ميثم المبرقع
البعث الصدامي أثبت في تجربة السلطة وخارجها بانه حزب تأمري اجرامي لا يفقه منطق الحوار والاقناع والسياسة الا وفق رؤيته الاستئصالية المبنية على ابادة خصومه ومناوئيه دون اللجوء الى اساليب المواجهة التقليدية (التدريجية) التي تتبعها الحكومات المستبدة مع معارضيها عادة. كان في مرحلة السلطة يتعاطى مع الاشياء بمنطق همجي وحشي سواء مع ابناء شعبه او جيرانه فلم يواجه معارضيه والذين يتمردون على آوامره فحسب بل يواجه وبقوة جميع من لا يخضع ويستجيب لقناعاته وأهوائه ومزاجه.
ومرحلة السلطة التي ادارها البعث الصدامي لا تحتاج الى المزيد من البراهين والشواهد لوضوحها للجميع وحروبه ضد الجيران وقمعه لشعبه واعدامه لمراجع العراق ومفكريه تكفي لكي تكشف عن طبائع هذا الحزب الوحشية. والمؤسف والمفارقة انه كان يفترض بعد سقوط النظام الصدامي وانكشاف جرائمه بان تبادر قياداته وازلامه الى تبرير هذه الجرائم والكوارث والاعتذار من الوقوف مع الطاغية والتفكير عن هذه الاخطاء والتفكير بتحميل اخطاء الحزب القاتلة على شخص صدام المقبور والتخلص من عقدة التأنيب والجريمة.
بينما المكابرة والشعور بالغطرسة والغرور كان من سمات هذا الحزب فوجدنا ازلامه في قفص المحكمة رغم ما توفر لهم من مساحة للحرية والاعتذار وتبرير الخطايا والاخطاء يصرون على اخطائهم وجرائمهم دون ادنى حياء. واما خارج السلطة وخارج قفص الاتهام فهم اصبحوا ادلاء لعصابات التكفير والقاعدة الاجرامية فقدموا انواع الدعم اللوجستي والايواء والخبرة لعصابات التفخيخ والقتل والابادة.
فمن حماقة هذا الحزب وبشاعته انهم يتوهم بان التفجيرات وارباك الوضع الامني في العراق فرصة لتحقيق اهدافهم وابتزاز الدولة لقبولهم واعادتهم الى مواقعهم الحساسة كعربون لايقاف العنف والفوضى والتفجير في العراق. الوثوق بهؤلاء المتآمرين المجرمين افراط في الغباء وبساطة في التفكير لانهم كلما تقربوا الى مواقع السلطة الحساسة كلما زادت طموحاتهم واحلامهم بالوصول الى السلطة واعادته من جديد ولو بدعم خارجي او بانقلاب عسكري لانهم مسحورون بعقلية الانقلابات والمؤامرات.
https://telegram.me/buratha