المقالات

الكوارث لاتخلف الا الكوارث

1065 16:12:00 2009-04-04

احمد عبد الرحمن

في مثل هذه الايام وقبل ستة اعوام تحول العراق من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، ومن ابعد نقطة في الشرق، حتى اخر نقطة في الغرب الى ميدان معركة حقيقية وحرب طاحنة غاب عنها عنصر التكافوء.ولايختلف اثنان في ان ما سمي بحرب الخليج الثالثة او حرب الاطاحة بنظام صدام في الوقت الذي فتحت فيه افاق بناء عراق جديد مختلف تمام الاختلاف عن عراق عهد صدام، فأنها خلفت مزيدا من المشاكل والازمات المتعددة الابعاد والجوانب.ومهما يقال عن ظروف وملابسات ودوافع تلك الحرب ومبرراتها، والاختلافات في التقييمات والرؤى والتحليلات لشرعية ومصداقية ما طرح، فأن الحقيقة والبديهية الدامغة التي لاتقبل الجدل والنقاش هي ان نظام البعث الصدامي المقبور هيأ الكثير من الظروف والاجواء والمناخات الملائمة على امتداد ربع قرن تقريبا او اكثر من ذلك لايصال العراق الى ذلك المنعطف الحاد والمنزلق الخطير.لم يأت ما حصل في ربيع عام 2003 من فراغ، وانما هو في الواقع كان حصيلة ونتيجة طبيعية ومتوقعة لتراكمات من الاخطاء والسلبيات والماسي والكوارث بأبعادها وجوانبها وعناوينها المتنوعة، اقترفها نظام البعث الصدامي بحق كل العراقيين.وحينما يقال ان المقدمات الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة، فأن ذلك القول ينطبق على العراق في العهد البائد بصورة كاملة، واكثر من ذلك فأن المقدمات الكارثية ادت الى نتائج كارثية. والا هل يعقل ان يعيش ابناء واحدا من اغنى بلدان العالم بذلك القدر المريع من التخلف والفقر والعوز والحرمان...اين الثروة النفطية الهائلة، واين الزراعة، واين الثروة المائية، واين الثروات المعدنية الاخرى؟؟.. ولماذا ظل الكثير من العراقيين يفتقدون الى ابسط مقومات ومستلزمات الحياة الكريمة.. ولماذا بات العراق يستجدي من الاخرين بينما المفترض والمنطقي ان يكون هو الطرف المانح للاخرين؟..والجواب واضح ويسير على مثل تلك التساؤلات وغيرها الكثير، انه نظام البعث الصدامي، الذي اهدر ثروات العراق الهائلة على الحروب، وعلى القصور وعلى السجون والمعتقلات، وعلى كل ما يزيد من-ويعمق-حجم التخلف والخراب والدمار والفقر والحرمان للعراق وابنائه..ان صدام هو القائل "لن اسلم العراق الا ترابا".. وبالفعل فأنه سلمه ترابا.. سلمه ركاما وانقاضا.. كيف لايكون كذلك ولم يعرف غير الحروب والصراعات العبثية العدوانية..غاب بالكامل البناء والاعمار والتطور والتحضر والتقدم للبلد على امتداد اكثر من ثلاثة عقود..وحله محله تخريب وتدمير كل شيء لصالح بقاء نظام اللانظام .. نظام القمع والتسلط والاستبداد..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك