مواقع قيادية حساسة ومهمة وخطيرة في الجيس العراقي الى اشخاص يتوجس منهم ويخشاهم ,في وقت يحكم فيه الرقابة وبشدة على كافة مفاصل الجيش العراقي عبر شبكات التجسس التي يملأ بها وحدات الجيش .لقد ادعى هؤلاء بان الجيش العراقي قدقاتل الجيش الامريكي بشجاعة وقد ادى الى تاخير الهجوم مدة زمنية اطول وجرى حديث مبالغ عن صمود واضح في ام قصر والناصرية وغيرها والتي يفندها الواقع والسرعة الكبيرة التي تحركت بها القوات الامريكية للوصول الى بغداد والتي توقعها وزير الدفاع نفسه هاشم سلطان في اخر مؤتمر صحافي ظهر فيه قبل سقوط بغداد ,حيث وضعت القوات الامريكية خطة متطورة وناجحة لاجتياز الدفاعات العراقية والوصول الى بغداد في غضون اسبوعين على الاقل من بدء الاجتياح الامريكي للعراق عبر الزحف في الصحراء العراقية المترامية الاطراف ومن ثم الوثوب على بغداد من اقرب نقطة وهو ما حصل فعلا عندما دخل الامريكيون الى بغداد عبر كربلاء بعد تدمير قوات الحرس الجمهوري فيها والتي كانت تدافع عن هذه المنطقة .

لقد تحدث هؤلاء الضباط مطولا عن صمود ومواجهة باسلة وغيرها بينما الواقع ليس ذلك فالجيش العراقي لم يقاتل الامريكيين نتيجة لتذمر العراقيين عموما من هذا النظام واساليبه القمعية واصراره الهمجي والواضح على الزج بهم في الحروب وبشكل مستمر من دون مبالاة ,اذ كان الهدف منها في النهاية محافظة النظام على كرسيه وعرشه اما عامة الشعب فليذهبوا الى الجحيم ,حيث كانت توجد بوضوح عزلة وفجوة كبيرة بين الشعب العراقي ونظام البعث ,اذ لم يكن الشعب مستعدا لتقديم التضحيات من اجل نظام كان يحرص على قمعهم واذلالهم ونتيجة لذلك تخلى الجنود عن سلاحهم تاركين النظام يواجه مصيره بنفسه وكذلك الضباط القادة الذين تخلوا عن واجبهم العسكري وفضلوا هم ايضا الفرار والاختباء ومن ثم ادعاء المواقف الوطنية والبطولات والتضحيات الغير موجودة اصلا فيما بعد .المهنية لا تبرر الدفاع عن الطغاة والتماس العذرلهم ,بل ان المهنية الحقيقية في قول الحقيقة والتجرد من المشاعر والعواطف الشخصية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-04-13
انهزم لان مبدأ الانظمة السابقة هو كاكا يقتل محسن ونحن نتفرج
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة وقيادة
2009-04-13
الم نشاهد وعلى التلفزيون كيف هربوا من القصر الجمهوري على ضفاف دجلة يتدحرجون وبالزلط يالها من فضيحة ومفارقة وهؤلاء هم كانوا الخيرة المفضلة في الجيش واسمها قوات الحرس الجمهوري اما بطلهم فترك المعركة و اصبح يرسل الكاسيتات المسجلة الى ان وجدة في حفرت الاوساخ والصحاف ابو الحية نقل في الطائرة الى ابو ضبي وبناتة العاهرات الكاويليات الى الاردن وبالطائرة ايضا والبقية في اليمن ومصر وسوريا فالجيش كان عبرة عن وسيلة لكي يدمر العراق بة وهؤلاء المساكين في الجيش هم كانوا الوقود الى كل رعصات قائد الضرورة
sun
2009-04-12
كان الجيش الامريكي المرابط على الحدود العراقية الكويتية ينتظر ساعة الصفر للهجوم كان صدام يوميا يجتمع مع كبار الضباط وقادة الجيش العراقي ليتبادل الحديث عن الوضع وكانت الجلسة عبارة عن حفلة راقصة دبكات وهوسات وشعارات طنانة وتوزيع الشاي ويبقى قائد الضرورة ينفخ بالجروت ويرمش بجفون عيونةوهو يستمع الى ضباط الجيش الابطال كيف سيحرقون الجيش الامريكي في حال تجاسرهم وهجومهم على العراق وقام احد الضباط وقال سيدي اتحدى اكبر واحد يصل الى باب الشرجي والله العظيم اذا وصلت بكاية منهم والله لا احركه
Zaid Mughir
2009-04-12
الجيش العراقي بعد أن أصبح بقيادة الجبان صديم تم تدميره بحرب أيران والكويت وأصبح الجيش عبارة عن عن مؤسسة تعلم الضابط كيف يرتشي من الجندي وكان الجندي المكلف يوقع على كشف الراتب ولا يستلمه , من لا يتذكر قيافة الجندي العراقي التي تبكي الحال. أتعجب حينما يتخرج الظابط ويؤدي القسم ومن ثم يخون الأمانة..وأصبحت الرتب مجانا على اعتبار ان الرفيق الحزبي حتى لو كان أمي فمن حقه أن يمنح رتبة مقدم ..يا جيش هذا ..من لا يذكر هروب قائده الجبان ولجوءه الى حفرة لا يسكنها حتى الواوي ..لا خير في جيش يقوده (فرار) هتلي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك