بقلم : سامي جواد كاظم
للظلم عدة اوجه والاتعس فيه عندما يكون الظلم قانوني اي ان القانون الذي يعمل به جاء تشريعه عن قصد او غباء ولكن النتيجة هو ظلم من وجب عليه الالتزام بهكذا قانون اعرج اعوج . وقانون الانتخابات استطيع ان اقول عنه مؤامرة انتخابية وقد لا يشعر بالحيف من فاز مرشحه ولكن الذي خسر مرشحه بسبب القانون الاعرج الاعوج فانه يشعر بانه طُعن عدة طعنات في صدره وبارادته .
القانون هذا مارس الالتفاف بدرجة امتياز والذي زاد من ضنكي وحنكي عندما اتصفح التاريخ وارى نفس الحيف لحق بامامي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والفرق بين الامس واليوم هو قانون الحشو النسائي .بالامس كان هنالك شورى سميت شورى عمر وان كان في التفاصيل بعض الخلافات البسيطة بين الطرفين في التدوين الا ان النتيجة كانت هو غمط حق امير المؤمنين بمؤامرة شوراوية بحتة ومحبوكة، تعالوا لنقارن الامس باليوم . عندما جعلها الخليفة الثاني شورى حصرها في ستة على ان تميل الكفة لعبد الرحمن بن عوف وهذا اول التفاف في الشورى .
المعلوم مال طلحة لعثمان بالنسب وليس بالاكفأ ومثله عمل الزبير مال لعلي عليه السلام بالنسب وليس للاكفأ بدليل نكثه بيعته عندما آلت الخلافة الى علي عليه السلام حيث القرابة والنسب لم تكن حاضرة بالنسبة للزبير ، واما سعد بن ابي وقاص هو الاخر مال لابن عوف بالنسب ، وهذه المحاصصة بعينها وهي ما نراها اليوم في الانتخابات . المهم عندما تساويا الامام علي عليه السلام وعثمان بدأ عبد الرحمن بالكلام فأبتدأ بامير المؤمنين عليه السلام قائلا ابايعك على ان تعمل بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين فقال علي عليه السلام اعمل بكتاب الله وسنة نبيه واجتهاد رايي ،ووجه ابن عوف نفس كلامه الى عثمان فوافق عثمان على طلبه وعندها بايع عثمان بالخلافة.
هنا لنوضح الالتفاف فعندما ابتدأ عبد الرحمن بالامام علي عليه السلام يكون امام حالتين اما ان يرفض الامام وهذا عين الطلب وان وافق فانه يعيد الكرة على عثمان المضمون الموافقة ، ولكن هنا تستجد صورة تخص امير المؤمنين عليه السلام الذي كثيرا ما ينتقد احكام الخليفتين الاول والثاني فكيف يوافق بالسير على نفس المنهج وعليه سيكون الامام علي عليه السلام في وضع حرج يمكن لابن عوف توجيه الانتقاد لامير المؤمنين عليه السلام ومبايعة عثمان .
اما في كتب السلفية فكانت هذه القصة ........ وهنا أراد عبد الرحمن أن يختبر كلا من علي وعثمان في مسلكه في الحكم قبل الاختيار, فدعا عليا وقال له: عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده؟ فأجابه بغير عزيمة: أرجو أن أفعل وأن أعمل بمبلغ علمي وطاقتي. ودعا عثمان وقال له مثل ما قال لعلي, فأجابه بعزيمة: نعم أعمل, وعندئذ أخذ عبد الرحمن بيد عثمان وبايعه وقال: اللهم اسمع واشهد, إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان.
اذن بايع ابن عوف عثمان لاحساسه بعدم عزيمة علي عليه السلام في السير على نهج الشيخين ، هل هنالك صورة اوضح من هذه الصورة في مصادرة اراء الاخرين ؟ ودليل اخر يؤكد مهزلة الشورى هو قول عمر ( ما اجتمعت الخلافة والنبوة في بيت بني هاشم ) ، اذن لماذا رشح عمر علي عليه السلام للشورى ؟ فالامر محسوم !!وزيادة للعلم فان العلاقة بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان قد فسدت وانقطع الوصال والكلام بينهما حتى موت ابن عوف .
واليوم في انتخاب مجالس المحافظات تكررت صورة الشورى بالامس ولا اعلم كيف تم تشريع القانون بمصادرة الاصوات الخاسرة الى الكيانات الفائزة والفالحة بالطرق الالتوائية في الدعاية الاعلانية قبل الانتخابات ، وزُيّد في قانون اليوم مهزلة قانون الحشو النسائي والذي لو ارادت المراة ان تصون كرامتها فعليها ان ترفض هذا الحشو .الكلام عن الحشو النسائي ليس بالضرورة عدم كفاءة اللواتي تم تكريمهن بمقعد في مجلس المحافظة ولكن الضرورة تقول وطبقا للانتخابات ان هنالك نساء افضل بكثير ممن تم حشوهم في مجالس المحافظات بالكفاءة وعدد الاصوات التي فزن بها .وغدا سترون كما هو الحال بالامس عندما نشب الخلاف بين ابن عوف وعثمان سينشب الخلاف بين من تحالفوا اليوم على اقتسام كعكة الفوز الانتخابي .ــــــــــــــــــــــــــــــــاول حالة تكفير صريحة في الاسلام نطقت بها عائشة زوج الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما طالبت عثمان بارثها من رسول الله فامتنع عثمان عن اعطائها اسوة بمنع ابيها لفاطمة فقالت اقتلوا نعثلا فقد كفر .
https://telegram.me/buratha