النجف الاشرف _ محسن امين
تختزن ذاكرة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم بالعديد من المواقف والمشاهد بحق الشهيد الصدر (قدس سره ) والمليئة بالمواقف الخالصة والمخلصة لله ومجتمعه.وعن صفاته ومعاشرته يقول شهيد المحراب الذي كان عضدا مفدى حسب قول الشهيد الصدر " كان الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) يتصف بدرجة عالية من العزة والإباء الإيماني ، دون غرور ، او تعال أو انفه أو تكبر نعوذ بالله " .
وبهذا الشأن يشير شهيد المحراب إلى ان الشهيد الصدر قطع درسه الخارج الحبيب عليه عندما حاول ان يضغط عليه بعض الاشخاص باتهامه بالسعي لكسب بعض الطلبة من ذوي المقامات الاجتماعية كما في قضية أخينا الحجة السيد عبد الهادي الشاهرودي .
كما كان يتحسس إلى درجة عالية من الأشخاص الذين يتعاملون معه من موقع الترفع الاجتماعي ، وكان من السهل ان نأخذ منه شيئا عن طريق المودة والحياة ، ولكن من الصعب جدا أن تؤخذ منه تلك الأشياء نفسها عن طريق القوة والضغط .
وليس بعيدا هذه الصفات عن أخلاق العلماء وهم ربيبوا أهل البيت ( عليهم السلام ) وحاملي علمهم وأخلاقهم إلى العالم .
ويحدثنا الشهيد الحكيم في كتابه القيم " موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية " عن حرص الشهيد الصدر على دروس المبتدئين من الطلبة او رعاية المستضعفين ماديا وروحيا ، حيث يفعل ذلك ممزوجا بعاطفته ويضيف " عندما يتفقد طلابه الغائبين في عوائلهم او الحاضرين في مشاكلهم كان يفعل ذلك أداء للحق ولكنه حق يلمس الإنسان فيه العاطفة النبيلة التي تتحرك في نفسه (قدس سره ) ولهذه العاطفة التي – تخرج من القلب - أثرها العميق في كل من يرتبط به من الناس ، لأنهم يلمسونها ولا يرونها مجرد أداء للواجب والوظيفة الملقاة على عاتقه ، بل هي التزام مقرون بالحب والنصرة .
ويضاف إلى ذلك فانه (قدس سره) جمع بين الجد والمثابرة مع العواطف ، والمشاعر والأحاسيس ، يقول شهيد المحراب " كان يعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل حتى لا يبقى له وقت للراحة " أو فرصة للتوقف إلا إذا أصابه الصداع وهو من الاعراض التي ابتلي بها فيظهر عليه التعب .
لم تكن هذه السطور الا مقتطفات من سيرة شاملة بإبعادها وإنتاجها واحتوائها للإسلام واستيعابها له ، فالشهيد الصدر كان قيما ومبادئ إسلامية تمشي على الأرض ، ولا يمكن تسليط الضوء على سيرته الإسلامية إلا إذا جزئت ، وكل جزء سيستوعب مؤلفات ، كما أنها تكشف حالة من التواصل الفريد والاندماج الروحي والحياتي بين الشهيدين الصدر والحكيم ( قدس الله سرهما الشريف).
https://telegram.me/buratha