المقالات

الولاء للوطن والامتيازات للجميع

1134 14:48:00 2009-04-02

حسن الهاشمي

مادام فينا عرق ينبض ومادام هاجسنا الأول والأخير رص الصفوف ووحدة القلوب والنهوض بعراقنا العزيز لما يحقق لشعبه العزة والكرامة والرفاه ولمدنه وأقضيته وقراه الرقي والتقدم والازدهار، نبقى نؤكد على ضرورة الثبات على المبادئ التي فيها عزنا وسؤددنا وأخوتنا جميعا من أجل تعزيز الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية التي طالما أكدت عليها كافة الأديان والمذاهب الحقة وجسدها الرسول والأئمة والمراجع العظام على أرض الواقع مما أضفى على الدين حالة معنوية خالدة تدافع عن القيم الإنسانية وتحارب بلا هوادة كافة أشكال التبعية والإذلال، وتبقى المعركة بين الخير والشر مفتوحة على مر التاريخ ولا زال طرفا النزاع في حلبة معترك الحياة يتبارون لإظهار الوجه المشرق للحضارة ويمثله الصالحون والوجه الكالح لها ويمثله الطالحون.

وتنفيذا لتوجيهات المرجعيات الأصيلة الجامعة لشرائط التقليد الذين لا ينفكون عن سيرة المعصومين قولا وفعلا وتقريرا، ومادامت دعوات الخير والفضيلة والكمال تصدر عنهم، لابد من تضافر الجهود من أجل طي صفحات الحقبة المظلمة التي تعاقبت على حكم العراق، والنهوض الحضاري والعمراني والثقافي بالعراق وأهله حيث أنه مرّت ست سنوات على سقوط النظام البائد وقد مر الشعب العراقي بتجارب صعبة وقاسية وقد رافق ذلك حصول الغزو والاحتلال مع سقوط الكثير من الضحايا والدمار الذي نشأ عن العمليات الإرهابية وكذلك التدخلات الإقليمية التي أخرت تطور البلاد كثيرا.

وطالما تعرض بلدنا وشعبنا إلى مخاطر الانزلاق إلى حرب طائفية وتهدّدت وحدة البلد ولا يمكن الخروج من هذه التجربة القاسية والمرّة إلا بان يدرك العراقيون أن لا حلّ لذلك إلا من قبل العراقيين أنفسهم وان عليهم أن يعملوا جاهدين لتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم وعدم السماح بأي تدخل إقليمي في شؤونهم وان يعملوا بروح المسؤولية الوطنية للتخلص من الاحتلال وتبعاته وانتهاج الأسلوب الحكيم في هذا الأمر بحيث تحفظ المصالح العليا لهذا البلد والشعب ومن دون تعريضه إلى المخاطر وإراقة الدماء...

والجميع مدعو لمراعاة وتغليب المصالح العليا لهذا البلد والشعب على المصالح الضيقة الفئوية والحزبية والقومية والطائفية .. والعمل على محاربة الفساد المالي والإداري والسعي الدؤوب من أجل تقديم الخدمات وتطوير القطاعات المختلفة للبلاد سواء أكان في مجال الاستثمار أو تطوير الإنتاج للثروات الوطنية كالنفط وغيره والاهتمام بالجانب الزراعي والصناعي والتجاري والاستثماري.

تغليب المصالح العليا للبلد يبقى حجر الزاوية ومربط الخيل في كل محاولة للنهوض على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعمراني، إذ أن النكبات التي نزلت علينا وما زالت تترى علينا ترجع جلها إلى تغليب المصالح الفئوية الضيقة على المصالح العليا، فلينتفض الكردي قبل العربي والمسيحي قبل المسلم والشيعي قبل السني وهكذا جميع الخطوط والاتجاهات في تلك القوميات والأديان والمذاهب وغيرها فلينتفضوا على واقعنا المزري وتغييره إلى أحسن حال، ولينفضوا جميعا غبار الترهل والكسل وغبار الأنانية الفردية والجهوية، وليحفزوا في دواخلهم روح العمل الجماعي والوطني الذي فيه نجاتنا من الأخطار الإقليمية والدولية المحدقة بنا من كل حدب وصوب، وإننا ننتظر بفارغ الصبر والأناة من تخلي أعضاء الدولة الحديثة وأعضاء البرلمان وأعضاء القضاء الأعلى بهذه الروح الأخوية الوطنية ريثما نتطلع إلى عراق يسوده القانون ولا يفرق بين أبناءه في المكتسبات والواجبات والحقوق ويكون الولاء للوطن والامتيازات للجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن صابر
2009-04-03
والله لدعوة مجترمة وكلام جميل ولكن لمن موجه لاتقل للشعب لاننا نحمل ماكتبت وارجوا ان لايكون كلام ليل فمشاكلنا مع من اجلسناهم في البرلمان فلا تعمم لاننا نريد فضح الحرامية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك