المقالات

تأريخ اسود

1033 12:47:00 2009-04-06

احمد عبد الرحمن

تأريخ طويل من القتل والاجرام واستباحة الحرمات وسفك الدماء وازهاق الارواح، لاتعود جذوره الى السابع عشر من شهر تموز من عام 1979 حينما استحوذ صدام على السلطة عبر مؤامرة على رفاقه في الحزب، ولاتعود جذوره الى السابع عشر من شهر تموز من عام 1968 حينما دخل البعثيون بسرفات دباباتهم الى القصر الجمهوري تحت جنح الظلام ليستحوذوا على كل شيء، وليقوم صدام وعدد من رفاقه الذين انقلب عليهم فيما بعد بالانقلاب على رفاقهم بعد ثلاثة عشر يوما من الاستحواذ على السلطة. ولاتعود جذور ذلك التأريخ الى انقلاب شباط من عام 1963، بل انها ابعد من ذلك.

وعلى امتداد عقود عديدة من الزمن لم يتوقف مسلسل الماسي والكوارث الدموية لنظام البعث، كفكر وممارسة وشخوص ومنهج، وكان واضحا ان الخط البياني للماسي والكوارث يتجه نحو الاعلى يوما بعد يوم، ومصاديق الارتفاع كانت تتمثل بتزايد اعداد السجون والمعتقلات والزنازين العلنية والسرية، فوق الارض وتحتها، وتضخم اعداد القابعين فيها من شتى صنوف وفئات ومكونات المجتمع العراقي.

في تلك السجون والمعتقلات والزنازين المأساوية تجد الرجل المسن والشاب والعجوز والفتاة والطفل الصغير.. تجد رجل الدين واستاذ الجامعة والطالب والكاسب والعسكري والسياسي ، وتجد المتعلم والامي، وتجد العربي والكردي والتركماني والشبكي، وتجد الشيعي والسني، وتجد المسلم والمسيحي والصابئي والايزيدي، وتجد ابن البصرة والموصل واربيل وبغداد والنجف والانبار والسليمانية وكربلاء وابناء كل مدن العراق.وكذلك تجد اناسا من جنسيات واعراق اخرى مختلفة امتدت اليهم وطالتهم ماكنة الاستبداد والقمع والظلم الصدامي-البعثي. لم تكن هناك كوابح او فرامل امام ماكنة الاستبداد والقمع والظلم الصدامي-البعثي، ولم تتعطل في أي وقت من الاوقات، لان ذلك النظام هيء لها كل امكانيات وموارد وطاقات وثروات الدولة لكي تسير وتتحرك دون توقف او تلكوء او انقطاع.

وهي التي حصدت ارواح عشرات-ان لم يكن مئات الالاف من الابرياء، وهي التي غيبت اكثر من هؤلاء، وهي التي ضيعت حاضر ومستقبل الملايين، وهي التي بددت ثروات واحدا من اغنى بلدان العالم على حروب عبثية لاطائل منها، وهي التي احالت ذلك البلد الى يباب، وصحراء قاحلة، و خراب يعلوه خراب.هل يمكن لنا نحن العراقيين ان ننسى او نتناسى ذلك كله وغيره الكثير، بل هل لنا ان ننسى؟... لايمكن ذلك الا اذا كنا شعبا بلا ذاكرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك