المقالات

هل نعتذر من البعث؟

1035 15:00:00 2009-04-04

ميثم المبرقع

عندما تغيب المعايير الموضوعية والقيمية والاخلاقية في المجتمعات الانسانية يصبح المألوف غريباً والمحتال حذقاً والنزيه بليداً والجلاد ضحية ومظلوماً فتحتجب الرؤية وتختلط الاوراق. طالب نائب عراقي في مقابلة مع فضائية عربية العراقيين ممن عارضوا النظام السابق بتقديم الاعتذار للشعب العراقي بسبب المواجهات المسلحة في العهد البائد متهماًُ الشرفاء من المعارضين بدخول العراق على ظهر الدبابة الامريكية مدافعاً عن ازلام النظام ممن ظلموا وهمشوا وطردوا من الجيش العراقي ودوائر الامن والمخابرات المنحلة بقرار السفير بريمر بعد سقوط النظام.

الاعتذار بالمقلوب هي سمة أساسية في ثقافة حزب البعث والاصرار على الاخطاء والمكابرة اصبحت من مزايا ازلام النظام والذين لم يعتذروا لضحاياهم بل مازالوا يتحدون مشاعرهم ويطالبون بالعودة الى مواقعهم ولم يندموا على حرق حلبجة وقتل مئات الالاف من ثوار انتفاضة شعبان ولن يخجلوا من جريمة العصر الكبرى التي نعيش ذكراها هذه الايام باعدام المفكر الاسلامي السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية امنة الصدر (بنت الهدى)!اذا لم يعتذروا او يندموا على ما أقترفوه من جرائم وكوارث بحق شعبنا فعليهم ان يسكتوا على اقل وقاحة واستهتار عما فعلوه من خطايا واخطاء قاتلة في العراق طيلة حكمهم الدموي. لا يمكن ان يصبح المعارض لنظام صدام متهماً بوطنيته وانتمائه بينما الجلادون في العهد السابق هم المهنيون والاحترافيون في المؤسسة العسكرية والمدنية.

هذه مفارقات خطيرة لا يمكن قبولها في العراق الجديد واذا توصلنا بقناعة اجماعية الى العفو عن ازلام النظام السابق لاي سبب كان فان العفو لايعني بالضرورة ارجاعهم الى مواقعهم السابقة التي كان يمارسون من خلالها الاجرام والانتقام ضد الابرياء من ابناء شعبنا.

ازلام النظام لا يقبلون بأقل من إجتثاث المعارضين لهم في الحقبة الماضية كما كانوا يتعاملون معهم وهم داخل السلطة ولن يعتذروا بل يطالبون ضحاياهم بالاعتذار منهم فلا يمكن الوثوق بمن تلطخت ايديهم بدماء الابرياء والشرفاء في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك