المقالات

صحوة القانون أمام غفوة الصحوة


محسن أمين

اثارت العملية الأخيرة لاعتقال عادل المشهداني مسؤول الصحوة في الفضل ببغداد ، أثارت التساؤلات مجددا حول الملف المزعج والثقيل للحكومة العراقية والمتعلق بالصحوات وكيفية تكيفها مع لواقع العراقي السياسي والاجتماعي.

ويأتي الإزعاج في الملف كونه أنشئ في ظروف معقدة وغير صحية تمثلت بوقف نزف الدم الذي تشنه المجاميع المسلحة مقابل حكم الارض والمال ، فتولدت يومها ما سمي بالصحوة وواجهتها محاربة وطرد القاعدة التي كانت مخيمة على مناطق اتخذتها حواضن يومها لتنفيذ أعمالها الطائفية الإجرامية.

من هنا تنظر الحكومة العراقية لهذه المجاميع التي تشكلت باسم الصحوة بعينين الاولى تنظر الى ماضيها وتاريخها الى تولدها وهو تاريخ تحوم حوله الكثير من الشبهات ، والعين الثانية حول مستقبلها في ضوء المتغيرات السريعة في البلد وهومايثقل ويعقد المسالة ، وذلك لجهتين عدم الثقة الكاملة بعناصرها لتاريخ تولدها كما اسلفنا ، مما يثير مخاوف التغلغل في مفاصل الدولة اولا ، وعددها الغير محدود والمعدود للدولة الذي يثقلها من ناحية الميزانية المربكة اصلا ثانيا.

والصحوة اليوم امام اختبار كبير وجدي في إظهار حسن نيته والحرص من قبل أبناء العراق على العراق ، وقد مروا باختبار قانوني يوكد التزامهم بالقانون الذي يريد تنقية الشوائب التي الصقت بهم يوم ولادتهم ، وتمثل هذ الامر باعتقال المشهداني المتهم بعمليات قتل وتهجير واخذ اتوات من مواطنين ، وهو عمل عصاباتي ولا ينم عن طبيعة ابناء العراق باي حال ، يتطلب حزما قانونيا ومساندة شعبية ، وأبناء العراق ليسوا بمنأى عن هذه المساندة.

الا ان الأمر لم يكن كما ينبغي لاسيما في اليوم الاول من عملية الاعتقال ، وهو امر كان ينبغي ان لايحدث لان الصحوة تبقى في صحوة دائمة وليس لها ان تعود لغفوتها ، بل ان الالتزام بالصحوة من جهة والانفتاح على القانون ليأخذ مجراه بحق من ارتكب جرائم ضد المواطنين واستغل أمر الصحوة ليندس وسطها لاستثمار انجازها المشهود في محاربة القاعدة من اجل العراق وحفظ دماء ابناءه – وهذا هو المحمل الذي نريد ان نفرضه بحسن نية الصحوة-. ، فرضوخ ابناء العراق للقانون الذي من واجبه ان يطال المجرمين وان تغيرت الوانهم واوصافهم فهم رصد القانون عاجلا ام اجلا ، والغاية خلق اجواء مريحة وتفهم اعمق للمسؤلية بين الدولة وابناءها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك