بقلم : سامي جواد كاظم
الاستحياء يرافقه الاعتذار وقد يصل الى الاستقالة حتى يحفظ للسياسي كرامته ويقال عنه انه يستحي ، واما ان يلوذ بالسكوت او التبرير الغير منطقي فهذه هي الصورة الحقيقة لانعدام الحياء . كارثة السياسي ان اخطائه يتحمل وزرها المواطن والقلة القليلة منهم من يتحمل الوزر القليل من خطأه ، وبعض هذه الاخطاء كارثية .ست تفجيرات في بغداد امس اوقعت شهداء وجرحى ولو تمعنا جيدا في هذا العمل الارهابي وتبعياته فاننا نصل الى نتيجة هي عبارة عن علامة استفهام لسؤال ـ هل يستحي السياسي ؟!!! على ارض الواقع هنالك تحسن امني ملموس في العراق وتحديدا بغداد ولكن اسباب هذا التحسن ليس كما يقول المسؤول .
ست سيارات مفخخة تُفجّر في بغداد يعني ان هنالك اماكن للتفخيخ خارج سلطة القانون او انها مبرقعة بالقانون .ست سيارات مفخخة يعني ان العناصر التي لها خبرة بالتفخيخ لا زالت طليقة او انها عاملة في اجهزة الدولة اذن هو سياسي مسؤول .ست سيارات مفخخة تتجول في بغداد اذن يعني ان السيطرات الامنية اما فاشلة او انها على علم ومتواطئة مع اصحاب العلاقة وهو السياسي المسؤول .
بعد ستة شهور او اكثر سيظهر المسؤول ليقول لقد القينا القبض على الذين فجروا ست سيارات في بغداد وهذا القاء القبض هل هو بهمة رجل الامن ام رجل السياسة ام رجال خلف الكواليس لا نعلمهم ؟والسياسي انفعل متأثرا بهذه التفجيرات فانفتحت قريحته للتنديد ومن هذه التنديدات المستهلكة هي ان الذي قام بهذا العمل الارهابي هم ازلام صدام اذن ليصدر القاضي ورقة القاء قبض على ازلام صدام حتى تتمكن الجهات الامنية التنفيذية من القاء القبض عليهم ، من هم ازلام صدام ؟ اين العنوان ؟ مجاهيل مجاهيل مجاهيل وان قلتم لا نعلمهم اذن هم على طاولة المفاوضات للمصالحة .
سياسي اخر يصرح ان التفجيرات هذه عمليات يائسة يحاول الارهابيون النيل من وحدة الوطن ، ماهذه العبقرية التي تمخضت عنها هذا التنديد الناس قُتلوا وجُرحوا واكتشف السبب هذا الاخ السياسي المسؤول .سياسي اخر يصرح وبثقة عالية جدا ان هذه الاعمال الارهابية غايتها الطائفية ، عجبا ماهذا التصريح ( البلسم ) الذي سيحيي قتيل ويداوي جريح !!! ولا نقول لهذا السياسي من اين لك هذا الحشو لاننا اعتدنا عليه .ولا اقول الامثال المتكررة ـ كيف ترجو الحياء ممن لاحياء له ، ولو ناديت حيا ، والضحك على الذقون وغيرها من الابيات الشعرية ، هل تعلمون لماذا لا اقول ذلك ؟ اقول لكم لماذا ؟
ان بعض الادوية والمبيدات للحشرات بمرور الزمن تصبح غير فاعلة بسبب المناعة التي تكتسبها الحشرات ضد هذه المبيدات لكثرة استعمالها فتصبح غير فعالة فيتم استحداث مبيدات جديدة اكثر فعالية من القديمة ، وعلى غرار الحشرات فان كثرة التوبيخ وضرب الامثال الحيائية اصبحت لا تاثير لها بحياء السياسي الذي اكتسب المناعة من هكذا عبارات . ومن المستحيل ان يستقيل الاخ السياسي بسبب كارثة كان هو السبب فيها لان الذي ينتخبه الشعب ليس له الحق ان يستقيل فلو فكر بهذا لابد من اجراء استفتاء حول الاستقالة !!!!ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روى أبو عبد الله الصادق(عليه السلام) أن عباد البصري لقي علي بن الحسين (عليه السلام) في طريق مكة فقال له يا علي تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وقد قال الله عز وجل: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]) فقال له علي بن الحسين عليه السلام أتم الآية فقال(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة : 112]) فقال علي بن الحسين (عليه السلام) إذا رأيت هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج .
https://telegram.me/buratha