المقالات

العنف والتطرف..وموقف (مثقف السلطه)...في البلدان العربيه

925 18:37:00 2009-04-04

الدكتور يوسف السعيدي

تقول تجربة العنف التي شهدتها بلدان عربية عديدة أنه كان لمثقفي السلطة دور لايقل خطورة عن أجهزة الأمن في صناعة التطرف وإسعارنار الفتنة فقد كان لأجهزة الأمن التفنن في صنوف التعذيب الوحشي وابتكار أساليب الإهانة والتنكيل والاستفزاز فيما كان دور مثقفي السلطة تبرير المظالم وممالئة أجهزة القمع وقلب الحقائق وشرعنة الإستئصال فيخرج المعتقل أوالمطارد بقناعة مفادها وجوب الإنتقام من جلاديه الذين ساموه سوء العذاب وأيضا إخراس أصوات مبرري القمع والاستئصال من مثقفي السلطة. وبذلك تتسع دائرة العنف والعنف المضاد مخلفة ورائها ضحايا كثر من هنا وهناك.

ويختلف المثقفون عادة في تناول ظاهرة العنف. فمثقف الأمة بمثابة الرائد الذي لا يكذب أهله فهو يقرأ الواقع قراءة صحيحة ويدرس تجلياته المختلفة ويستشرف آفاقه ويبني موقفه الفكري والسياسي على أساس من التجرد والفهم السليم فتأتي مواقفه عقلانية ومتوازنة وبالتالي أكثر صدقية وأكثر قبولا وأحتراما. أما مثقف السلطة فإنه ينظر للقضايا المطروحة من زاوية واحدة هي زاوية ما تراه السلطة وما يخدم أهداف السلطةومايرفع الحرج عن أجهزة السلطة. والسلطة في بلادنا العربيه هي الزعيم الأوحد بنزواته ونزغاته.

ومن هذه القضايا التي يتعامل معها مثقفي السلطة من هذا المنظار قضية التطرف والإرهاب فيتم إقتطاع العنف والتطرف من سياقه السياسي والأجتماعي والأقتصادي والثقافي والأمني وتمارس أشد صنوف التعتيم والتجاهل على أسباب نشوئه والعوامل المغذية له ورغم أن الكل مجمع على إدانة العنف والإرهاب إلا أنه يجب أن لانغفل عن عنف آخر وإرهاب من نوع آخرلايقل خطورة يتمثل في ممارسات السلطة وتوجهاتها ومن هذه الممارسات المتطرفة:

- إستهداف الهوية الوطنيه للبلد وإنتهاج سياسات تجفيف منابع التحرر ومصادرة حق الأمة في الدعوة الى التغيير وتكميم أفواه الناقدين والمخلصين والوطنيين الحقيقيين...

- إطلاق العنان لأجهزة الأمن بالتفنن في تعذيب الناس وإمتهان كرامتهم بأوامر مباشر وبحماية كاملة.

- الإعتداءعلى الحريات الفردية والجماعية حظرا ومنعا للإحزاب ومصادرة للصحف وإغلاقا للمؤسسات الأهلية وسيادة للغة الإعتقال والمطاردة والزج بالناس في السجون وسط غياب لأبسط الضمانات القانونية وتلاعب بسلطة القضاء التي أضحت مجرد ملحق لإدارة أمن الدولة.

- المظالم الأقتصادية والأجتماعية المتمثلة في سياسات النهب والتفقير التي خلفت ثلةقليلة تملك كل شيئ وشعب يموت فقرا وجوعا إضافةإلى الشروخ الخطيرة في وحد ة المجتمع العروبي التي خلفتها السياسات الكارثية لنظام الحزب الواحد ...والعقليه التسلطيه للزعيم(الاوحد)...

- الأرتهان لأعداء الأمة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الذي ارتبط ببعض الانظمه اليعربيه أرتباطا عضويا ويتوافق معه في كثير من الأجندة والأستراتيجيات.

- إنتهاج سياسات الإقصاء والسحق في حق كل المعارضين من مختلف التيارات والتوجهات في محيط يتجه نحو الإنفتاح والمشاركة ونزع فتيل التوتر الداخلي.

- خلط الأوراق الوطنيه وعدم تقدير خط الوسطية والإعتدال مما يعكس حالة من الشذوذ الفكري والتطرف السياسي تصل حدالجنون المفضي إلى الهلاك المحقق..... هذه القضايا وغيرها يجب على مثقفي السلطة إستحضارها عند حديثهم عن التطرف.

أقول إستحضارها لاشيئ آخر لأني أعلم أنهم لايمتلكون من الشجاعة الأدبية ولاالحس الوطني مايسمح لهم بذلك لكن القفز عليها والحديث عن هكذاتطرف حديث غير مسؤول وغيرمقنع وإن دل على شيئ فإنما يدل على سعي متعمدفي الإفساد وصب للزيت على نار مشتعلة أصلا وهومافعله مثقفون آخرون في بلدان أخرى أججوا نارالفتنة لدوافع مصلحية وأيدلوجية فأكلتهم من ضمن ماأكلت من أبناءالوطن الواحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك