بقلم : سامي جواد كاظم
ليس بالامر الغريب او العجيب ان يلتقي المتناقضون فكريا وقد يكون اللقاء للتخاصم او التفاهم ، ولكن الامر الغريب عندما يلتقي المتناقضان على امر محسوم بالفشل وعدم الالتقاء بسبب الترسبات لاحدهم على حساب الاخر ومن هذا وذاك نعم يحصل التقاء لضروريات تستوجب وضع الخلافات جانبا معلقة من غير الاتفاق عليها ولو لبرهة من الزمن لحين حدوث مستجدات تستوجب قرارات جديدة .
وضع العراق سهل جدا من جانب وصعب جدا من جانب اخر ، فالعراقيون برمتهم ينبذون فكر وعقائد حزب البعث ومهما كانت لانها اصبحت وعاء للاجرام وللطائفية والغدر ، ولكن الاختلاف في اراء العراقيين حول البعثيين مع تفاوت مستوى اجرامهم بحق العراقيين فاقل جرم يمكن ان يكون هو تكثير سواد البعث وهذا يمكن التغاضي عنه دنيويا الا ان اخرويا لله عز وجل حكم اخر ولكن الاشد بغضا عند العراقيين هم ممن تلطخت ايديهم بدماء الابرياء من العراقيين ولان هذا الحزب كان مدعوم وهابيا وصهيونيا مع العمل على مدى تاسيسه في العراق على هدم البنية الخلقية والتربوية للعراقيين فانه نجح في ذلك نجاح منقطع النظير من خلق شريحة اجرامية في مختلف مفاصل الدولة ، واني لاتعجب من الذين يشكون من الفساد الاداري والمالي متهمين الحكومة على ضعفها وعدم قدرتها على مكافحة الفساد بل اتهموها بانها هي السبب وكانهم لايعلمون من هو السبب .
ونظرة بسيطة ومن غير تفحص على اسلوب البعث في استشراء هذا المرض الخبيث وهو الفساد الاداري والمالي والى اي مستوى وصل !! فهل تعلمون ان ابن كوفي عنان رئيس مجلس الامن السابق وبريمر واسماء لامعة في الادارة الامريكية والامم المتحدة كانوا ابطال للفساد الاداري والمالي في قضية النفط مقابل الغذاء والدواء بخصوص العراق وكفى تعليقا على هذا الامر .
واليوم وما جرى على العراق من ارهاب بسبب عصابات معلومة الهوية باتت في قلق وارق من عودة المجرمين الى مفاصل السلطة وعودة التاريخ الاسود . وحقيقة للمالكي اكثر من موقف محير في هذا الاتجاه اي اتجاه المصالحة هل هي سياسية محضة ام ان له ابعاد اخرى ونحن نعلم بالضغوطات الخارجية ولكن مع كل هذا يجب ان يعلم السيد المالكي ان هنالك من سينال من حكومته وشخصه وها هو صالح المطلك يتلفظ بعبارات لا اعلم ماذا اقول عنها هل يستحقها المالكي ام الوم المطلك وطبقا لشيمته اي المطلك اراه لا يحق لنا لومه فنحن اعلم بمعدنه .في اخر لقاء لصالح المطلك مع مجلة امريكية قال : أخبرتُ المالكي قبل سنوات أنه سيستجدي (عودة البعثيين) ذات يوم .
والان ماذا سيرد السيد المالكي على هذا القول ؟ كلمة يستجدي هل يمكن للمالكي ان يمر عليها مرورا عابرا من غير تأني وتدقيق لانها تفصح عن ثقافة ومكنون المطلك اتجاه المالكي ؟ . ومن ثم عرج المطلك على سرد بطولاته مستشهدا باسماء نكرة ومجاهيل منها على سبيل المثال صديقي بعثي شيعي مسؤول في الحكومة ايام صدام ومن هو لا احد يعلم ؟ واذا كان المطلك حريص على العراق ارضا وشعبا فماذا يعني التقاءه وحضوره ندوات واجتماعات منافقي خلق وما هي العلاقة التي تربطه بهم ؟ وهل ان البعثيين الذين يستجدي عودتهم المالكي وحسب ادعاء المطلك هم التكنوقراط والعلماء واصحاب الخبرة في مجال قيادة مؤسسات الدولة كما يزعم ؟ وبالرغم من ذلك لم يفصح باسم واحد منهم .
نقول للمطلك ان اي خبرة مهما كانت منزلتها وانتمائها فانها تستطيع العودة للعراق من غير مصالحة اذا ما كان صاحب الخبرة على ثقة تامة انه لم يجرم بحق العراقيين واما طلبه الوحيد الذي يستحقه من الحكومة هو انه في حالة عودته على الحكومة توفير الامن له من رفاقه البعثيين الذين يغتالون كل من يعمل بشرف .
واما انك يا سيد مطلك تدعي انك تزود العراق بثلث استهلاكه من الطماطم والباذنجان والخيار فنحن نعلم ما من طماطة ولا خيار يمرر الى السوق العراقي من غير ختم العائلة الحاكمة وشمل ذلك حتى الدجاج والبيض ، بالمناسبة هل يذكر المطلك خصومة القذافي مع صدام بسبب سرقة عدي للدجاج ( المكرمة ) من القذافي للشعب العراقي بمناسبة رمضان؟
الضحك على الذقون عبارة كثيرا ما تقال عندما يعمل المرء وفق منهجية يعلم انها هزيلة زيريد ان يوحي للناس جديته ، ولكن منهجية المصالحة مع شريحة نعلم نحن ويعلم المالكي ويعلم المطلك الى اي مدى اجرامها فانها تعد اتعس من عملية الضحك على الذقون .
وعاد ليكرر المطلك ان الشعب العراقي شعب يستحق قائد شديد وقاسي ولكنه لم يقل مثل صدام حسين الا ان بداية العبارة توحي لذلك عندما قال ان صدام دكتاتور كبير واردف قائلا العبارة اعلاه ، ومعناها ان مثل المالكي لايستحق حكم العراق ولا غيره ممن ليسوا على غرار صدام ، مهزلة من مهازل المطلك .
https://telegram.me/buratha