احمد عبد الرحمن
ليس امرا اعتباطيا وغير ذي دلالات ان تتزامن الذكرى السنوية لاستشاد المفكر الاسلامي الكبير اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر مع الذكرى السنوية لسقوط الصنم في العراق. وليس امرا اعتباطا وغير ذي دلالات ان يحيي ملايين العراقيين المناسبتين بطريقتين مختلفتين تمام الاختلاف عن بعضهما البعض. فمسيرة الجهاد والتضحية والبذل والعطاء التي عبر عنها اصدق تعبير وقادها بشجاعة واقدام واصرار، الشهيد السعيد محمد باقر الصدر(قدس سره) اثمرت حقائق ومعطيات كبيرة وكثيرة، وكانت بمثابة المحرك لحركة ومسيرة مواجهة الظلم والاستبداد والديكتاتورية وترسيخ قيم الاسلام المحمدي الاصيل، واعادة احياء النهضة الاسلامية التي كادت ان تتوقف وتتعطل بفعل اجواء الحصار والتضييق والتهميش والتنكيل من قبل سلطة القمع والاستبداد والتسلط والديكتاتورية.
ومسيرة الهدم والتخريب واستباحة والحرمات وانتهاك المقدسات والاستهانة بكل القيم والمباديء الانسانية والدينية والاخلاقية التي عبر عنها نظام البعث الصدامي بأبشع الصور انتهت وتلاشت بطريقة ربما لم يتوقعها الكثيرون بعدما دب اليأس والقنوط في نفوس عدد غير قليل من الناس. ان نهاية هذه المسيرة بالطريقة التي انتهت بها كان في واقع الامر واحدا من ثمار ونتائج مسيرة الجهادوالتضحية والعطاء. وكانت مصداقا حيا لقوله تعالى (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)...وانها مصداقا حيا لقوله تعالى(..وماكان لله ينمو..).. ان نهاية نظام صدام في التاسع من نيسان، ومن ثم نهاية صدام نفسه فيما بعد بتلك الطريقة المذلة والمهينة تشير بكل وضوح الى حقيقة السنن والقوانين الالهية، التي لابد على ضوئها ان ينتصر الحق على الباطل، وان يسود العدل وينخذل ويتلاشى الظلم.
والرسالة التي اطلفها العراقيون وهم يحتفلون ويحتفون بالشهيد الصدر (قدس سره) في نفس الوقت الذي يحتفلون بيوم سقوط الصنم وزوال كابوس البعث الصدامي، لاتحتاج الى كثير من الشرح والتحليل والتفسير، لانها توضح نفسها بنفسها، وتتحدث عن نفسها بنفسها. ان دلالات ومعاني سقوط الصنم والنتيجة التي ال اليها النظام الصدامي البائد ورموزه، وماخلفه من ماسي وكوارث، وكذلك دلالات ومعاني الحضور الدائم للشهيد الصدر ينبغي ان تبقى ماثلة امامنا، وان تبقى موضع اهتمام ودراسة وتأمل طوال الوقت.
https://telegram.me/buratha