بقلم:فائز التميمي
ذكرت الأخبار أن اليمن حكم على إثنين من اليمنيين بالإعدام بتهمة التجسس لإيران.وقبلها بإسبوع أيضاً حكمت على إثنين بنفس الحكم بتهمة التجسس لصالح إسرائيل!! وقد يمر الخبر عادياً ولكن تشابه النظام اليمني وحزب البعث العراقي بل ووجود البعثيين العراقيين المتنفـذين في اليمن يـذكرنا بمحاكم علي هادي وتوت في 68 و69 من القرن الماضي حيث ألصقت تهم التجسس بالمعارضين ووصلت المهزلة أن يوماً حوكم تاجر إسمه أكبر علي وتهمته التجسس الإقتصادي لصالح إيران!! وخرج علينا يوماً المقبور البكر بشكله الأصفر الحاقد:لا جاسوس على أرض العراق بعد اليوم!! فماذا في اليمن ليتجسسوا عليه؟ هل مثلاً يخفي دكتاتور اليمن مفاعلاً نووياً في مزارع القات!! ومتى تتم البحوث على الـذرة بعد أم قبل جلسات القات!. وهل تعجز الأقمار الصناعية عن كشف ما يريدون!!
ومرة سأل علي وتوت أحد المنكوبين وهو صاحب مخبز :كيف كنت تتجسس لصالح إسرائيل.فقال: كنت أتي بالصمون الى معسكر الجيش وأحسب الدبابات !!! فهو حتى لم يقل مثلاً كنت أتصل بجندي ولو أو عريف ليعطيني عدد الدبابات في المعسكر!! وهل تعجز إسرائيل أن تعرف ذلك من عملائها في روسيا عن كم دبابة يملك العراق!! والأعجب أن تلك المحاكمات بتهمة التجسس توقفت تماماً فهل أصاب الموساد خيبة أمل ولم يعد يرسل جواسيسه!! والأعجب أن إبن أخت طارق عزيز كان قد فر بطائرته في عام 1967م الى إسرائيل وكان المفروض عدم تسليم طارق عزيز مسؤوليات خطيرة وهـذا ما نهج عليه البعث من إبعاد أقارب أي مشتبه سياسي معارض من مراكز الدولة المهمة فما بالك بمن إبن أخته جاسوس فعلي وليس ظني!!.
على الأكثر أن اليمن تعيد سيناريو البعث في الستينات وهو من بنات أفكار البعثيين هناك وهم أغبياء فليسوا على مستوى من الـذكاء ليطوروا كـذبهم بقصص مفبركة معقولة. ومرة صرح الصحفي المصري علي أمين في الستينات من القرن الماضي وكشف ما لم يجب كشفه عن عبد الناصر فأتهموه بالتجسس لإسرائيل!!
إن حكامنا العرب لا يتغيرون فهم في قالب واحد مكتوب عليه: ماركة مسجلة لا تغير ولا تبدل!!.فهل ركب اليمن قارب الطائفية البغيض وهل سيدخل نفس المخاض العراقي البعثي المخضب بالدم إن لم يكن قد دخله بالفعل!! وسينبري صاحبنا الكاتب البصري الهرهري ليدلو بدلوه بينما سكت عن قمة الدوحة وصمت صمت الأموات!!
https://telegram.me/buratha