المقالات

(( الكلمة الحق والسلطان الجائر ... قصة ملك ))


حميد الشاكر

سُئل رسول الله محمد ص : أيّ الجهاد أفضل ؟. قال : كلمة حقٍ عند سلطان جائر !.وفي أخرى : كلمة عدل عند إمام جائر !.************لا أعلم حقيقةً لماذا كانت ولم تزل ( الكلمة ) وان كانت ضعيفة ولاتملك الجيوش والقوّة ، وليس هي مركبة بشكل يوحي بالاستخدامات الحربية كالسيف والمدفع والنار والسلطان .....، هي الاقوى في ميدان الانسانية مع ماذكرناه لها من ضعف وتهميش وعدم ايحاء مادي بالقوّة والمال في صيغتها الانسانية !.في الدين كانت :( في البدء كانت الكلمة ) !.في الاسلام :( كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) !.في الادب والفلسفة : : الكلمة خط الاتصال بين الانسان من الداخل وبين نافذة شعاع الشمس من الخارج )!.وفي التاريخ :( الكلمة العدو الاول والاخير للطغاة والفراعنة والمتجبرين )!.أما في الرسالات والانبياء واصحاب النضال والثورة :( فالكلمة السلاح الوحيد الذي قام بالمعجزات )!.وعند الشعوب :( الكلمة هي المنبه لغفلة الناس وسباتهم وغيبوبة فطنتهم )!.وفي عالم الحيوان :( الكلمة هي الجزء المفقود والمبحوث عنه في هذا العالم )!.وعند الله :( الكلمة أفضل الجهاد )!.في كل التغييرات البشرية تبدأ القصة دائما بكلمة حق عند سلطان الجائر !.وحتى في النهضات الشعبية فلابد من المرور بالكلمة ايضا ولكن بصيغتها المعدلة من :كلمة حق عند سلطان جائر ، الى كلمة حق عند شعوب جائرة !.للكلمة تعبيران :الاول : من خلال النطق وهي الكلمة المسموعة التي تخاطب الاسماع لتصل الى العقول والارواح والأفئدة .والثاني : من خلال الكتابة وهي الكلمة المقروءة التي تخاطب الادراك والوعي والتأمل لأهل العلم والثقافة والشعور والاحساس ايضا !.وغير ذالك من كلمات تبعا لهذين الفرعين ، وتسمية هذا النوع او ذاك بأسم ( الجهاد ) في الاسلام بل وأفضله فيه دلالة على ان الكلمة أمضى من السيف في الحقيقة ، واقوى من الجيوش في الواقع ، فالجيوش بأمكانها فتح البلدان واخضاع اهلها ، والسيف كذالك بامكانه غزو الاوطان والتوسع في خرائطها المعقدة ، الا انه ومع ذالك تفتح الكلمات مالم تستطع فتحه السيوف ، وتتوسع المعاني في الضمائر مالم تنهض به الجيوش ، وتحتل الحروف خريطة الانسان وجغرافيته العقدية والروحية والفكرية والنفسية ... بالكامل وبمافيه وتغزو داخله وتأسر ضميره ، وتخضعه لعملية الايمان والاستسلام بشكل لايستطيعه السيف عملا ولاتقدر عليه جيوش الامبراطوريات العظيمة في هذه الحياة الدنيا فعلا وأملا !.ان الكلمة عندما تنطلق بجيوش الوعي ، وتخطيط الادراك ، وتموين المعنى ، وجناحي التحريض والثورة ، مضافا لذالك بخريطة التوسع في مخاطبة آمال الانسان وتطلعاته الواقعية ، فحتما انها ستصبح اخطر غازٍ في هذه الحياة واعظم فاتح في هذه الدنيا ، لاسيما تلك الكلمة التي تردفها معاني العمل الجاد ( الحق والعدل ) ووجها لوجه أمام حاكم او سلطان او شعب او مجتمع جائر ، فعندئذ تكون الكلمة في مكانها الصحيح ، وبالضبط في الارض الصالحة للزراعة بالتمام ، لتتحول وحسب المفهوم والمعنى القرءاني الى نهضة وارتفاع وصعود وسمو للعمل وناهضة وساحبة لحمله الثقيل نحو التغيير نحو السماء نحو الاعلى في عمليه يكون فيها العمل رافعة لصعود الكلمة الى القمة:( اليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه ...) !.انه لايرتفع ولايصعد الى السماء الى التغيير الى النهضة الا الكلمة !.ولكنها كلمة الحق والعدل والاصلاح والتقوى ..... أمام سلاطين الجور والظلم والفساد في هذه الدنيا ، وليس كلمة الشعر ، ولاهي كلمة النثر ، وليس كلمة الخلاعة والمجون بالطبع ، وليست الكلمة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض وليس لها قرار بالحتم ، بل انها كلمة المسؤولية التي إن قيلت في حضرة الهيلمان ، فالمتوقع من السلطان أما ان يأمرزبانيته لترى نفسك موزعا قطعا حمراء متناثرة على جدران بلاط الطاغية ، وأما أن يبادر الشعب الجائر الى أكلك حيّا كمائدة لفطور الصباح !.الحقيقة انه لم تزل المعادلة القديمة سارية المفعول حتى هذا اليوم بين سلاح للرسل والانبياء هو الكلمة ، وبين سلاح للسلاطين والطغاة والفراعنة هو السيف والقسوّة ، وبين هذا وذاك ملك الطغاة اجساد الناس وظواهرهم بينما ملك الانبياء والرسل عقولهم وارواحهم ودواخلهم وعقائدهم الى مالانهاية !.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-04-05
ان اتباع اهل البيت هم الذين يتبعون هذا القول اما الآخرين عندهم اتباع ولي الامر وتنزيل الرؤوس امام الحاكم الجائر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك