ميثم المبرقع
الخطر الذي يداهم التجربة العراقية الجديدة لا يستثني رموزها وقياداتها فالجميع هدف للقوى المعادية التي تخطط لنسف العملية السياسية واجهاض المشروع الديمقراطي في العراق. حزب البعث وعصابات القاعدة لم ولن يغادروا اساليب الغدر والاجرام ضد العراق الجديد وهم في تخطيط دائم ومستمر لاستغلال أي ثغرة لتوجيه ضربة للتجربة العراقية الجديدة. واذا صح التوصيف الدقيق بان العراق كالسفينة في بحر متلاطم الامواج تغمره الحيتان والكواسج المرعبة فالصحيح ايضاً هو ان العراقي الذي يتساقط من هذه السفينة ستلتهمه هذه الحيتان في اعماق البحر ولم ينج من القدر.فان الاختلافات في وجهات النظر واليات بناء الدولة العراقية الجديدة بين كل الشركاء والحلفاء في العراق الجديد لا تدعونا الا التباعد الفاحش والقطيعة الكاملة او المقاطعة الشاملة فلابد ان تكون ثمة مشتركات مصيرية بين القوى السياسية العراقية بكل اطيافها وفصائلها ولا مبرر لئن يكون الخلاف السياسي او العقائدي او الفكري في المواقف التفصيلية حاكماً على زعزعة الثقة بين هذه الاطراف العراقية.فان الجامع الاكبر لكل توجهاتنا واتجاهاتنا هو الوطن بكل تنوعاته وتعدديته وهو المشترك الحقيقي الذي لابد ان تذوب كل خلافاتنا في بوتقته.
فليس المشكلة العراقية في خصوصياتنا بل في الغاء خصوصيات الاخرين والغائها فان العراق لا يستوعب ان نكون كياناً واحداً وقالباً لا يقبل الاختلاف او التنوع وان قوة العراق بتمسكه في خصوصياته الدينية والقومية والمذهبية والتعايش في اطار العراق الواحد الموحد دون تهميش او الغاء لاي مكون اخر او اقصاء لاي خصوصية عراقية.
ومن هنا فلابد ان نعيد النظر من جديد في كل علاقاتنا وتفاهماتنا قبل ان يداهمنا الخطر الذي لا يميز بيننا كثيراً فان المشتركات المصيرية والتوجهات الوطنية وحماية عراقنا من كل محاولات الفتن والتمزق هو مسؤولية الجميع بلا ادنى استثناء وقبل ان نبدأ في ترميم بعض التصدعات الحاصلة في الجدار الوطني العراقي علينا ان نبدأ بتفعيل دور الائتلاف العراقي الموحد وتنقية اجوائه كخطوة متقدمة لايجاد حالة من الانسجام والوئام بين جميع القوى العراقية.
https://telegram.me/buratha