المقالات

الظاهرة البعثية


علاء الموسوي

لايمكن لاي عراقي ان يتصور حياة حرة كريمة، بوجود اناس يؤمنون بالبعث فكرا وممارسة. وما افرزته الاحداث قبل وبعد التاسع من نيسان من رفض قاطع لهيمنة حزب البعث نظاما وفكرا وممارسة على العراقيين طيلة العقود الثلاثة الماضية، دليل على ان حزب البعث (هذا الفكر المسموم) دخيل على عقائد ومتبنيات واعراف المجتمع العراقي.

لانريد الخوض في تفاصيل دخول حزب البعث الى العراق والجهات الداعمة له، بقدر ايضاح فكرة مهمة تكاد تخفى على بعض ومن يتبنون نهج المصالحة مع البعثيين تحت غطاء (المصالحة الوطنية). بان البعث مشكلته بانه ظاهرة يستمد وجوده من كل ممارسة تتسم بالطغيان والاستبداد والشمولية في الطرح وتغليب الرأي الواحد. فخطورة البعث لاتكمن في الافراد المحسوبين عليه او المنتمين اليه، وانما تكمن في انه فكرا مسموما يجسد نوازع شيطانية موجودة لدى الكثير من الشخصيات التي لاترتبط بالبعث باي صلة حزبية او حتى تأريخية، بقدر ان هناك روابط عملية تجسدها تلك الشخوص المصابين بـ(الظاهرة البعثية) وفق ايدلوجيات حزب البعث ونظرته للعمل السياسي وممارسته للسلطة والحكم.

البعث مسمى واحد لحزب سقط في العراق نظاما لا ظاهرة متجذرة في نفوس البعض الذين مازلوا يعتاشون داخل المؤسسات الحزبية والحكومية، بل داخل اطراف العملية السياسية في العراق الجديد باشكال جديدة ولبوس شتى.كل من يتخذ الطغيان والاستبداد بالرأي واقصاء الاخر وتهميش الرأي المعارض، هو بعثي قلبا وقالبا.... بل من يختار الشمولية بدلا من الديمقراطية واستلام السلطة بالسلاح بدلا من الترشيح والاختيار، ومن يلوح بالدم والخراب بدلا من الحوار هو صدامي روحا وفكرا .

كل اسباب التعثر الذي اصاب ومازال يشكل العبء الكبير في مؤسساتنا السياسية والامنية والخدمية هو بسبب تفشي (الظاهرة البعثية) داخل المنظومة العراقية الجديدة. بل ان تعثر العملية السياسية برمتها ووصولها الى حافات الانهيار في بعض فترات الخلاف واشتداد الازمات بين الفرقاء، هو نتيجة تحكم البعض بعقلية البعث وممارسته للحكم والسياسة.

الموظف الذي يعمل في مؤسسة سياسية او دائرة خدمية او حتى اعلامية، اذا كان يجسد مقومات الظاهرة البعثية في كل اشكالها الانتهازية والمعادية للانسان والحيوان وحتى النبات، فهو يشكل عبء امام تطوير العراق والنهوض باعماره واعادة بنائه. لهذا فليس من الغريب ان تتجه الحكومة ومن كان يتبنى مواجهة حزب البعث في الماضي السحيق، مهمة التحاور والتصالح مع البعث شخوصا وممارسة، ذلك لان تجذر الظاهرة البعثية داخل مؤسسات الدولة العراقية الجديدة، وعدم التخلص من هذا الوباء بفكر وممارسة جديدة تنسجم مع توجهات العراق الجديد، هو من يشجع على جلب البعثيين الى ادارة الحكم بدلا من الوطنيين والمخلصين للبلد والشعب. ليس الخطورة تكمن في مصالحة البعثيين كاشخاص اذا كان الغرض تأهيلهم للاندماج مع الحراك التغييري للعراق، وانما الخطورة تكمن في توسيع نشاط تلك الظاهرة التي انتشرت واستقر مكنونها لدى العديد من الكيانات والتيارات السياسية ـ للاسف ـ واصبحت مصدرا لعودة البعث بمسمى اخر وبرموز جديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2009-04-08
سيد علاء الموسوي مع التحية : للأسف إن غذاء هذا الحزب العفن هو الجهل والتخلف الذي تركه المجرم السافل الجبان صديم أبن العوجة ..لذلك حينما تسمع إن هناك تواجد للبعث فمن المؤكد تجده في مناطق السذج والجهلة وخير دليل أبو غريب ..مقالك قيم ونتمنى من الأحرار في كل مؤسسات الدولة أن لا يسمحوا لأي بعثي قرد بترويج أشاعة أو ذكر لهذا الحزب المنبوذ ..وفي آخر زيارة للعراق لاحظت أن أكثر سواق التكسي أبواق لهذا الحزب العفن ويصدرون إشاعاتهم كما يحلو لهم , ليت الحكومة تضع آليات لهذه الشريحة من الناس وفق ضوابط لصد مثل
زهراء محمد
2009-04-07
هذا الحزب الدموي المقيت الاسود الاجرامي القذر لايستحق الحياة وكل من يؤمن به فهو قاتل ومجرم مع سبق الاصراروترصد لامحال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك