المقالات

الظاهرة البعثية

880 13:24:00 2009-04-07

علاء الموسوي

لايمكن لاي عراقي ان يتصور حياة حرة كريمة، بوجود اناس يؤمنون بالبعث فكرا وممارسة. وما افرزته الاحداث قبل وبعد التاسع من نيسان من رفض قاطع لهيمنة حزب البعث نظاما وفكرا وممارسة على العراقيين طيلة العقود الثلاثة الماضية، دليل على ان حزب البعث (هذا الفكر المسموم) دخيل على عقائد ومتبنيات واعراف المجتمع العراقي.

لانريد الخوض في تفاصيل دخول حزب البعث الى العراق والجهات الداعمة له، بقدر ايضاح فكرة مهمة تكاد تخفى على بعض ومن يتبنون نهج المصالحة مع البعثيين تحت غطاء (المصالحة الوطنية). بان البعث مشكلته بانه ظاهرة يستمد وجوده من كل ممارسة تتسم بالطغيان والاستبداد والشمولية في الطرح وتغليب الرأي الواحد. فخطورة البعث لاتكمن في الافراد المحسوبين عليه او المنتمين اليه، وانما تكمن في انه فكرا مسموما يجسد نوازع شيطانية موجودة لدى الكثير من الشخصيات التي لاترتبط بالبعث باي صلة حزبية او حتى تأريخية، بقدر ان هناك روابط عملية تجسدها تلك الشخوص المصابين بـ(الظاهرة البعثية) وفق ايدلوجيات حزب البعث ونظرته للعمل السياسي وممارسته للسلطة والحكم.

البعث مسمى واحد لحزب سقط في العراق نظاما لا ظاهرة متجذرة في نفوس البعض الذين مازلوا يعتاشون داخل المؤسسات الحزبية والحكومية، بل داخل اطراف العملية السياسية في العراق الجديد باشكال جديدة ولبوس شتى.كل من يتخذ الطغيان والاستبداد بالرأي واقصاء الاخر وتهميش الرأي المعارض، هو بعثي قلبا وقالبا.... بل من يختار الشمولية بدلا من الديمقراطية واستلام السلطة بالسلاح بدلا من الترشيح والاختيار، ومن يلوح بالدم والخراب بدلا من الحوار هو صدامي روحا وفكرا .

كل اسباب التعثر الذي اصاب ومازال يشكل العبء الكبير في مؤسساتنا السياسية والامنية والخدمية هو بسبب تفشي (الظاهرة البعثية) داخل المنظومة العراقية الجديدة. بل ان تعثر العملية السياسية برمتها ووصولها الى حافات الانهيار في بعض فترات الخلاف واشتداد الازمات بين الفرقاء، هو نتيجة تحكم البعض بعقلية البعث وممارسته للحكم والسياسة.

الموظف الذي يعمل في مؤسسة سياسية او دائرة خدمية او حتى اعلامية، اذا كان يجسد مقومات الظاهرة البعثية في كل اشكالها الانتهازية والمعادية للانسان والحيوان وحتى النبات، فهو يشكل عبء امام تطوير العراق والنهوض باعماره واعادة بنائه. لهذا فليس من الغريب ان تتجه الحكومة ومن كان يتبنى مواجهة حزب البعث في الماضي السحيق، مهمة التحاور والتصالح مع البعث شخوصا وممارسة، ذلك لان تجذر الظاهرة البعثية داخل مؤسسات الدولة العراقية الجديدة، وعدم التخلص من هذا الوباء بفكر وممارسة جديدة تنسجم مع توجهات العراق الجديد، هو من يشجع على جلب البعثيين الى ادارة الحكم بدلا من الوطنيين والمخلصين للبلد والشعب. ليس الخطورة تكمن في مصالحة البعثيين كاشخاص اذا كان الغرض تأهيلهم للاندماج مع الحراك التغييري للعراق، وانما الخطورة تكمن في توسيع نشاط تلك الظاهرة التي انتشرت واستقر مكنونها لدى العديد من الكيانات والتيارات السياسية ـ للاسف ـ واصبحت مصدرا لعودة البعث بمسمى اخر وبرموز جديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2009-04-08
سيد علاء الموسوي مع التحية : للأسف إن غذاء هذا الحزب العفن هو الجهل والتخلف الذي تركه المجرم السافل الجبان صديم أبن العوجة ..لذلك حينما تسمع إن هناك تواجد للبعث فمن المؤكد تجده في مناطق السذج والجهلة وخير دليل أبو غريب ..مقالك قيم ونتمنى من الأحرار في كل مؤسسات الدولة أن لا يسمحوا لأي بعثي قرد بترويج أشاعة أو ذكر لهذا الحزب المنبوذ ..وفي آخر زيارة للعراق لاحظت أن أكثر سواق التكسي أبواق لهذا الحزب العفن ويصدرون إشاعاتهم كما يحلو لهم , ليت الحكومة تضع آليات لهذه الشريحة من الناس وفق ضوابط لصد مثل
زهراء محمد
2009-04-07
هذا الحزب الدموي المقيت الاسود الاجرامي القذر لايستحق الحياة وكل من يؤمن به فهو قاتل ومجرم مع سبق الاصراروترصد لامحال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك