المقالات

المالكي والزيارة غير الضرورية

1589 17:15:00 2009-04-08

صباح حسين

يحاول المالكي هذه الايام زيارة السعودية بعد ان اكدت الانباء وصول نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي الى السعودية من اجل الترتيب لهذا الامر .ولا اظن ان المالكي بحاجة الى مثل هذه الزيارة التي ستسيء الى العراقيين ولن تسهم في تغيير او تبديل قناعات السعوديين تجاه النظام الجديد في العراق وهو ماعبر عنه احد كبار المسؤولين السعوديين بان الحكومة السعودية ليست مقتنعة بجدية الحكوم العراقية تجاه عملية المصالحة الوطنية في العراق .والواقع ان السعوديين كانوا وما زالوا احد اكبر المعارضين لعملية تغيير النظام في العراق وهم نقلوا اعتراضاتهم الى الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش عندما قرر غزو العراق واسقاط النظام خشية ان يؤدي هذا السقوط الى وصول الشيعة الى الحكم في العراق ولاول مرة منذ قرون .

وكانت ايضا تحاول جاهدة اقناع الرئيس بوش بتدبير انقلاب عسكري من الداخل على اسقاطه بغزو امريكي من الخارج مما يكشف ان السعودية لم تكن راضية على سقوط النظام ,بل كانت تفضل بقائه ووجوده واستمرار هيمنته على الشعب العراقي مع ابقائه ضعيفا من الناحية العسكرية لكي لا يتسنى له تهديد السعودية من جديد كما حصل في اب عام 1990والابقاء على قوات اجنبية في داخل السعودية من اجل ردعه ومنعه من محاولة غزوها وتهديدها من جديد .السعوديون كانوا وما زالوا مصرين على مواقفعهم انطلاقا من نظرة متعصبة وضيقة تعود الى خشيتها من نهضة الشيعة في العراق ووصولهم الى مواقع صنع القرار في النظام الجديد والذي تعتبره اخلالا بالتوازن في المنطقة ,حيث اعتادت السعودية ودوال المنطقة على ان يكون النظام في العراق سنيا وليس شيعيا .الاعتراضات السعودية على زيارة المالكي ليس لها ما يبررها وهي اعتراضات واهية وغير صحيحة وتاتي من باب التهرب من مواجهتها بالرغم من ان النظام السياسي الجديد في العراق هو اكثر اطمئنانا لها من النظام السابق والذي حاول مرة غزوها ,اذ يوجد في العراق اليوم نظام تعددي ديمقراطي لا يشكل خطرا على احد يتقاسم فيه الشركاء السلطة بالعكس من النظام السعودي الحالي الذي يعد نظاما طائفيا ذو لون واحد يتجاهل ويعمل على قمع باقي الاقليات والقوميات ويمارس اضطهادا دينيا وسياسيا واضحا وغير مسموح لاي احد من المواطنين بحرية الراي والتعبير فهو عبارة عن نظام قبلي شمولي يستمد شرعيته من مؤسسة دينية تعد الاكثر تطرفا وتعصبا في العالم .

والسعودية كما هو معروف مسؤولة عن ظهور المنظمات التكفيرية المتطرفة في العالم كتنظيم القاعدة الذي تشكل في بداياته بتمويل ودعم استخباراتي سعودي واضح وحركة طالبان التي اوجدتها السعودية والعديد من المنظمات التكفيرية الاخرى .كما ان السعودية تملك اليوم عددا كبيرا من المشايخ الذين يطلقون الفتاوي بتكفير الاخرين واباحة دمائهم من دون اي اعتراض من احد سواء من قبل الاجهزة الحكومية الرسمية او من قبل الملك نفسه او امراء العائلة المالكة .

المالكي ليس بحاجة الى مثل هذه الزيارة التي لن تغير في الموقف السعودي ,بل ستظل السعودية مصرة على مواقفها حتى عودة البعث الى السلطة في العراق وهي في الواقع اخر من يتحدث عن المصالحة الوطنية في ظل سياسة التهميش والاقصاء التي تمارسها بحق الاقليات والمكونات فيها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-04-09
دولة رئيس الوزراء المحترم السلام عليكم لا اريد ان اكون عليماً او فيلسوفاً امامكم ولكن ذكر ان نفعت الذكرى . لو ركعنا وسجدنا لـ ال مسعور والله ماعتقونا . ولكن لو نتعامل معهم بالمثل فستراهم كالكلاب يلهثون . والسلام على من اتبع الهدى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك