النجف الاشرف _ محسن أمين
كشفت أمس حقيقة الأوضاع الأمنية الهشة التي كثير ما تناولتها الصحف الغربية في تقاريرها ومواضيعها التي تخص الوضع الامني في العراق وتوقيت الانسحاب الامريكي من اراضيه حسب الجول المقرر لذلك والذي اعلن عنه الرئيس اوباما في خطابه قبل ما يقارب شهرين من ألان.وعلى النقيض من ذلك فان قياداتنا الأمنية وأجهزتها المتعددة الأصناف وكأنهم في سبات عميق بل ان الغرور الذي اصابهم بعد السكينة والهدوء الذي شهدته بغداد اواخر العام الماضي ، أوقعهم في حسابات خاطئة وقراءة غير سليمة للواقع الامني ، ويكفي ان الالاف المؤلفة من عناصر الجيش والشرطة لم تستطع القبض على المجرم محمد الدايني الذي تخطاهم جميعا وقطع مئات الكيلو مترات حتى وصل الى دولة مجاورة بحسب التقارير الاخيرة رغم صدور اوامر القبض عليه لجرائم قتل وتهجير وسلب ، فاليت شعري انى لهذه القوات ان تكشف الخلايا النائمة من القاعدة وغيرها من المجاميع المتربطة.
عوامل عده ساعدت على الاختراق الامني الرهيب ، وهي لم تكن غائبة عن بال الحكومة في مجملها ، الا إن غرور الانتعاش بالنصر المؤقت والتي ساهم بها تقارير واعلام عمليات فرض القانون ، جعل من الحكومة ان تهمل لفترة ليست بالقصيرة الخلايا النائمة للقاعدة والمتعاونين معها من البعثيين والصداميين، فلا يعقل ان يعم السلام بغداد بعد المذابح الدموية وبين ليلة وضحاها، نعم لم يغب عن بالنا ما يجري من توافقات خلف الابواب المغلقة ، والتي بحسب التسريبات شملت عناصر ومجاميع مسلحة افرزت بالنتيجة ما اطلق عليها الصحوات ، وقد ساهمت بشكل كبير في تعزيز الامن في مناطقها رغم انها حالة غير صحية بسبب اشغالها اماكن هي من مهام الاجهزة الامنية الحكومية ، والا مالذي يفسر لنا اختيار أبو عزام احد رجال (المقاومة) مستشارا للمصالحة!!!.
من جانب اخر ان إصرار القوات الأمريكية على اطلاق سراح عدد كبير من المطلوبين من جانب واحد او بتدخل الحكومة ساهم في هذا الفلتان ، لاسيما و التقارير تتحدث عن ان المعتقلين قاموا بتنظيم أنفسهم وهم في زنزاناتهم لاسيما معتقلي بوكا.
إذا جاءت هذه الأعمال الإرهابية في وقت كانت تتحدث فيه الحكومة إن العمليات الكبرى للقوى الأمنية انتهت ، وينصب العمل ألان على الجانب ألاستخباري ، إلا إن واقع الحال يكشف إن ضعفا كبيرا تعاني منه القوى الأمنية على المستوى ألاستخباري واللوجستي وضعف التنسيق الميداني ، وحادثة تفجير مدينة الصدر ووجود العدد الكبير من المفارز ورجال الأمن ، إلا إن الحادث كشف إن شيئا من هذا لم يكن ، فعلى القوى الأمنية ان تأخذ العبرة والنظر في خططها وإستراتيجيتها فضلا عن قياداتها ، في التعامل مع الملفات لاسيما المتعلقة بالأمن والطارئة عليه كالصحوات وغيرها كالمعتقلين والمتهمين .
https://telegram.me/buratha