بقلم : سامي جواد كاظم
ايام نيسان تذكرنا بافجع كارثة حلت بالوسط الاسلامي بغض النظر عن مذاهبهم حيث ان شخصية السيد محمد باقر الصدر الفكرية فرضت نفسها على الاعداء قبل الاصدقاء ، ويذكر هنا سماحة السيد انه شاهد كتابه اقتصادنا في المكتبات الوهابية اثناء ادائه مناسك الحج .امتزج فكر السيد الصدر بين الدين والسياسة بل والغالب هو تطويع السياسة وخضوعها للفكر الاسلامي العملاق ومن افكاره هذه اخذت بعض الجماعات تعتمدها في ادبياتها لتاسيس احزاب .منذ ان سطع نجم السيد الصدر قدم افكار للنهوض بالمجتمع الاسلامي في كافة مرافقه بادئأ بالمرجعية ومنتهيا بالمجتمع ولاننا لا نستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الافكار الرائعة لهذا ساعرج على كلمتين فقط قالها الا وهي المجتمع المجتهد او المجتمع الفقيه . هذا المجتمع الذي اراد له ان يكون السيد الصدر حتى يستطيع هو بعينه يرد على الافكار المنحرفة التسي تتغلغل اليه من القوى الخبيثة كما وانه بستطيع انيرد على السيل الجارف في حينها الا وهو الحزب الشيوعي اضافة الى ذلك التسلح بافكار اسلامية اذا ما ظهرت مستقبرلا افكار الحادية بمكن للمجتمع نبذها قبل ان يتحرك الفقيه هذا من جانب ومن جانب اخر اذا ما افتى او طلب المرجع امر معين فيه حساسية وخطورة كبيرة فان المجتمع المجتهد لا يحتاج الى وقت كي يفكر بابعاد ما طلبت منه المرجعية وعليه تكون الخطى سريعة وقاصمة لكل حالة سلبية يراها المرجع ، فاقوة اداة بيد المرجعية هو المجتمع المحتهد واقوى اداة بيد المجتمع هو المجتهد المفكر الثوري ، .
وقد جهد السيد الشهيد في تأكيد الصلة بين طلبة العلوم الدينية في الحوزة وبين المرجعية الرشيدة بوصفها الموجه الحقيقي الأول. فقد كانت الحوزة العلمية تشكو حالة تحلل من ناحية، والارتباط بقيادات أخرى غير المرجعية الدينية، من ناحية أخرى، وكلا هذين الأمرين! التحلل والارتباط بقيادة أخرى، كانا يمثلان في تصور السيد الشهيد خطر على مستقبل الحوزة العلمية. من هنا فقد جهد في معالجة كلا هذين الأمرين. أما فيما يخص الأمر الثاني فقد أصدر ــ قدس الله نفسه الشريفة ــ فتوى قاطعة بتحريم ارتباط طلبة العلوم الدينية بأية قيادة أخرى غير قيادة المرجعية الدينية، وتحريم انتمائهم إلى كتلة وكيان تنظيمي غير الكيان الحوزوي الذي يرتبط بالمرجعية الدينية وبباقي الفقهاء والعلماء، وباعتقادنا أن السيد الشهيد بهذا الموقف العظيم قد رسم خطاً سليماً لسير الحوزة نحو الرشد، وانقاذها من مهوى سحيق كانت تنزلق فيه.
نستخلص من هذا لابد على القيادات الدينية وكل من له علاقة بالنهوض الفكري الاسلامي ان يلتفت الى توعية وتنمية المجتمع من خلال تحصينه بابعاد فكرية تسمح له باتخاذ القرار الصائب مع محاولة تسلل الافكار السلبية الى وسطه ، فكثير من الافكار السلبية تحتاج الى وأد من قبل فرد في المجتمع قبل ان تستفحل ويتدخل المرجع .اليوم بدأت القوى الظلامية باتخاذ خطوات واجراءات جديدة في محاولة منها لقيادة العالم والتفرد به فبعد ان بدأت تتساقط الاقنعة عن العملاء الذين قسوا على شعوبهم ترضية للموساد الصهيوني ومع التغيير الذي كان يعمل عليه بوش واعلنه اوباما في دعايته الانتخابية فبدأت هذه القوى تعمل على تغيير اللعبة بلعبة اخرى ذات غطاء ديمقراطي حتى اذا دان المجتمع حاكمه يكون قد دان نفسه لانه هو الذي انتخب هذا الحاكم وتعمل هذه الاجندة على اسقاط الشخصيات والقادة الذين يجد فيهم شعوبهم انهم الاجدر في قيادتهم .
هذا ما حدث للعراق بعد السقوط ، فقد نجحت السياسة الامريكية في جعل الشارع العراقي يرفض من لا ترغب فيه امريكا بعد ما استخدمت اقسى الوسائل الارهابية بحق الشعب العراقي ولم تراعي طفل او عجوز او امراة ، ومع جراح البعث التي اثخنت جسد الشعب العراقي بات ما يستحمل ما يحدث له الان .كل وزير يعمل باخلاص لوطنه وشعبه نجد الاعمال الارهابية مع الهجمة الاعلامية عليه متكررة والوزير الارهابي نجده يحتمي بالقوات الامريكية وهيهات للمحاكم العراقية ان تصله او تحاكمه ، فكم من وزير ارهابي وسارق يتنعم بالحصانة الامريكية ؟!!
ففي الوقت الذي طالب السيد الشهيد بمجتمع مجتهد تطالب القوة الظلامية بمجتمع عميل ولهذا نجد ان الشعب العراقي اذا ما تعرض الى اي هزة ارهابية او سياسية كال باللوم على الحكومة ناسيا الدور الامريكي في ذلك الا القلة القليلة من الطبقة الواعية تعلم ان هنالك اصابع امريكية وراء ذلك .
دققوا كثيرا في التصريحات التي يصرح بها قادة القوات الامريكية، على سبيل المثال عندما يصرح المسؤول عن القوات الامريكية في العراق ان الامن هش وهذا يعني لعلمه اما بضعف اداء القوات الامنية العراقية او لعلاقته بالقوى الارهابية العاملة بامرهم وان الامن الذي حصل هو لطلب الادارة الامريكية ذلك ريثما تنتهي المفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي بخصوص المتعلقات بالامتيازات الامريكية .
فلو قلنا قصد من التصريح ضعف الاداء العراقي فهذا مردود عليهم لانهم اكثر من مرة اعلنوا انهم يعملون على اعداد قوات قادرة على ردع الارهاب فاذا كانت ست سنوات غير كافية لاعداد هذه القوات فالعيب فيهم ، ومن جانب اخر اكثر من مرة اشادت القوات الامريكية في العراق بالكفاءة والدقة لكثير من العمليات النوعية للقوات العراقية في الانقضاض على الارهاب ، وكم من مرة طلبوا من القوات العراقية تسليم بعض الارهابيين لهم لعلاقات خاصة بين القوات الامريكية وهؤلاء الارهابيين .اذن الاحتمال الثاني هو الاصح .
نعود للعنوان فالسيد الشهيد سبق الزمن ومشاكل الزمن بحل جذري وقوي يردع فيه اي فكر سلبي يحاول التغلغل الى المجتمع الاسلامي اينما كان عندما طالب بخلق مجتمع مجتهد واليوم نعاني من افكار سلبية تعشعش في افكارنا وبمسميات براقة تخدع المواطن البريء فكيف يمكن لنا ان نفكر بالقادم مستقبلا من افكار سلبية اذا كنا عاجزين عن حل المشاكل التي تعترضنا اليوم .هل ننتظر رحم الزمن ليلد لنا محمد باقر الصدر اخر ،فهذا العجز والوهن بعينه ويعيش بيننا كثير من القادة والمفكرين عجزنا وعجزوا عن ترتيب اوراق التواصل بيننا فالطرفان مسؤلان عن واقع حالنا اليوم .
https://telegram.me/buratha