المقالات

قمة الثرثرة العربية ...!

1006 17:06:00 2009-04-01

فراس الغضبان الحمداني

ما أكثر المهازل في وطننا العربي ، وفي مقدمتها مهزلة تشابه اجتماعات القمم العربية ، التي تثير الضحك والسخرية في الشارع العربي ،واستنكار المواطنين البسطاء لتلك البيانات والقرارات التي لا تساوي قيمة الحبر والورق الذي كتبت عليه . فكم من قرار صدر عن التضامن العربي والتنسيق السياسي والوحدة الاقتصادية والتبادل العلمي والثقافي والإعلامي ومواجهة الكيان الصهيوني ، لكن الحصيلة العملية هي الضحك على الذقون .  حتى باتت ونتيجة لتفاهة وهزالة مؤتمرات القمة برزت اليوم إمارة قطر دولة عظمى في الوطن العربي لمواجهة أمريكا وإسرائيل ..! .

إن كل الذين حضروا من الرؤساء أصحاب السيادة والفخامة الذين القوا خطبهم العصماء والرنانة لمواجهة الامبريالية الأمريكية يعرفون إن قطر التي تستضيفهم والكل تحميهم الطائرات والأساطيل الامريكية ، لان قاعدة السيلية هي اكبر قاعدة لأمريكا في المنطقة ، والتي انطلقت منها آلاف الطائرات والصواريخ التي فككت التضامن العربي .

لكن الأمر الغريب إن قطر التي يرفرف فوق اراضيها علم السفارة الإسرائيلية ، جمعت كل القادة العرب وتركت لهم الحرية بإلقاء الخطب وممارسة الثرثرة الجانبية لاستنكار الجرائم الصهيونية والامبريالية ، ولعل هذا نوع جديد من الديمقراطية إن تكون ثائرا وامبرياليا في ذات الوقت لتصبح مناضلا في وسائل الإعلام العربية وفي مؤتمرات القمة وعميلا على الأرض في الاتفاقيات السرية والعلنية .

إن هذه القمم تعد نقمة على الشعوب العربية التي لم تعد تقبض منها لا ناقة ولا ربع جمل ، ومازالت دولنا العربية متفرقة متخاصمة ليست لها عملة موحدة ولا مشاريع مشتركة ولا اتصالات وخطوط نقل مترابطة ، بل إن التضامن والتوحد نجده في ثنايا الخطب ومانشيتات الصحف التي تخرج علينا في اليوم التالي للقمة وهي تبشرنا بالمستقبل الزاهر للأمة ، وتستكمل الفضائيات نقل ثرثرات القادة ومجادلاتهم السقيمة ولا تتكلم عن فضائحهم ولياليهم الحمراء .

ولعل سائل يسأل ما علاقة العراق في هذا الحشد من الغربان أو العربان ، نعم فالمعنى مشابه لان العرب تورطوا جميعا في سفك دمائنا ، ومازالوا يتآمرون على قتلنا ، وتصر دول وإمارات مجهرية وضعوها عنوة على الخارطة لإيذاء العراق ، ودليلنا هو إجبار الشعب العراقي لأن يدفع فاتورة حرب الكويت ، وهم يعلمون أنها حربهم التي نفذها النظام السابق .

ولعل اخطر ما يواجهه الحاكم العراقي اليوم هو محاولته استرضاء العربان من آل سعود وبقية أقزام الخليج ، لكن المنطق ووقائع التاريخ تقول إن هؤلاء لايلينون إلا بالعصا كما كان يفعل معهم الطاغية صدام حيث يقوم في مؤتمرات القمة بسوقهم إمامه مثل قطيع الغنم .

نحن نقول أنه من الكفر إن لا يقف الحاكم العراقي شامخا متكبرا يلوح لهم بعصاه الآشورية ، ولا يحاول إن يستجدي منهم الاعتراف أو إسقاط الديون وإرسال السفراء ، بل عليه إن يستخدم كل مكامن القوة في العراق الغني بموارده وعقوله وحضارته ، فوالله ستراهم يخرون راكعين ساجدين تحت عظمة سيدهم العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك