بقلم:كامل محمد الاحمد
من يقرأ حلقات المذكرات التي كتبها الدكتور حاتم جبار الربيعي المساعد العلمي لرئيس جامعة بغداد سابقا والمستشار الثقافي في السفارة العراقية بالصين، يستطيع ان يتصور طبيعة الاجواء التي تسود الاوساط العلمية الاكاديمية في العراق. وبما ان نشر حلقات المذكرات تزامنت مع قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبد ذياب العجيلي اقالة رئيس الجامعة المستنصرية الدكتور تقي الموسوي من منصبه، فأن الربط ومقارنة الاحداث والمواقف وخلفياتها سيكون مفيدا جدا.
لم يطرح الوزير العجيلي اسبابا واضحة ومقنعة لقراره باقالة رئيس الجامعة، بينما قال الاخير ان سبب هذا القرار يعود الى انه لم يذعن لطلبات وتوجيهات الوزير وجهات اخرى عليا بأستثناء اعداد من الطلبة من شرط المعدل لقبولهم في كلية الهندسة بالجامعة.اذا كان ذلك صحيحا فأن ذلك يعد كارثة على مسيرة التعليم العالي في العراق، تذكرنا بالقرارات التي كان يتخذها نظام صدام التي كانت تتيح لطلبة حاصلين على معدلات متدنية جدا بالدخول في كليات الطب والهندسة، وذلك لانهم ابناء مسؤولين كبار في السلطة الحزب، او انهم من ابناء المقتولين في الحرب (بأعتبارهم شهداء).وزير التعليم العالي والبحث العملي دخل في معركة حامية، وهي معركة كسر عظم مع رئيس الجامعة المستنصرية، من اجل ان تكون الوساطات والعلاقات والمصالح هي المعايير المتبعة في الجامعة وليس المعدل، والا فكيف يراد قبول طالب حاصل على معدل 60% او اقل من ذلك في كلية الهندسة؟.
واذا اذعن رئيس الجامعة لتوجيهات الوزير وضغوطات هذه الجهة المتنفذة او تلك، فأن الامور لن تقف عند هذا الحد بل ستمتد الى جامعة بغداد وغير من الجامعات الاخرى، وسيصبح القبول في يوم من الايام في كلية الطب او الهندسة او القانون بقصاصة ورق صغيرة مكتوبة بالقلم الاخضر او الاحمر موجهة الى رئيس الجامعة، او ربما مقابل ورقة او عدة اوراق خضراء تدس في جيب او درج احد الموظفين في هذه الجامعة او تلك الكلية!!.. كل شيء ممكن!!.
https://telegram.me/buratha