الدكتور جمال العلي
شاءت مشيئة الباري تعالى ان يمن علينا وعلى اخواننا في لجنة الكشف عن خفايا نوايا الاحتلال واتفاقه الامني بالصحة والشفاء وان نعود جميعا الى ساحة السلطة الرابعة لخدمة ابناء شعبنا العراقي الأبي والواعي المجاهد رغم كل ما عانينا من مصائب جراء العملية الارهابية التي استهدفت بعض اخواننا الذين نجوا منها بأعجوبة تلك العملية التي كان ينوي من ورائها الارهاب التكفيري والبعثي وبدعم الاحتلال الاميركي اسكاتنا عن تعرية الحقائق التي اقسمنا على الكشف عنها مهما كلفنا ذلك ثمنا حتى ارواحنا وفي مقدمتها التواطوء البعثي – التكفيري – الاحتلالي عبر اتفاقهم بعودة "البعث" المجرم والدموي الظالم الى العراق بعد ما عانينا منه شر معاناة طيلة العقود الماضية بدعم البلدان العربية الخيانية التي لاتزال تعكر اجواء العراق وصفوته وتمزق اوصال العراقيين بايفادها الارهابيين ودعمها للبعثيين المجرمين ومدهم بالمال والسلاح لتنفيذ مآربهم الاجرامية كل يوم .
فقد عدنا ثانية كي نواصل مسيرتنا في خدمة العراق والعراقيين دون اكتراث او مبالاة بأحد ودون الاعتناء بأي تهديد ونقولها لكل التكفيريين والارهابيين بعثيين كانوا أو اعراباً مدسوسين ومتسولين نحو بلاد الرافدين من حدود دول الجوار العربي دو استثناء وبصوت عال اننا ماضون في الكشف عن مخططاتكم الرامية الى ابقاء الاحتلال ولفترات اطول في العراق بغية نهب ثرواته وابقاء شعبه يعيش متسولا للقمة العيش من هذا وذاك رغم مايملكه من ثروات طبيعة هائلة من بها الباري تعالى عليه دون شعوب المنطقة الاخرى لمكانته ومنزلته التي أكتسبها بحبه وولائه لأهل البيت عليهم السلام ، وقد انبرى مخططكم هذه المرة عبر التطبيل والعويل حول المصالحة الوطنية التي تبغون من ورائها عودة "حزب البعث" الدموي المجرم الذي أختطف حوالي ثمانية ملايين من أفضل شباب العراق ورجاله وعلمائه ومفكريه ونسائه وفتياته وغيبهم في المقابر الجماعية الى جانب من قتل خلال الحروب التي ورطنا بها نظام الطاغية المقبور مع ايران والكويت وغيرها طيلة فترة حكمه المأساوية .
وما كنا نتماثل للشفاء واذا بنا نسمع اصواتا تتعالى بضرورة عودة هؤلاء المجرمين والخونة لمشاركة الشرفاء والنبلاء الحكم في العراق عبر منفذ الانتخابات التشريعية القادمة بعد ان فشلوا في تمرير الأمر من خلال انتخابات المجالس البلدية التي عاشها العراق قبل أشهر قليلة عبر تجربة ناجحة اخرى في مسيرة الديمقراطية والحرية الجديدة التي يجربها ابناء شعبنا الأبي رافضا بذلك الاحتلال وكل من يتعاون معه أو يسير في طريقه .
والعجيب في هذه الدعوات أنه ترافقت مع بعض التصريحات المؤيدة لها لبعض الشخصيات المحبوبة على الساحة السياسية العراقية وتحت يافطة "المصالحة الوطنية" حيث واجهت ردود فعل شديدة من قبل الشارع العراقي ما أجبر هؤلاء على التراجع عن تصريحاتهم هذه واستبدالها بذرائع واهية وهي انه لابد من الفصل بين البعثي الملطخة يده بدماء الشعب والابرياء وبين من لم تتلطخ يده بعد ، وهنا لابد من التأكيد بانه لافرق بين الأثنين فهناك من ارتكب الاجرام بعينه ضد ابناء شعبنا وهناك من دعمه وأيده وسانده في فعلته هذه عبر تقديم التقارير والوشاية بالاخرين وتهيئة الأرضية اللازمة لتنفيذ الاجرام بحق الآبرياء وهناك من تستر على هذه الافعال الشنيعة وامتنع عن مساعدة الحكومة العراقية المنتخبة ولجانها المختصة في اجتثاث جذور البعث والكشف عن جرائم طغمته حتى بعد اعدام الطاغية "صدام" الأمر الذي يؤكد بأنه ليس هناك بعثي مجرم وآخر جيد فالبعث كله اجرام وظلم وطغيان وعدوان وارهاب ولايجوز التفريق بينهما ابدا .
ثم اذا كان هناك بعث جيد فما معنى النشاط الاجرامي الدموي الوحشي الذي تواصله هذه الزمر البعثية كل يوم هنا وهناك ضد الابرياء من ابناء العراق وتسفك دماءهم دون مبرر ودون مبالاة عبر العمليات الارهابية التي اخذت تتزايد منذ يوم 7 نيسان يوم تأسيس هذا الحزب المشؤوم ، حيث احتفل قادة هذه الزمرة الاجرامية المتواجدين في سوريا والاردن ومصر بذلك على اشلاء اجساد الطفل والشيخ والمرأة والشاب العراقي الذي سقط مقطع الأوصال في الكاظمية وغيرها من المناطق الاخرى .
ياله من فكر متخلف وغير ناضج ذلك الذي يدعي بأن هناك بعثياً جيداً ويجب منحه فرصة العيش مع سائر ابناء العراق الأمر الذي دفع بابناء الشعب العودة لمعايشة هواجس الخوف من تسلل هذه الزمرة الخيانية والدموية الى السلطة وعودة حكمه بقبضة من حديد على رقابه ناهيك عن ان اصرار عقلاء القوم على اشراك البعث في أمور البلاد سيؤدي ولاريب لاندلاع حرب أهلية وهو ما يخطط له المحتل الفاشل ودول الخيانة العربية (السعودية ومصر والاردن) وسائر دول الجوار العربية الاخرى في المنطقة خاصة الجارة منها والتي يعود بالنفع عليها زعزعة الداخل العراقي بعد ما شاهدوه من استقرار وأمن عاشه العراق لفترة زمنية ارادوا لها أن لاتستمر.
ولكن هنا لابد من القول حقا بأن هناك فرقاً شاسعاً بين من انتمى لحزب البعث الدموي المجرم طواعية وقدم له خدمات في مختلف الصنوف وبين من أجبر على الانتماء لهذه اشرذمة الارهابية رغما عن أنفه ولم يقدم له أدنى خدمة أو دعم ، فالشق الثاني هو من يمكننا أن نتعايش معه في عراقنا الجديد أما الأول فهو مرفوض كل الرفض ولاتجوز المساومة معه أو السماح له في تولي أية مهمة مهما كانت صغيرة في عراقنا الحر والديمقراطي الجديد لآنهم جراثيم سرطانية ولابد من اقتلاع جذورهم كي لايتفشى هذا المرض الخبيث والخطير في الجسد العراقي لأن العقل السليم في الجسد السليم .
الدكتور جمال العلي
https://telegram.me/buratha