محمد التميمي
تذكر بعض كتب التراث قصة احد قطاعي الطرق الذي اراد ان يعود الى جادة الصواب، ويصبح انسانا صالحا ويترك مهنة السلب والنهب والقتل، وبالفعل فأنه فعل ذلك، وبات انسانا مؤمنا يتردد على المساجد ويرتبط بالناس الخيرين ويتطوع دائما الى فعل الخير والاحسان، لكنه حينما يجد ان الامور لاتسير مثلما يريد، يهدد بالعودة الى مهنته السابقة (السلب والنهب والقتل)، بل وفي بعض الاحيان يعود اليها ويعود مرة اخرى، متصورا انه بهذه الطريقة فقط يمكنه ان يبقى موضع هيبة واحترام من قبل الاخرين، وان يحصل على ما يريد.
قصة قاطع الطرق هذا تشبه الى حد كبير بعض قصص منتسبي مجالس الصحوات. فالقسم الاكبر من هؤلاء كانوا الى وقت قريب قتلة ومجرمين وارهابيين، لايتورعون عن تفجير السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة في وسط جموع الناس الابرياء، ولايتورعون عن تسليب الناس ولايتورعون عن فعل كل جرم يلحق الاذى بالنفس البشرية التي كرمها الباري عز وجل. مجالس الصحوات التي انقلبت على تنظيم القاعدة واسماء ارهابية اخرى، هي ولدت من رحم القاعدة، وتشربت بثقافتها ومنهجها الدموي والاجرامي، وانقلبت عليها بفعل الترغيب والترهيب.ولسان حال قادتها وعناصرها، هي اما ان نحصل على ما نريد او نعود الى ما كنا عليه ونوغل بكم ايها العراقيين قتلا وذبحا وسبيا وسلبا ونهبا ونحيل حياتكم الى جحيم.
اذا لم يدمجوا في اجهزة الدولة فأنهم سيعودون الى معسكر الارهاب، واذا لم يحصلوا على رواتبهم فأنهم سيخربون ما فعلوه، واذا لم تغلق ملفات جرائمهم وافعالهم الشنيعة فأنهم سيفعلون منها المزيد.عناصر الصحوات، هم انفسهم من خططوا لعودة البعثيين الصداميين، واحداث منطقة الفضل الاخيرة كشفت عن هذا الامر. وعناصر الصحوات هم من راحوا يستهدفون مقراتها وهم يرتدون زي قوات الشرطة والجيش كما حصل مؤخرا في اللطيفية وجرف الصخر. وعناصر الصحوات هم من احرقوا ودمروا مقراتها ونقاط التفتيش التابعة لها هنا وهناك لان رواتبهم تأخرت. وعناصر الصحوات سيقومون بأفضع وابشع من كل ذلك حينما تغدق عليهم الاموال وتنهال عليهم الوعود من اعداء العراق.. انهم الصداميون والتكفيريون ولكن بثوب جديد.. فهل نعي ويعي من يعنيهم الامر هذه الحقيقة المرة والخطيرة قبل فوات الاوان؟.
https://telegram.me/buratha