الدكتور يوسف السعيدي
العراق اليوم هو أفضل بكثير مما كان عليه الحال في زمن الدكتاتور وذلك خلافا لعدد من الابواق الاعلامية التي تحاول أن تصور العراق بأنه اسوأ بكثير مما كان عليه في عهد المقبور صدام حسين. واستدلت الصحيفة ببعض الامثلة والانجازات على أرض الواقع والتي تؤكد هذه الحقيقة.تمر على العراق اليوم الذكرى السادسة على سقوط أعتى طاغية ودكتاتور حكم العراق لأكثر من 35 عاما هو وزبانيته الذين عاثوا في الأرض فسادا وظلما وقهرا، وربما يعن تساؤل في ذهن أحدهم: هل كان العراق أفضل حالا في زمن الدكتاتور، أم الآن؟! بحكم تجربتي التي عايشت تفاصيلها على أرض الواقع العراقي في بغداد منذ سقوط ذلك النظام أقول: الآن أفضل بكثير من السابق.
ربما يستغرب البعض، خصوصا ممن يعشقون التطبيل والتزمير للقائد الضرورة من منطلق 'الله يخلي الرئيس' والذين لا يعرفون العيش من دون دكتاتور يجثم على صدورهم 'ينيمهم ويوقظهم' متى يشاء ويطعمهم ويلبسهم متى ما أراد، ولكني أقول فلنحسبها سويا بالعقل... كان الراتب الشهري للمواطن العراقي في السابق لا يتعدى ثلاثة دولارت فقط، في حين الحد الأدنى للراتب حاليا يبدأ من 500 دولار.لم يكن بمقدور المواطن العراقي السفر إلى أي دولة في العالم دون الحصول على موافقات من الحزب والدولة ودفع مبالغ باهظة مقابل موافقة 'البعبع' الحكومة، حسب تعليمات الرئيس، بينما بوسعه اليوم أن يسافر، كبقية البشر في أنحاء المعمورة كافة، إلى أي مكان يرغب بمنتهى السهولة واليسر دون الحاجة إلى الرجوع إلى الدولة.
وفي الزمن المظلم لم تكن حرية الرأي والتعبير مكفولة، فلو تفوهت بكلمة واحدة، فإن الإعدام كان العقوبة الجاهزة ليس لك وحدك فحسب، بل أيضا لأسرتك وعشيرتك وقبيلتك إلى آخر المسبحة، بينما الآن نتابع ونشاهد كيف يعبر المواطن العراقي عن رأيه عبر وسائل الإعلام بكل حرية، وبالطريقة التي يريدها ويفضلها سواء عن طريق القنوات الفضائية المتعددة أو الصحف اليومية والأسبوعية الكثيرة، أو عبر التظاهر في شوارع العاصمة بغداد. وتأتي الانتخابات المحلية الأخيرة خير دليل على تلك الحرية، وقد جاءت نتائجها على عكس ما توقعته بعض القوى السياسية المؤثرة، وأبدى الجميع فرحهم وانفرجت أسارير القوى الليبرالية كون المواطن العراقي قال كلمته الحق.
وربما يسأل سائل من أولئك الذين يؤلهون الجلادين ويؤمنون بـ'بالروح بالدم نفديك يا...' ويقولون: وماذا عن الوضع الأمني وعدد القتلى والجرحى؟! أقول، وبكل فخر، رغم كل ما كان من قتل ودمار، فإن العراق الآن أفضل بكثير مما كان عليه أيام الزمن البائد...فهو الآن بألف خير، لأن ما يحدث على الساحة اليوم هو تسديد لفواتير وحسابات يقوم بها الشعب العراقي لأجندات خارجية تعمل من أجل تحويله مسرحا لها ولمشكلاتها وخلافاتها وتناحراتها، وكذلك بسبب جلوس بعض الدول الشقيقة على مقاعد الجمهور والتفرج عن بعد، وربما لا يشعر بذلك إلا المواطن العراقي.
https://telegram.me/buratha