فراس الغضبان الحمداني
ما أكثر المهازل في وطننا العربي ، وفي مقدمتها مهزلة تشابه اجتماعات القمم العربية ، التي تثير الضحك والسخرية في الشارع العربي ،واستنكار المواطنين البسطاء لتلك البيانات والقرارات التي لا تساوي قيمة الحبر والورق الذي كتبت عليه . فكم من قرار صدر عن التضامن العربي والتنسيق السياسي والوحدة الاقتصادية والتبادل العلمي والثقافي والإعلامي ومواجهة الكيان الصهيوني ، لكن الحصيلة العملية هي الضحك على الذقون . حتى باتت ونتيجة لتفاهة وهزالة مؤتمرات القمة برزت اليوم إمارة قطر دولة عظمى في الوطن العربي لمواجهة أمريكا وإسرائيل ..! .إن كل الذين حضروا من الرؤساء أصحاب السيادة والفخامة الذين القوا خطبهم العصماء والرنانة لمواجهة الامبريالية الأمريكية يعرفون إن قطر التي تستضيفهم والكل تحميهم الطائرات والأساطيل الامريكية ، لان قاعدة السيلية هي اكبر قاعدة لأمريكا في المنطقة ، والتي انطلقت منها آلاف الطائرات والصواريخ التي فككت التضامن العربي .
لكن الأمر الغريب إن قطر التي يرفرف فوق اراضيها علم السفارة الإسرائيلية ، جمعت كل القادة العرب وتركت لهم الحرية بإلقاء الخطب وممارسة الثرثرة الجانبية لاستنكار الجرائم الصهيونية والامبريالية ، ولعل هذا نوع جديد من الديمقراطية إن تكون ثائرا وامبرياليا في ذات الوقت لتصبح مناضلا في وسائل الإعلام العربية وفي مؤتمرات القمة وعميلا على الأرض في الاتفاقيات السرية والعلنية .
إن هذه القمم تعد نقمة على الشعوب العربية التي لم تعد تقبض منها لا ناقة ولا ربع جمل ، ومازالت دولنا العربية متفرقة متخاصمة ليست لها عملة موحدة ولا مشاريع مشتركة ولا اتصالات وخطوط نقل مترابطة ، بل إن التضامن والتوحد نجده في ثنايا الخطب ومانشيتات الصحف التي تخرج علينا في اليوم التالي للقمة وهي تبشرنا بالمستقبل الزاهر للأمة ، وتستكمل الفضائيات نقل ثرثرات القادة ومجادلاتهم السقيمة ولا تتكلم عن فضائحهم ولياليهم الحمراء .
ولعل سائل يسأل ما علاقة العراق في هذا الحشد من الغربان أو العربان ، نعم فالمعنى مشابه لان العرب تورطوا جميعا في سفك دمائنا ، ومازالوا يتآمرون على قتلنا ، وتصر دول وإمارات مجهرية وضعوها عنوة على الخارطة لإيذاء العراق ، ودليلنا هو إجبار الشعب العراقي لأن يدفع فاتورة حرب الكويت ، وهم يعلمون أنها حربهم التي نفذها النظام السابق .
ولعل اخطر ما يواجهه الحاكم العراقي اليوم هو محاولته استرضاء العربان من آل سعود وبقية أقزام الخليج ، لكن المنطق ووقائع التاريخ تقول إن هؤلاء لايلينون إلا بالعصا كما كان يفعل معهم الطاغية صدام حيث يقوم في مؤتمرات القمة بسوقهم إمامه مثل قطيع الغنم .
نحن نقول أنه من الكفر إن لا يقف الحاكم العراقي شامخا متكبرا يلوح لهم بعصاه الآشورية ، ولا يحاول إن يستجدي منهم الاعتراف أو إسقاط الديون وإرسال السفراء ، بل عليه إن يستخدم كل مكامن القوة في العراق الغني بموارده وعقوله وحضارته ، فوالله ستراهم يخرون راكعين ساجدين تحت عظمة سيدهم العراق .
https://telegram.me/buratha