المقالات

ستة أعوام على سقوط النظام ... شعب سبح بدمه صوب أهدافه

1119 18:09:00 2009-04-06

محمد الحيدري

قد لا يفقه البعض شكل المسارات التي اختطها الشعب العراقي لتوجيه التحولات السياسية وجهتها نحو افاق الخلاص من ربقة النظم التي امتهنت كرامته وصادرت حريته لكنها، عجزت عن ثني ارادته.. قد لايفهم البعض صيرورة هذا الشعب، الذي يسبح والى الان بدمه دون ان يكل او يمل او يبدل تبديلا.كثيرة هي الشعوب التي نحرت من الوريد إلى الوريد وعديدة هي الامم التي تقاذفتها الرزايا والبلايا ولكنها في آخر المطاف وقفت وسارت، وشعبنا العراقي ليس بدعاً عن تلك الشعوب وليس استثناءاً عن هذه الامم، بيد أن ما يفرقه عنها ويميزه عليها هو ما يختزنه بين ثنايا مسيرته التاريخية من اهداف كونية شاءت يد القدر أن يضطلع بمهامها ويكدح في الوصول اليها مهما كلف الثمن.

 فهل من المصادفات التاريخية أن تضم تربته اجساد الاطهار (ع) وتكون محطاً لركب سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، بعدما اختارها أمير المؤمنين (ع) عاصمة لخلافته المباركة ويؤسس في مرابعها دولته العادلة؟.. هل من المصادفات أن يصبح هذا البلد عاصمة للدولة العالمية التي سيدير من خلالها الامام المنتظر (عج) دفة الحكم الالهي ليملئ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا؟.

تحرر ام احتلال ؟واحدة من الاشكاليات التي عادة تثار حول تاريخ التاسع من نيسان 2003 هي: هل ما جرى في ذلك التاريخ احتلال اجنبي بعد اسقاط حكومة صدام التي تعتبر مجازرا انها عراقية ام هو تحرر من دكتاتورية جثمت على صدور العراقيين لعقود خلت؟ ام هو امر بين أمرين؟ والواقع وبقراءة لمشاعر الاغلبية من العراقيين في ذلك الوقت لا نتردد في القول أن ما حصل هو سقوط للنظام وانهيار صروحه الدموية واحتلال اجنبي في ذات الوقت، بحسب المعطيات السياسية واعتراف مجلس الامن الدولي، قد لا يفقه غير العراقيين ما تنطوي عليه هذه اللحظة (لحظة الانعتاق من ربقة ابشع نظام دموي والدخول الاضطراري في نير احتلال اجنبي من قبل (دول عظمى) لكن الشعب العراقي الذي تغصص المرارات ردحا كبيراً من الزمن جراء سياسية القهر والقمع والتجويع والامتهان على يد الطاغية المقبور وجلاوزته واجهزته الاجرامية إلى درجة أن البصمات الاجرامية لهذه الزمرة الاثمة طبعت في كل بيت سواء كان من حجر او وبر -عدا تلك البيوتات الخاصة لازلام النظام واعوانه ومحازبيه والمسبحين بحمده آناء الليل و اطراف النهار - اما النجباء والشرفاء فكانت حصتهم الزنازين والمثارم وأعواد المشانق وهم يشكلون السواد الاعظم من الشعب فكيف تكون ردود افعال هولاء المعذبين وقد سنحت فرصة تاريخية للخلاص؟هل سيقف العراقيون الشرفاء مع الطاغية وفدائيو صدام وسائر الاجهزة القمعية التي اذاقته طيلة عقود خلت الوان العذاب، في حرب الطاغية صدام البهلوانية لكي يقال عنه انه شعب وطني ؟ .

أن الشعب العراقي بتاريخه الناصع ومواقفه الوطنية المشرفة، لا يمكن أن يتقبل الاجنبي لكن كما يقولون للضرورة احكام فالعراقيون بوعيهم المرصوص والتفاتهم حول مرجعيتهم المتمثلة بالسيد السيستاني وخلفه بقية المراجع ،التي يشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء بالحكمة وسداد الرأي والقدرة الفذة على ضبط المسارات التاريخية،تجاوزوا هذه الاشكالية وفكوا احجياتها .فقد نجحوا في استثمار الحدث في التاسع من نيسان ولم ينزلقوا في الخندق الاجنبي ولا في الخندق الصدامي والواقع أن التشويهات التي يروج لها الاعلام العربي الاصفر بمزاميره المملولة واتهامه لشعبنا المجاهد بالعمالة للاجنبي ورجمة بتوصيفات تأتي كردة فعل للحنق والحقد الذي يكنه اشقائنا المعادين لنا ومحاولاتهم المتواصلة لاجهاض التجربة العراقية الجديدة ووأدوها .فمتى صار هذا الشعب عميلاً للاجنبي ومهادناً للاحتلال وقد سطر بطولاته في التاريخ المعاصرفي ثورة العشرين، وترفع عن أي تطبيع مع الكيان الاسرائيلي في حين يرفرف العلم الاسرائيلي وسط العواصم العربية وتتسابق زعامات العروبة على شبابيك التطبيع المهين؟! .

ان شعبنا في التاسع من نيسان لم يتخل عن العراق بل تخلى عن جلاد العراق. وما ان أنجلت الغبرة حتى بدأ بمشروعه السياسي لسحب البساط من تحت اقدام الاجنبي رويداً رويداً عبر العملية السياسية بعد ما تدخلت المرجعية الدينية العليا متمثلة بالسيد السيستاني وحرفت المسار الذي رسمته الادارة الامريكية لتحويل العراق الى ضيعة امريكية وتابع للاجنبي .وها نحن اليوم نطوي صفحات الماضي الصدامي السوداء وسنين القهر والظلم العجفاء يحق لنا نحتفي يما انجزناه ونفتخر بما حققناه رغم التحديات والصعاب ورغم الهجمة الارهابية الشرسة التي لاتفرق شيخ وطفل ورجل او امراة .

نعم لقد انجزنا الكثير ولم يبقى الا القليل فالعراق اليوم هو بلد بلد الحرية والتعددية بعدما كان بلد العبودية والدكتاتورية والعراق اليوم يدير دفته حكام اختارهم الشعب بعدما كان الحاكم هو من يختار الشعب ولنا في سياسية التمييز الطائفي والعنصري التي تبناها المقبور صدام اسوة سيئة تدلل على ذلك حيث كان الطاغية يعتبر اعوانه ومحافظات معروفة وصفها بالبيضاء هي الشعب وهي لم تتجاوز الثلاث محافظات ويخوّن الاغلبية الساحقة من الشعب .

في عراق اليوم دستور صادق عليه العراقييون بعدما كانت الدساتير تكتب بأياد ملوثة بدماء الابرياء في غرف مظلمة .اليوم وبعد الاعوام الاربعة نجد حركة الاعمار والبناء والانفتاح الاقتصادي في وقت كنا نحلم بتبليط شارع في حقبة صدام بن ابيه .قد يقول البعض ان العراق لم يشهد استقرارا منذ السقوط حتى نهاية العام الماضي وان فواتير الدماء المراقة كبيرة فنقول لهم ان الجرائم الارهابية التي تستهدف العراقيين يقترفها ايتام النظام الصدامي وزمر التكفير في تحالفهم الشرير وان الفارق بين ماكان وما هو كائن هوان بقايا دولة الطغيان وبعدما شعروا بنهاياتهم وانعتاق شعبنا من سلطتهم الجائرة استجمعوا كل قواهم وجلبوا كل الاعداء من داخل الحدود وخارجها وكل شذاذ الافاق وبدعم من مخابرات بعض النظم العربية الشمولية ليشنوا غاراتهم من جديد ويستهدفوا العراقيين خصوصا اتباع اهل البيت (ع) لعلهم يعيدوا سلطانهم وهيلمانهم فمجرمو الامس هم ارهابيو اليوم .لكن مسيرة هذا الشعب تسير دائما الى امام وهي ماضية بسحق الاعداء - وهاهو الارهاب يندحر ويولي الدبر - وماضية بسحب البساط من الوجود الاجنبي وهاهو العراق يقترب من قطف استقلاله واستعادة كامل سيادته بجلاء اخر جندي اجنبي وفق اتفاقية سحب القوات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sun
2009-04-07
الشعب قد حطم الاصنام وانتقما بضربة لم تدع في ارضنا صنما فلا مقامات اسيادمعظمة فشعب العراق شعب المجد قد عظما ولا فراعنة تدعوا لطاعتها عصابة تنحر الاخلاق والذمما عصابة لست ادري كيف انعتها ان لم ادنس يراعا طاهرا وفما عصابة من حثالات واوبئة من كل مايخجل العلياء والشيما من كل سارق قوت الشعب منتفخ الا اوداج مفتضح او والغ بدما تامرت ووحوش الغدر تحرسها تروم ارجاع عهد هد فانهدما فهل يعود لها عهد به بطرت لتسترق البرايا تهتك الحرما لعنة صدام م
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك