المقالات

الصحوات العراقية صناعة أمريكية

1048 15:54:00 2009-04-06

شوقي العيسى

لم يكن المشهد العراقي بعيداً عنا عندما بدأ تنظيم الصحوات وذلك لمقارعة فلول تنظيم القاعدة الارهابي الذي كان يستهدف العراقيين تارة والامريكيين تارة أخرى فلم يكن بداً من القوات الأمريكية الا أن تجد حلاً لحماية جنودها في العراق ، فتوصلت الى المجاميع المرتبطة بتنظيم القاعدة والبعثيين الذين كانوا يطلقون على أنفسهم "مقاومة" فعقدت وأبرمت معهم الاتفاقيات لغض النظر عنهم بشريطة محاربة فلول القاعدة.

فعلاً نجحت القوات الأمريكية في استقطاب تلك المجاميع واستحداث مسمى لهم "الصحوات" حيث أرغمت الحكومة العراقية عليه على اثرها طرح رئيس الوزراء العراقي مشروع "المصالحة الوطنية" والتي كانت البداية والانطلاقة لاستقطاب تلك المجاميع التي شاركت تنظيم القاعدة في العراق على الهجمات الارهابية ضد أبناء الشعب العراقي.

تنظمت الصحوات وأخذت دوراً كبيراً في مقارعة ومطاردة تنظيم القاعدة مما أراح القوات الامريكية التي كانت تٌستهدف نوعاً ما في العراق ومما ساعد على استتباب الوضع الامني داخل العراق واتاح الى القوات العراقية ان تتنفس الصعداء وتأخذ تدريباتها لتكن على اهبة الاستعداد الى اي طارئ ، وهذا ما يتجلى بوضوح على قدرتها في ادارة الملف الامني خصوصاً بعد تسلمه شيئاً فشيئاً من القوات الأمريكية.

لنعد الى ملف الصحوات الذي انشأ من قبل القوات الأمريكية وكلنا نعلم من هم أولئك الذين في الصحوات وقلناها مسبقاً وحذرنا بعدم تنظيمهم بتلك الطريقة ولكن هناك هواجس بطبيعة الحال من كافة الأطراف فلدينا ثلاثة اطراف هم القوات الامريكية والعراقية والصحوات انفسهم.

فالقوات الامريكية تشعر بوجود الاستقرار الامني داخل العراق والفضل يعود بمشاركة الصحوات للقوات العراقية علماً أنهما كانا نقيضان وقد اتحدا بالهدف ونزعا تلك الاغلال التي كانت تؤرقها بعض النفوس المريضة فهذا الامر بالذات يؤرق القوات الامريكية التي تحاول زرع فتيل الازمة داخل العراق حالها حال غالبية دول الجوار العراقي فحاولت اثارة الازمة من خلال قصف بعض المواقع التي قيل انهم شاهدوا ارهابيين يزرعون عبوات ناسفة أو اعتقال بعض قادة الصحوات وما الى ذلك من الازمات التي تحرك الطرف الآخر في الانتفاضة ، ولكون القوات الامريكية تشعر انهم اصحاب الفضل في استقطاب هؤلاء ، ولو تتبعنا الاخبار نرى أن القوات الأمريكية أعلنت قبل أيام بتسليم القوات العراقية ملف الصحوات والبالغ عددهم تسعين الف مقاتل ولنتأمل بهذه القضية ونرى.

أما الصحوات أنفسهم فهم لحد اللحظة يشعرون انهم فوق القانون ولا أحد يمثلهم خصوصاً وان تلك الصيحات التي تطلق من هنا وهناك من قبل قادة ومؤسسي الصحوات بتسليم اسلحتهم او دمجهم في القوات المسلحة ،فهناك قلق مستمر وأزمة ثقة بينهم وبين القوات الامريكية من أن تغدر بهم ومن الحكومة العراقية.

أما الطرف الثالث فهو الحكومة العراقية وهي التي أرغمت على تكوين هذه الصحوات وترى من فيها من ارتكب مجازر واشترك في عمليات ارهابية فلا يمكن ان تدعه بدون عقاب وهي ترى ان القانون يجب ان يفرض على الجميع فكيف من تعلم جيداً بحقيقتهم ،فهي اذن فرصة للحكومة العراقية ان تضرب ضربتها بهذا الوقت بالذات وهي ترى التراخي الامريكي وصانع الصحوات قد انقض عليها.

فنحن أمام ملف شائك ومعقد ،ملف طالما اختلف عليه الفرقاء السياسيين بتقويته او اضعافه ، ولكن يبقى الاهم من ذلك هو ان القوات الامريكية تحاول زعزعة الملف الامني بشتى الوسائل والطرق.

اما الحكومة العراقية فعليها ان تغلق هذا الملف نهائياً وتجريد اطرافه من اسلحتهم وسلطتهم التنفيذية بعدما اصبحت القوات العراقية قادرة على اداء عملها بأتم وجه وتقديم كافة الاشخاص الذين متورطين بعمليات ارهابية الى القضاء العراقي لينالوا جزائهم العادل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك