بقلم:فائز التميمي
مقالتك في صوت العراق عن مرجعية السيستاني(دام ظله) في عدم تدخل المرجعية ووقوفها على مسافة واحدة بين الجاني والمظلوم وعدم تحدثه للناس علانية ولا ما قلته عن علي (ع) ،كله لم تكن فيه موفقاً ولا سديداً للأسف وللأسباب التالية:
(1) ليس للأئمة (ع) موقف واحد بل مواقف تلائم كل منها الوضع بل إن الأمام علي (ع) له مواقف مختلفة حسب تشخيصه للمصلحة. فهو كان يرى أحقيته بالإمامة المنصوص عليها ومع ذلك سكت لمصلحة الإسلام.
(2) ليس دائماً عدم توجيه كلام مباشر من المرجع الى الناس هو لأنهم لا يستحقون بل لأن الساحة حسب إعتقادي لا تتحمل فيصبح كلامه محل قيل وقال وتأويل ألا ما ترى في الساحة من القيل والقال بين الفرقاء ما فيه الكفاية.والإشاعات تملأ الساحة حتى أصبح المثل "ماكو دخان من غير نار" مغلوطاً في العراق فالفبركة من أشياء لا أصل لها ولا واقع .
(3) لم يطرح السيد السيستاني (دام ظله) نفسه ولياً للفقيه ومع ذلك فإن بعض الأبواق الطائفية تصرخ وتعربد من أن السيد يتدخل في السياسة ثم إن في العراق سنة وشيعة وأكراداً وعرباً والمحتل الـذي زاد من تعقيد الأمر فدخوله سيكون ليس لصالح المرحلة الحالية في العراق والتي هي على طبق ساخن دائماً.
(4) إن قضية مرجع أعلى أو غيرها هي مما يفرضه الواقع فمن الواقع يرشح هـذا المسمى وليس هو ما يصف به نفسه.
(5) لم أر ممن ذهب إليه وكلـّمَهُ إلا إعترف بحكمته وحسن تصرفه ودقته في تشخيص الموقف. فلقد وقف وقفة قوية من أجل أن يُكتب الدستور البرلمان وأن يصوت عليه الشعب فهـذه مسئلة ما كان يريدها المحتل بل كان يريد تلفيق دستور بليلة وضحاها.
(6) إن الظهور العلني للسيد حسب إعتقادي قد يفسر لصالح المحتل على أساس أنه راض بالمحتل والإحتجاب مادام المحتل موجود هو عين الحكمة! ألم تر ماذا فعل المحتل بكل الساسيين العراقيين لقد أساء إليهم ولم يحترمهم وأوقعهم في حيرة .
(7) إن المرجع إذ ما أصدر فتوى ويعرف مسبقاً أن الشعب غير مستعد لقبولها فسيقلل ذلك من مصداقية تلك الفتاوي ولا يختلف إثنان في صعوبة ومزاجية الشارع العراقي!! الـذي يمسي فيدرالياً ويصبح مركزياً .
(8) لو نفرض أنه قال عليكم إنصاف المظلومين وأيجاد بيوت لهم وخدمات فهل الحكومة قادرة على تنفيـذ ذلك!! أو مؤسسات المجتمع المدني مع روتين قاتل وقوانين يضرب بعضها البعض وفساد إداري يستغيث منه الفساد نفسهُ.
https://telegram.me/buratha