المقالات

الفساد الاعلامي

1346 12:25:00 2009-04-06

علاء الموسوي

آفة الفساد والترهل الإداري لا تستثني أي قطاع له من التماس المباشر بحياة المواطن، فهي لا تقتصر على المؤسسات الخدمية او السياسية او الأمنية فقط. وانما تشمل جميع القطاعات الأخرى، لعل أكثرها تأثيرا هي المؤسسة الإعلامية التي تمثل الواسطة الرئيسة عند المتلقي في استلام الرسالة الاعلامية المعبرة عن سياسة الدولة او الحزب او أي جهة معينة مسؤولة عن توجيه تلك الرسالة. الفساد الذي ينخر أي مؤسسة إعلامية لا يتوقف عند الفساد الإداري او المالي ، وانما يشمل الادوات والاشخاص العاملين في القطاع الاعلامي من غير المختصين في ذلك الحقل الذي يعتمد بالشكل الأساس على الكفاءة والخبرة المهنية الواضحة على الساحة الميدانية.

وجود اناس طارئين على العمل الاعلامي ودمجهم في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية، يمثل احد مصاديق ذلك الفساد الذي يؤدي بالتالي الى تحجيم الجدوى الاعلامية او الاقتصادية من صدور صحيفة او بث فضائية. ولعل الاعتماد على الشخصنة الإدارية او المزاجية في اختيار الشخوص ، هو المدخل الرئيس الذي يسمح باستشراء ذلك الفساد داخل المؤسسة الاعلامية على اختلاف تنوعها ومشاربها الفكرية. يضاف الى ذلك الافتقار الى توفر مقومات الادارة الاعلامية لدى رؤساء تلك المؤسسات، وعدم قدرتها على التمييز بين الغث والسمين وقراءة خطابها المرحلي وفق الاجندة الراسخة لديها... تمثل هي الاخرى اقوى مظاهر ذلك الفساد الاعلامي وتنوعه.

البعض من القائمين على العمل الاعلامي قد يلجأ الى اختيار الشخوص وفق الشعارات التي يحملوها او يعبرون عنها بالنطق دون العمل... والبعض الاخر يرى الاعلام من زوايا المسؤول وكيفية الوصول الى ارضائه بكل السبل المتاحة، حتى وان استلزم الامر تقليص او الغاء الجوانب الرئيسة في العمل الميداني للاعلام.. التماسا للارضاء وليس الايفاء بالواجب المحتم لتطوير البنية الاعلامية التي يقودها في الساحة.

الاعلام في العراق له الكثير من مصاديق ذلك الفساد والترهل في وسائله، فمنها ما تمثل عملها كبوق للحكومة ومسؤوليها في الوزارات والدوائر... ومنها من تخصص باثارة الفتن والاحقاد بين ثنايا المجتمع وطوائفه المتعددة، لكي يكسب الربح الرخيص جزاء بثه او نشره لتلك الاثارة الصفراء في الاعلام... والاخر ممن بقي حائرا حول كيفية تطوير خطابه الاعلامي والتخلص من جعجعة العاملين في مؤسساته دون جدوى من ربح اعلامي او اقتصادي لوسيلته.

وفي جميع الاحوال تأتي هذه الصور لتكشف عن ماهية الفساد المستشري في اغلب الوسائل الاعلامية العراقية، التي مازالت تعمل من دون قوانين تشرعن عملها وتنظم سير ادواتها، في بلد لاينظر الى القلم ومدى عطائه، بقدر الاعتماد على الماضي المنفصل عن افاق المستقبل ورؤيته للتجدد والنهوض والتطور. ولعل عدم قدرة البعض على ترجمة ذلك الماضي بالصورة الحقيقية المراد لها في المستقبل، هو السبب الرئيس وراء تعثر التطوير وبطئه نتيجة الرضوخ لشخوص متهالكة على مناصبها داخل المؤسسة الاعلامية، تعمل على الاقصاء بدلا من الاستقطاب، وتكيل بميزان الشعارات الرنانة بدلا من العمل والتفسير الواقعي للرؤية والافكار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك