( بقلم : د. صائب القيسي )
الحكومة في العراق رسميا بيد رئيس وزرائها ووزرائها والبرلمان كذلك رسميا يدار في الظاهر من قبل اولئك البرلمانيين المنتخبين هذا في الظاهر لكن يبدو ان الحكومة الحالية تعشعش خلفها الكثير من حكومات الظل وكذلك البرلمان فالحكومة العراقية اليوم تدار من قبل مستشاري رئيس الوزراء ولعل التصريحات الاخيرة التي ادلى بها السيد ثامر التميمي والشيخ عبود العيساوي تكشف عن ان حكومة ابو اسراء تدار من قبل مستشاريه فهم يحاربون الدستور العراقي وهم الذين يقررون اي الفقرات ترفع من الدستور واي قانون يناسب العراق وايها لا يناسب المرحلة الجديدة
ولعل الامر تعدى جانب المشورة لابي اسراء فقد شطح السادة المستشارين نحو الاعلام وراحو يصرحون ما يحلو لهم ان يصرحو ويستقدموا نظام الحكم على هواهم ومزاجهم والمصيبة العظمى ان هؤلاء المستشارين اصبحوا اليوم هم الحكام الفعليون للبلاد فقوات مكافحة الارهاب او الفرقة القذرة الثانية تدار بامرهم ويحركون افرادها لاعتقال من يشاؤون وليس اخيرا حادثة الزوراء التي لم يكشف عنها الاعلام شيئا عندما تحركت القوات القذرة واعتقلت حماية الحديقة السياحية فقط لانهم لم يسمحوا لابناء السادة المستشارين ان يتعرضوا لاعراض العوائل القادمة للتنزه في حديقة الزوراء وما هي الا لحظات حتى حظر الجيش العراقي بدباباته ومعداته الثقيلة وكأن المتنزهين او حماية المتنزه من الارهابيين وكذلك البرلمان العراقي الذي لايزال يدار من قبل شخصية واحدة هي شخصية نائب رئيس البرلمان العراقي فمن اين ياترى تاتي قوة هؤلاء المستشارين وهذا النائب الوحيد ليعطل اداء الدولة بكاملها ؟
تقول المعلومات التي استقيتها خلال عملي في مكتب مقرب من رئيس الوزراء ان هناك حكومة يطلق عليها بحكومة الدشاديش وهذه الحكومة تتكون من اربع الى خمس شخصيات برلمانية تعمل في مكتب رئيس الوزراء كمستشارين كما تعمل في البرلمان كما تعمل في الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء وهؤلاء البرلمانيين انظم اليهم اخيرا ( خال الولد) الشيخ خالد العطية والد زوج ابنة السيد المالكي كما انتمى اليه شخصان اخران بعد استبعاد السيد الجعفري هما ( ابو عرفان ) مسؤول الاعلام في المركز الوطني التابع للحكومة ومسؤول حماية رئيس الوزراء المالكي زوج ابنته .
وحكومة الظل هذه منقسمة الى قسمين قسم ينظر وقسم اخر ينفذ وعملية التخطيط والتنظير تقع على عاتق ثلاثة من النواب ينتمون الى حزب رئيس الوزراء بالاضافة الى ابو عرفان فيما يقع التنفيذ حسب الاختصاص فوزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء والشيخ خالد العطية يقع على عاتقهم مسؤولية تنفيذ خطط المنظرين في مجلس النواب اما عمليات التسويق الاعلامي فتقع على عاتق ابو عرفان والذي بدوره يوجه حتى مستشاري رئيس الوزراء للحديث والتصريحات فيما تقع مسؤوليات الاعتقالات على مسؤول حماية رئيس الوزراء وحكومة الظل هذه هي التي تحكم العراق لان البرلمان معطل بالكامل ومشلول كما ان الوزراء عليهم ان يتلقوا الاوامر ويوقعوا بالموافقة خوفا من ان يصدر رئيس الوزراء صاحب الصلاحيات غير المحدودة مرسوما يعزلهم به .
https://telegram.me/buratha
