جميل الحسن
في التاسع من نيسان من كل عام يدعو مقتدى الصدر اتباعه للخروج في مظاهرات مليونية حاشدة للمطالبة بخروج المحتل ورفع الاعلام العراقية .هذه الدعوات والمظاهرات تعد حقا مشروعا لكل مواطن عراقي بضمنهم مقتدى الصدر واتباعه يكفله الدستور والقانون ولكن من حقنا ان نتساءل لماذا كل هذا الالحاح من قبل مقتدى على الجمع بين سقوط النظام البائد وخروج قوات الاحتلال الامريكية والذي لا نقصد من ورائه تبرير واطالة بقاء القوات الامريكية في العراق وشرعنة وجودها في العراق ,خاصة وان مقتدى الصدر يعد من اكبر الرابحين من وراء سقوط النظام المباد على يد القوات الامريكية وليس على يد احد اخر .لقد سقط النظام في وقت كان فيه مقتدى شخصا مغمورا يجلس في بيته لم يسمع به اي احد من قبل .
وبدلا من ان يتعامل مع موضوع وجود القوات الامريكية في العراق بشكل واقعي وعقلاني نجده ينزلق الى داخل الفخ البعثي والوهابي التكفيري عندما قرر رفع السلاح ومواجهة القوات الامريكية في داخل الضواحي الفقيرة في بغداد والمحافظات ومن دون اي مبرر سوى رغبته بالزعامة والانفراد بالساحة السياسية وفرض وجوده فيها وهي سياسة ادت وللاسف الى مقتل الالاف من ابناء المناطق الشيعية الفقيرة وبالمجان ومن دون اية اسباب مقنعة رافضا جميع النداءات والمناشدات التي تدعو الى التعقل وحقن الدماء في سلوك كشف بوضوح مراهقته السياسية وعدم وعيه او جدارته في قيادة تيار شعبي جارف مثل التيار الصدري ,بل ان ميليشياته المسلحة اخذت وبعد مواجهتها للقوات الامريكية تصوب بنادقها واسلحتها الرشاشة صوب المواطنين الابرياء وذلك عندما تشكلت الخلايا المسلحة التي مارست نظام الرقابة البوليسية الصارم بحق المواطنين الابرياء واخذت تقام المحاكم الشرعية في الجوامع والحسينيات والسراديب والتي كان يتراسها اشباه الاميين والجهلة المتخلفين ليصدروالاحكام بالقتل والموت وبالمجان من دون اي وجه حق او تتاح للضحايا فرصة الدفاع عن انفسهم او تفنيد التهم الموجهة اليهم ناسخة تجربة البعث في تعامله مع خصومه .
وقام مقتدى واتباعه بمطاردة عناصر الشرطة والجيش واجبارهم على ترك وظائفهم تحت مزاعم ان الحكومة عميلة للمحتل ولا يجوز التعامل او التعاون معها قبل ان يتراجع عن قراره هذا ويوافق على الانضمام الى الائتلاف العراقي الموحد ,بل ويصبح جزءا من الحكومة لاحقا عندما منح التيار الصدري ستة حقائب وزارية .ستة اعوام مضت على سقوط النظام البائد ومقتدى الصدر يصر على التظاهر والمطالبة بخروج القوات الامريكية والتي ستخرج لاحقا ولكن ليس بسبب التصرفات الصبيانية المتناقضة التي كان يقوم بها بين الحين والاخر والتي من بينها افتعال المعارك والحروب والمواجهات الخاسرة مع القوات الامريكية والتي كانت تخدم اعداء مقتدى الصدر نفسه من البعثيين والصداميين الذين كانوا يشمتون ويفرحون برؤية اتباع مقتدى وهم يذبحون ويقتلون بالالاف بنيران الطائرات والدبابات الامريكية نتيجة لقرارات صبيانية متسرعة كان يتخذها مقتدى بعجالة وتهور في مواقف لم تكن تستحق كل هذا النزيف الهائل من الدماء والدمار والخراب الذي زحف على مدن الجنوب نتيجة لذلك ,بل نتيجة لسياسات حكيمة ورشيدة اتبعتها القوى والاطراف السياسية الفاعلة في البلاد
.ستة اعوام مضت على سقوط النظام والذي تخلص منه العراقيون وارتاحو من كابوسه بضمنهم مقتدى الذي لم يكن ليصبح زعيما على هذه الدرجة من الشهرة من الزعامة والقيادية لولا الدبابات الامريكية التي نشرت الديمقراطية في البلاد رغم الماخذ السلبية على هذا الوجود .
https://telegram.me/buratha