المقالات

اسباب تصاعد العمليات الارهابيه في بغداد

1241 19:11:00 2009-04-11

عبد السلام صالح

لاشك ان العناصر الارهابيه تحاول جاهده ان تزعزع الامن في العراق عمومآ وفي العاصمه بغداد خصوصآ لغرض اثبات وجودها واعادة خلط الاوراق بغية السعي لاشعال نزاعا ت طائفيه كالتي شهدها العراق سابقآ. والسبب الرئيسي في تصاعد حدة العنف هو اخفاق الاجهزه الامنيه عمومآ في التوغل ضمن المجاميع الارهابيه وفلول البعث المقبور. لان عملية التوغل تحتاج الى عناصر كفؤءه ذات امكانيات استخباريه عاليه وتتمتع بتدريب استخباري راقي.ولاشك ان الكثير من عناصر وضباط الاجهزه الامنيه الحاليه يحتاجون الى التدريب وادامة الكفاءه الاستخباريه وتطويرها من خلال التدريب و الدراسه والتدقيق .

ان عناصر المجموعات الارهابيه تمتلك من المقومات اللوجستيه التي تمكنها من التحرك رغم كل الاجراءات الامنيه المتبعه في العاصمه بغداد. ان الامن لايتحقق بمجرد نشر السيطرات والحواجز العشوائيه التي تعرقل حركة السير وبالتالي تتحول هذه السيطرات الى عمل روتيني ممل يترك اثاره السلبيه على كفاءة القائمين بهذا العمل مما يسهل حركة المجاميع الارهابيه التي تبرع باستخدام الهواتف النقاله واجهزة الكومبيوترللتنسيق فيما بينها لتنفيذ عملياتها القذره ضد ابناء الشعب العراقي.ان تصاعد الاعمال ارهابيه من سيارات مفخخه وعبوات لاصقه ومصائد مغفلين كل هذه تؤدي الى زعزعة الامن في العاصمه بغداد وتراجع حالة الاستقرار النسبي التي شهدتها العاصمه مؤخرآ وتتحمل الاجهزه الامنيه مسؤولية ذلك لانها لم تستطع فرض الامن بشكل صحيح ووفق المقاسات الامنيه المطلوبه. ان الموارد التي تتمتع بها الاجهزه الامنيه العراقيه كبيره الان من اشخاص ومعدات ودعم مالي لامحدود لايتناسب مع ماتقدمه هذه الاجهزه من عمل امني رصين على الارض.

وهناك جوانب مهمه يجب ان تدرس بعنايه ويتخذ بصددها قرارات صائبه لغرض فرض الامن في العراق عمومآ وفي بغداد خصوصآ ومن هذه الجوانب هو انتشار الاسلحه المختلفه بيد الكثير من الاحزاب والميليشيات وحتى الناس العاديين ناهيك عن انتشاره بيد عناصر الصحوه وهذه الصحوات( الموقوته) توغل اليها الكثير من عناصر القاعده والبعث و تحاول تنفيذ جرائمها الارهابيه تحت مظلة الصحوه!فلابد للسيد رئيس الوزراء والسيد مستشار الامن القومي اتخاذ قرارات فعاله تساهم بضم الجيدين من عناصر الصحوه وبعد (تحقيق هوياتهم) بصورة مكثفه ومن اكثر من مصدر الى الاجهزه الامنيه. وتسريح الاخرين او تعينهم في وظائف حكوميه اخرى لغرض توفير الملاذ المعيشي لهم بعد تجريدهم من كل الاسلحه والمستمسكات الخاصه بعناصر وتشكيلات الصحوه.

كذلك يقع على عاتق السيد وزير الداخليه ومدراء الاجهزه الامنيه اعادة النظر بعناصرهم من ضباط ومراتب من خلال تحقيق هوياتهم بصورة مكثفه ومن اكثر من مصدر ورصد العناصر المشكوك بها لغرض منع المجاميع الارهابيه من الحصول على المعلومات من هذه العناصر.النقطه المهمه التي يجب التركيز عليها هو ايجاد ارضيه استخباريه لمحدودية تداول المعلومات المهمه وتطبيق المبدأ الاستخباري(المعلومات لمن يحتاجها) لغرض امكانية السيطره على عملية تسرب المعلومات للجماعات الارهابيه ومعرفة العناصر الامنيه المحدوده التي اطلعت على هكذا معلومات مهمه بغية تحديد المسؤوليه في حالة تسرب هذه المعلومات.

ان انعدام الموارد المعلوماتيه للاجهزه الامنيه العراقيه بصوره عامه يرجع الى ان هذه الاجهزه لم تؤسس لها شبكة وكلاء مهمين وفق الاعتبارات الاستخباريه الصحيحه و يتمتعون بمصداقيه ويختارون وفق مواصفات معينه اهمها الولاء للعراق والسلوكيه الحسنه وهذه الشريحه من الوكلاء تتوزع وفق عموم العاصمه بغداد والتركيز على المناطق الساخنه وبؤر الارهاب.

كذلك لابد لكل الاجهزه الامنيه العراقيه ان تؤسس خلية استخبارات ضمن مديرياتها ويشرف عليها مختصون اكفاء في مجال جمع و تبويب وتصنيف المعلومات وادامة هذه الخليه بخرائط موقف لعموم العراق وتحدث بصوره يوميه لكي يكون المدير او الوزير على بينه بكل مايحدث يوميآ .الملاحظه المهمه والتي يجب ان يركز عليها السيد رئيس الوزراء هو ربط الدوائر الامنيه بمرجعيه امنيه واحده وحتى مديرية جهاز المخابرات الوطني ترتبط بالسيد مستشار الامن القومي لكي تقوم هذه المستشاريه بعمل فلتره لكل المعلومات الوارده اليها ومن ثم الايعاز للاجهزه الامنيه بتنفيذ اوامر معينه واجراءات احترازيه ممكنه ولابد ان تكون هناك عناصر تتمتع بكفاءه امنيه واسعه تساهم بتميز المعلومات الصحيحه من المعلومات المضلله التي تساهم بعض الجهات الارهابيه باشاعتها بغية اشغال الاجهزه الامنيه بمعلومات مضلله او كيديه.

ان دولة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وبمعاونة ذوي الاختصاص الامني بذلوا جهودآ لايستهان بها في سبيل ترسيخ الامن في العراق عمومآ والعاصمه بغداد خصوصآ لماتمثله من رمز لسيادة الدوله والحكومه ولكن لازال الارهاب وفلول القاعده والبعث المقبور يحاولون تنفيذ مخططاتهم لاشاعة حالة الفوضى في العراق وان الاستقرار الامني للعراق هو الدعامه الاساسيه لازدهار الاقتصاد بكل جوانبه والازدهار الاقتصادي يؤدي الى رفاهية المجتمع الذي عانى من الاضطهاد والحرمان طويلآ .والمنصف للتاريخ يقدر جهود دولة رئيس الوزراء من اجل النهوض بالعراق بلدآ وشعبآ ولكن تبقى على عاتق السيد رئيس الوزراء تنفيذ اصلاحات امنيه جذريه تاخذ بنظر الاعتبار كل المقترحات التي تؤدي الى تفعيل عمل الاجهزه الامنيه وفق السياقات الصحيحه.

عبد السلام صالحخبير بالشوؤن الامنيه العراقيه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جاوي فاضل
2009-04-12
البعث البعث البعث ثم البعث القذر جدا جدا وراء كل الجرائم التي قتلت وما زالت تقتل العراقيين . فاذا كان الله تعالى امر بقتل المشركين الانجاس في جزيرة العرب وقال اقتلوهم انى وجدتموهم والفتنة اشد من القتل فهذا ينطبق بشكل اقوى على الوحوش البعثيين لانهم مرضى نفسيين ولا دواء لهم الا القتل والا استمر قتل العراقيين المساكين.
السيد احمد كاظم الموسوي
2009-04-12
اطلعت على مقالة الاستاذ عبد السلام وهي مقاله جديره بالنظر اليها كجدول عمل واتمنى على السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الداخليه والسيد مدير الامن القومي والسيد شيروان الوائلي الاهتمام بهكذا كفاءه امنيه وضمها اليكم مع خالص تقديري لكاتب المقال
علاء العامري
2009-04-12
السلام عليكم سلمت يداك على ه>ا المقال ولكن اليس الصحوات هم البعث المقيت والقاعدة النتنة الرائحة
عبد كاظم علي
2009-04-12
السلام عليكم ورحمة الله الأستاذ عبد السلام المحترم نقدر لكم هذا الحس الأنساني الوطني وبدوري أضيف إلى مقالكم الرائع بأن تكون الأجهزة الأمنية خالية تماما من أي أرتباط حزبي ومعنى ذلك أن تكون مثقفة، مدربة ، عراقية وطنية 100 % همها الوحيد حماية العراق وأرواح العراقيين وكل ضيوف العراق لأن الحزبية والطائفية و العرقية سوف تقيد عملها وتجعله محدود وعديم الفائدة . ولكم مني كل التقدير والمحبة اللهم أحفظ العراق و العراقيين
حسن كاظم منشد
2009-04-12
مقاله تضمنت افكار ومضامين رائعه حبذا لو يطلع عليها المسؤولين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك