المقالات

هل نعتذر من البعث؟


ميثم المبرقع

عندما تغيب المعايير الموضوعية والقيمية والاخلاقية في المجتمعات الانسانية يصبح المألوف غريباً والمحتال حذقاً والنزيه بليداً والجلاد ضحية ومظلوماً فتحتجب الرؤية وتختلط الاوراق. طالب نائب عراقي في مقابلة مع فضائية عربية العراقيين ممن عارضوا النظام السابق بتقديم الاعتذار للشعب العراقي بسبب المواجهات المسلحة في العهد البائد متهماًُ الشرفاء من المعارضين بدخول العراق على ظهر الدبابة الامريكية مدافعاً عن ازلام النظام ممن ظلموا وهمشوا وطردوا من الجيش العراقي ودوائر الامن والمخابرات المنحلة بقرار السفير بريمر بعد سقوط النظام.

الاعتذار بالمقلوب هي سمة أساسية في ثقافة حزب البعث والاصرار على الاخطاء والمكابرة اصبحت من مزايا ازلام النظام والذين لم يعتذروا لضحاياهم بل مازالوا يتحدون مشاعرهم ويطالبون بالعودة الى مواقعهم ولم يندموا على حرق حلبجة وقتل مئات الالاف من ثوار انتفاضة شعبان ولن يخجلوا من جريمة العصر الكبرى التي نعيش ذكراها هذه الايام باعدام المفكر الاسلامي السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية امنة الصدر (بنت الهدى)!اذا لم يعتذروا او يندموا على ما أقترفوه من جرائم وكوارث بحق شعبنا فعليهم ان يسكتوا على اقل وقاحة واستهتار عما فعلوه من خطايا واخطاء قاتلة في العراق طيلة حكمهم الدموي. لا يمكن ان يصبح المعارض لنظام صدام متهماً بوطنيته وانتمائه بينما الجلادون في العهد السابق هم المهنيون والاحترافيون في المؤسسة العسكرية والمدنية.

هذه مفارقات خطيرة لا يمكن قبولها في العراق الجديد واذا توصلنا بقناعة اجماعية الى العفو عن ازلام النظام السابق لاي سبب كان فان العفو لايعني بالضرورة ارجاعهم الى مواقعهم السابقة التي كان يمارسون من خلالها الاجرام والانتقام ضد الابرياء من ابناء شعبنا.

ازلام النظام لا يقبلون بأقل من إجتثاث المعارضين لهم في الحقبة الماضية كما كانوا يتعاملون معهم وهم داخل السلطة ولن يعتذروا بل يطالبون ضحاياهم بالاعتذار منهم فلا يمكن الوثوق بمن تلطخت ايديهم بدماء الابرياء والشرفاء في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك