السيد عامر الحسني
حدثت في شهر فبراير الماضي , وبالتحديد في العشرين منه أزمة في الوسط الشيعي سببها قيام الكيان السعودي متمثلاً بقواته الأمنية وشرطته الدينية القمعية المعروفة باسم (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بمنع الزائرين الشيعة من زيارة قبر الرسول بمناسبة استشهاده صلى الله عليه وآله , والمعروف عن الكيان السعودي بأنه لا يقيم وزناً لشعب من الشيعة يعيش في المنطقة الشرقية بسبب توجهاته الدينية المتمثلة بالفكر الوهابي المنحرف عن الإسلام المحمدي الأصيل .وإذا أردنا الإنصاف , فان الشرارة الأولى للانتفاضة قد بدأت من اللحظات الأولى التي أحتجت فيه النسوة الشيعيات ذوات الشرف والعفة على سلوك أحد أيتام محمد عبد الوهاب على تصويرهن بكاميرة فديو الأمر الذي يتعارض مع الأخلاق الإسلامية السامية والتي لا يتبناها بني سعود الذين اعتادوا على الأخلاق المنحرفة سواء في بلاد العرب أو العجم .
هذه الأزمة يمكن أن تصنف في باب الامتحان , والتي جعلت القوم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام , قسم آثر السكوت وقسم طالب بوضع حداً لمهازل بني سعود من خلال المطالبة بالاستقلال , وقسم حاول أن يجد له موطئ قدم ما بين المجموعتين , فلا هو من المطالبين بالحق , ولا هو من الصامتين , وهذا القسم أخطر على متبنيات الأمة من القسم الأول .
فالقسم الاول أعلن رأيه وأدار وجهه , وجرى تقييمه من قبل الأمة وهو لا يشكل شيئاً في مسيرة النضال والجهاد , ولكن القسم الثالث هو المحير والذي لا يعرف الأحرار ما يريده أصحاب هذا القسم , والذي لازال يعتبر نفسه هو المسؤول المباشر عن توجه السواد الأعظم من الشعب الحر , ويريد أن يملي عليه توجهاته التي تخدم مصالحه الخاصة .
لقد طالبت جميع الشعوب والأمم بالاستقلال منذ أن خلق الله الملوك والحكام المستبدون إلى يومنا هذا , والمطالبة بالحرية والاستقلال هي من سمات الشعوب الحرة , وتأريخ الشيعة حافل بالثورات على طغاة عصرهم .فمن ثورة أبو الأحرار الحسين عليه السلام إلى ثورات الحسنيين في زمن طغاة بني العباس , إلى ثورات شيعة القرن العشرين في عراق أهل البيت عليه السلام الذين سطروا الملاحم تلو الملاحم , الى شيعة وإيران ولبنان . فما الذي يميزنا عن غيرنا نحن شيعة القطيف والاحساء للمطالبة بحريتنا واستقلالنا عن أمة بني سعود الذين لا نمت لهم بأي صلة , لا من بعيد ولا من قريب ؟
ولم الخوف والرهبة من كيان أكثر ما يمكن أن نطلق عليه كيان مهزوز تعصف به الرياح من كل مكان , في ترقب للذي سوف يقفز على منصة الحكم بعد هلاك عبد الله .
ولم هذه الاجتماعات يا كبار القوم , وتكادوا أن تجمعوا على رفض ما قاله الشيخ المجاهد النمر بالدعوة إلى الاستقلال ؟نحن نكبر بشبابنا هذه الوقفة الشجاعة , والذين اعتقلوا جسدوا معنى البطولة , ولكن ما نقول لغيرنا من الأقوام ومعظم معتقلينا من الأطفال ؟ فأين علية القوم ؟ ألم يحاول أحدهم ان يتظاهر أو يعتصم أو حتى ليكبر من على سطح بيته ؟ أين كانوا عندما صدحت الحناجر بإدانة بني سعود في شوارع العوامية وصفوى وباقي مدن القطيف ؟ هل ان الشيخ النمر هو الوحيد الذي شخص الخلل ؟ هل ان الشيخ النمر هو الوحيد الذي عرف بان أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ؟
فالبشرى لكم يا كبار القوم , فان أحرار العوامية مصممون على وضع حد لاستهتار بني سعود , وهم لا يقبلون بأقل من الاستقلال , ولا تضحكوا ولا تستهزؤا منهم , واجعلوا من مواقعكم الالكترونية التي رفضتم فيه نشر شئ للثوار من الرافضة , وجعلتموها صفحة تهديم وأحباط والنيل من عقائد الشيعة , فجعلتم من راصدكم وتوافقكم وإشارتكم مسرحاً للنيل من اشرف ما خلق الله بعد الرسول وأهل بيته , فعباسهم يكتب عن ((ذنوب الشيعة)) وكأن الشيعة هم من يقترف الذنوب الآن , وخنيزيهم يخاف على أولي نعمته ويناقش (( المشكل الطائفي والمسؤولية الوطنية )) , ومقيطيبهم يحذر العقلاء من انفلات الوضع ومعالجة الوضع قبل ((خرق السفينة)) , وشيخهم دهام الشمري يريدنا أن نقف صفا واحدا خلف قيادته الرشيدة .
فلم هذا التجني على أبطال أرادوا أن ينصروا الله فوعدهم الله بالنصر وتثبيت أقدامهم , ولم تخافوا يا علية القوم من بني سعود , فالقوم لا يطلبونكم , ولو أصابوا أبطالكم للهوا عن طلب غيرهم .
تحية إجلال وإكبار للمجاهد الشيخ النمر ولأبطال المنطقة الشرقية , وتحية للإعلام الشيعي الحر الذي لم يتوانى عن نشر كلمة الحق وبالخصوص أخواننا من العراق ( وكالة أنباء براثا ) , والمواقع الأخرى مثل لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية وشبكة الملتقى الإخبارية وموقع شجون الأحساء وموقع الدفاع عن الشيخ النمر وشهداء القطيف .
https://telegram.me/buratha